الوقت- في ظل استمرار الهجمات الدموية التي يشنها جيش الكيان الصهيوني على قطاع غزة، تعرضت مناطق متفرقة من القطاع المحاصر لعشرات الغارات الجوية والمدفعية والطائرات المُسيّرة منذ صباح الأمس، ما أسفر عن استشهاد وإصابة العديد من الفلسطينيين، ومن بين المناطق التي تعرضت لنيران العدو الصهيوني خان يونس، ومخيم النصيرات، وجباليا، وبيت لاهيا، ودير البلح.
أعلنت وزارة الصحة في غزة أنه خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، تم نقل 79 شهيدًا، بينهم 5 جثث انتُشلت من تحت الأنقاض، و211 جريحًا إلى مستشفيات قطاع غزة، ومنذ بدء العدوان الصهيوني الإبادة الجماعية على قطاع غزة في الـ 7 من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين 53,901 شهيدًا، وعدد الجرحى 122,593 جريحًا.
70,000 طفل في غزة يواجهون مستويات شديدة من سوء التغذية
أعلن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة: "يواجه أكثر من 70,000 طفل في قطاع غزة مستويات شديدة من سوء التغذية، نستغل كل فرصة لتقديم المساعدات الغذائية لقطاع غزة، لكن ما يُقدم لهذه المنطقة لا يلبي احتياجاتها الهائلة، نحن بحاجة إلى وصول فوري وآمن وغير مشروط للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة لإنهاء المجاعة في هذه المنطقة وإنقاذ أرواح سكانها".
أكاذيب صهيونية بشأن دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة
أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن حالة سوء التغذية ونقص المستلزمات الطبية، حيث سُجِّلت حتى الآن 57 حالة وفاة بسبب سوء التغذية و242 حالة وفاة بسبب نقص الغذاء والدواء، معظمهم من كبار السن، كما فقد 26 مريضًا بالكلى حياتهم نتيجة عدم الالتزام بالنظام الغذائي والعلاج المناسب، بالإضافة إلى ذلك، سُجِّلت أكثر من 300 حالة إجهاض بسبب نقص العناصر الغذائية الأساسية لاستمرار الحمل.
ووفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ورغم الظروف الصعبة في غزة، يسعى الصهاينة إلى الترويج لرواية تزعم أنهم أصدروا تصريحًا لدخول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة، في حين أن 100 شاحنة مساعدات فقط دخلت غزة حتى الآن، وقد أغلق الكيان الصهيوني أكثر من 90% من المخابز في قطاع غزة، ما يدل على سياسة هندسة الجوع التي ينتهجها.
جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي يحاصرون مستشفى العودة
أكد الدكتور بكر أبو صفية، رئيس قسم الجراحة في مستشفى العودة شمال قطاع غزة، أن جميع الطرق المؤدية إلى مستشفى العودة في تل الزعتر مغلقة، إما بشكل مباشر من قبل الاحتلال أو بشكل غير مباشر من خلال القصف والتدمير، وبسبب حصار المستشفى، لا يدخل إليه أي مرضى أو جرحى جدد، ونواصل علاج الجرحى والمرضى داخله.
وقال أبو صفية: "جميع أبواب ونوافذ المستشفى دُمّرت بسبب الانفجارات المستمرة حول المبنى، من داخل المستشفى، نسمع بسهولة أصوات إطلاق النار والانفجارات، وهدم المنازل والشوارع، واستخدام الروبوتات المفخخة".
هيومن رايتس ووتش: خطة صهيونية لتهجير سكان غزة قسرًا تماشيًا مع خطة ترامب
أعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش الأورومتوسطية في بيانٍ مُقلق أن الكيان الصهيوني أصدر 35 أمرًا بالتهجير القسري في قطاع غزة منذ بداية العام الجاري، وينفذ سياسة طرد جماعي للفلسطينيين من غزة باستخدام التجويع والدمار الشامل.
