الوقت- عمل مسرحي بعنوان: "شغلة فكر"، قدّم لأول مرة قبل 27 عاماً وها هو يُستعاد نصاً وإخراجاً مع غابي يمين يدير فريقاً رائعا من الممثلين يتصدرهم طلال الجردي، وطارق تميم على خشبة مونو اللبنانية.
حضور حاشد وكثيف إستوجب استحداث صفوف إضافية من المقاعد ليل الإفتتاح في الثاني من تموز/ يوليو الجاري في مسرح مونو يليق بقيمة مسرحية: "شغلة فكر"، من فصلين، في ثاني احتفال بها. الأول كان في نيسان/إبريل عام 1998 على خشبة مسرح المدينة نص وإخراج: غابي يمين مع: الراحل بيار شمعون، زينة ملكي، جيزيل بويز، داني بستاني، غابي يمين، يولاند شويري، كارين أسعد، جورجيت فغالي، ورولا سعد.
النسخة الجديدة، أنتجها أنور علم الدين وتولى مهمة المنتج المنفذ أيزيك فهد، وفي مكتب الإنتاج: جيسيكا وإليسا علم الدين، وغبريال قيصر، أعاد يمين صياغتها ولاءمها مع فريق متقن جداً من الممثلين الذين نافسوا بقوة على لفت الإنتباه وإستحقوا التصفيق والمباركة، إسوة باللاعبين الماهرين والمحترفين: طلال الجردي، وطارق تميم، اللذين شكلا عصب المسرحية في وقت لمع كل من الممثلين المشاركين:سلمى شلبي، عامر فياض، علي بليبل، كاتي يونس، كريس حداد، مابيل طوق، وماييف ليشع، في محطات إجادة وتفوق في الشخصيات المتنوعة التي جسدوها بعمق وعفوية وإبداع.
لقد أمتعتنا المسرحية رغم بعض القلق الذي ساورنا من كلام سبق العرض عن أنها طويلة ومن فصلين، لكن المضمون النوعي والدسم والذي يدخل في عباءة العديد من القضايا حيناً بملامسة رقيقة وأخرى بشكل صادم، منح المسرحية بطاقة دخول سهلة إلى القلب، مشفوعاً بأستاذية في الأداء المتزن والخاص للرابط بين أطراف العمل وتنوع مادته الفنان طلال الجردي، فيما إنغمس زميله القوي في الضرب على وتري الدراما والكوميديا طارق تميم في نموذجين من الكاراكتيرات، تصاهرت مع الومضات الرائعة لباقي الممثلين واحداً واحداً.
فعلياً تضاعف اعجابنا للعمل مع دهشتنا لما إستطاعه الممثل بليبل في أكثر من دور ضمن لوحات العمل، وكذلك فعل زميله فياض، بينما تميزت سلمى شلبي بجديتها السلبية ودخولها في حالة لؤم مدروسة تستحق معها التهنئة، وحال الرضى تنسحب على باقي الفريق فمن سمات المسرحية قوة أركانها حيث شكل كل فرد من المجموعة طاقة منفردة ممتميزة تمازجت مع الباقين في إنسجام وتناسق سحري ظل مخيماً على العمل في فصليه وعبر كل اللوحات التي تألف منها.
"شغلة فكر" مسرحية متقدمة في مستواها على ساحة العروض في بيروت، ومن المفيد أن يكون لها مدى أرحب في عدد أيام العرض لتعميم فائدتها الفنية.