الوقت- عقب تحذيرات الأوساط والخبراء الصهيونيين من عواقب إشعال هذا الكيان للحرب وإطالة أمد حرب غزة، صرّح الكاتب والمحلل الصهيوني إفرايم عنبر في مقال له: إن ثقة إسرائيل المفرطة بنفسها تقودها نحو أخطاء استراتيجية قاتلة، وعلينا أن نُقرّ بأن إسرائيل ليست قوة إقليمية، وخلافًا لادعاءات بعض السياسيين، لا يمكنها تغيير خريطة الشرق الأوسط.
في مقال نُشر في صحيفة "نيوز 14" العبرية، أكد الكاتب الصهيوني أنه بعد التطورات الأخيرة في المنطقة والحروب التي شاركت فيها إسرائيل، نشأ وهمٌ بأن تل أبيب أصبحت القوة الرائدة في المنطقة، حتى أن البعض في المؤسسات السياسية والعسكرية الإسرائيلية يتحدثون عن تغيير خريطة الشرق الأوسط.
وأضاف: هذه النشوة في إسرائيل تُشبه الوضع الذي أعقب حرب 1967، حيث أدت الثقة المفرطة إلى هزيمة إسرائيل عام 1973. هذه الأوهام هي مزيج من النشوة بالقوة، وتصور مبالغ فيه لنتائج الحروب، وسوء فهم للواقع الاستراتيجي الرئيسي لإسرائيل.
وأقرّ الكاتب الصهيوني المذكور بفشل إسرائيل في تحقيق أهدافها في حرب الـ 12 يومًا مع إيران، قائلاً: لم تتخلَّ إيران أبدًا عن برنامجها النووي، وقد تستأنفه قريبًا، بل وقد تهاجم إسرائيل (استباقيًا).
يتابع المقال: رغم الضربات التي تلقاها، لا يزال حزب الله قوة عسكرية مؤثرة في لبنان، والطبقة السياسية في البلاد لا تجرؤ على نزع سلاحه؛ وهذا يعني أن تهديد حزب الله لإسرائيل سيستمر.
وقال الكاتب الصهيوني: على صانعي القرار الإسرائيلي تبني نهج أكثر واقعية، يقوم على الحذر والمنطق، بعيدًا عن وهم أن إسرائيل قوة إقليمية كبرى. لم تنتهِ الحرب في قطاع غزة بعد، ولا يزال جزء من القطاع تحت سيطرة حماس، وهو ما يُعتبر انتصارًا لها.
وتابع: إن استمرار وجود الأسرى الصهاينة في غزة يُضعف صورة الردع الإسرائيلي، وأداء الجيش الإسرائيلي يعكس ترددًا وارتباكًا في حسم المعركة. غزة هي التي ستحدد في النهاية نصر إسرائيل أو هزيمتها، واستمرار وجود حماس في هذا القطاع يُمثل تهديدًا استراتيجيًا طويل الأمد.
ذكر الكاتب الصهيوني: "إن الاعتماد الكبير على المساعدات الأمريكية يجعل إسرائيل عرضة للتغيرات السياسية في واشنطن، ونظرًا للانقسامات العميقة التي اكتنفت المجتمع الإسرائيلي في السنوات الأخيرة، فإن قوة إسرائيل لا تُقاس بقدراتها العسكرية والتكنولوجية فحسب، بل أيضًا بقوتها على الصعيد الداخلي".
ويخلص المقال إلى أنه ينبغي على صانعي القرار الإسرائيليين تبني نهج أكثر واقعية وحذرًا، والتخلي عن وهم كون إسرائيل قوة إقليمية كبرى.