وأكدت المنظمة الحقوقية أن تسريع عملية التهجير القسري والمجاعة في قطاع غزة هو جهدٌ مُنسّق لتنفيذ خطة التهجير الجماعي للفلسطينيين تماشيًا مع خطة دونالد ترامب؛ وهي الخطة التي طرحها بنيامين نتنياهو كشرطٍ أساسي لوقف الحرب على غزة.
أسوشيتد برس تكشف عن الممارسات اللاإنسانية للجيش الإسرائيلي في غزة
في تقريرٍ وثائقي، كشفت وكالة أسوشيتد برس، نقلًا عن عددٍ من السجناء الفلسطينيين والجنود السابقين في الجيش الإسرائيلي، عن استخدام جيش الكيان للمدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية على نطاقٍ واسعٍ وممنهجٍ خلال هجماته على قطاع غزة.
وأكد أسير فلسطيني مُفرج عنه في مقابلة مع هذه الوكالة الإخبارية: "المرة الوحيدة التي لم أكن فيها مكبل اليدين أو غير مغطاة بالعصابة كانت عندما استخدمني الجنود الإسرائيليون كدرع بشري".
وحسب الأسير السابق، فقد أُجبر على دخول منازل مشبوهة في غزة، بينما وُضعت كاميرا على جبهته للتأكد من عدم وجود متفجرات أو عناصر مقاومة، وأضاف: "لو اعترضتُ، لهُددتُ بالقتل".
كما كشف ضابط في الجيش الإسرائيلي أن الأوامر باستخدام المدنيين لتطهير المناطق صدرت من مسؤولين رفيعي المستوى، وفي بعض الأحيان، كانت كل وحدة عسكرية تأخذ معها فلسطينيًا واحدًا.
وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت بأن جلسة كنيست أخيرة شهدت مشادة كلامية بين ممثل حزب الليكود، أميت هاليفي، ووزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس.
ووفقًا للتقرير، قال هاليفي لكاتس إنه "لا يفهم شيئًا"، وإنه لا توجد خطة موثوقة للقضاء على حماس، وأضاف إن الكيان الصهيوني في حالة حرب منذ 20 شهرًا، لكنه فشل في تحقيق أهدافه في القضاء على حماس بخطط فاشلة.
في إشارة إلى الأكاذيب التي رُوّج لها حول إنجازات الحرب، وصف هاليفي الحرب أيضًا بأنها "حرب خداع"، وقال: "في جميع الحروب، كنا نعرف كيف نُركع أعداءنا، لكننا الآن عاجزون أمام حماس"، ووفقًا لهاليفي، كانت الظروف مهيأة لنهاية سريعة للحرب، وكان من المفترض أن تنتهي خلال شهرين، لكن هذا القرار لم يُتخذ قط.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك أيضًا بشأن حرب غزة: "في الأيام القليلة المقبلة، سيُضطر نتنياهو إلى الاختيار بين أحد خيارات بن غفير وسموتريتش، وترامب وقادة العالم، وهو مواصلة الحرب السياسية العبثية وتحرير الأسرى وإنهاء الحرب".
ووفقًا له، فإن استمرار الحرب العبثية يعني الاختباء وراء ادعاء مضلل بأن هذه الحرب من أجل أمن "إسرائيل" ومستقبلها، بينما هي في الواقع حرب سياسية وحرب من أجل بقاء ائتلاف نتنياهو، الذي خلق فصلًا جديدًا من الغباء، من ناحية أخرى، من المستبعد جدًا أن تُحقق هذه الحرب نتائج مختلفة عن المعارك السابقة في قطاع غزة.
مع تزايد الانتقادات الداخلية للكيان الصهيوني لحرب غزة، يواصل المتظاهرون والمعارضون لحكومة نتنياهو مظاهراتهم ضد حرب غزة وسياسات هذه الحكومة الائتلافية.