الوقت- في تصعيد جديد يعكس حجم العنف والممارسات الاحتلالية للكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية، كشف سامي أبو زهري، أحد قياديي حركة حماس، عن هدف الكيان الصهيوني النهائي الذي يكمن في القضاء التام على وجود الفلسطينيين في كل الأراضي الفلسطينية، تصريحات أبو زهري جاءت لتسلط الضوء على ما وصفه بـ"الهجوم الممنهج" ضد الفلسطينيين، وهو هجوم يتجاوز استهداف حركة حماس ليطال وجود الشعب الفلسطيني بأسره.
أهداف الكيان الصهيوني من الهجوم على حماس إلى الإبادة الجماعية للفلسطينيين
بينما تركزت العديد من المناقشات السياسية في الآونة الأخيرة على الهجمات العسكرية للكيان الصهيوني ضد حركة حماس في قطاع غزة، جاء تصريح أبو زهري ليكشف عن حقيقة أخطر، الهدف الصهيوني ليس مجرد القضاء على حماس، بل هو إبادة الفلسطينيين في جميع أنحاء فلسطين، بما في ذلك قطاع غزة والضفة الغربية، هذه التصريحات تشير إلى أن الكيان الصهيوني يسعى إلى مسح الهوية الفلسطينية بشكل كامل، وليس فقط إضعاف فصيل فلسطيني معين.
في ضوء هذا التحليل، يمكن القول إن العمليات العسكرية الصهيونية المستمرة تهدف إلى تقويض أسس الحياة الفلسطينية في قطاع غزة وتحويله إلى منطقة معزولة غير صالحة للسكن، وهو ما يتوافق مع خطة صهيونية لتدمير مقومات الحياة الأساسية هناك، وحسب أبو زهري، فإن الهدف النهائي من هذه العمليات هو إجبار الفلسطينيين في غزة على الرحيل قسراً من أراضيهم، وهو ما يمكن أن يُعتبر شكلاً من أشكال التهجير القسري.
غزة.. أكثر من مجرد استهداف لحركة حماس
وأشار أبو زهري إلى أن الهجوم الصهيوني على غزة ليس مجرد محاولة لإضعاف حركة حماس، بل هو جزء من خطة صهيونية شاملة لاستئصال الوجود الفلسطيني في الأراضي المحتلة، هذه التصريحات تضع الهجوم الصهيوني في سياق أوسع من مجرد معركة ضد فصيل فلسطيني معين، بل تُظهر نية الكيان الصهيوني في القضاء على كل مظاهر الوجود الفلسطيني في قطاع غزة وتدمير مقومات الحياة التي تجعل هذا القطاع مكانًا صالحًا للعيش، وأوضح أبو زهري أن الهدف من هذه الأعمال الصهيونية هو تحويل غزة إلى "مخيم اعتقال مفتوح"، حيث يفتقر الفلسطينيون لأدنى مقومات الحياة.
صمت الدول العربية والإسلامية.. عواقب غياب الرد الفعّال
أحد الأبعاد المهمة التي تناولها أبو زهري في تصريحاته هو غياب الرد الفعّال من الدول العربية والإسلامية تجاه الجرائم الصهيونية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني، يعتبر هذا الصمت، وفقًا لما ذكره أبو زهري، عاملاً رئيسيًا في تشجيع الكيان الصهيوني على مواصلة تنفيذ خططها التدميرية، وإن عدم اتخاذ خطوات ملموسة من قبل الدول العربية والإسلامية يعكس فشلاً جماعياً في التصدي للأعمال الاحتلالية الصهيونية، ما يعزز شعور الفلسطينيين بالعزلة ويزيد من معاناتهم.
وحسب أبو زهري، فإن هذا الصمت غير المبرر من قبل الأنظمة العربية والإسلامية شجع الكيان الصهيوني على التمادي في تنفيذ جرائمها دون رادع، فبدلاً من أن يكون هناك تحرك فاعل من الدول العربية والإسلامية، نجد أن هذا السكوت يُساهم بشكل غير مباشر في تعزيز القمع والعدوان الصهيوني بحق الفلسطينيين، ما يجعل الوضع أكثر مأساوية.
الواقع الميداني والتحديات المستقبلية
على أرض الواقع، فإن تصعيد الهجمات العسكرية للكيان الصهيوني على غزة يشير إلى تحول في الاستراتيجية الصهيونية التي أصبحت تهدف إلى استهداف المدنيين بشكل مباشر من خلال تدمير البنية التحتية للمجتمعات الفلسطينية في القطاع، هذا التدمير لا يقتصر على الهجمات الجوية، بل يشمل سياسة التجويع والتدمير المنهجي للمرافق الحيوية مثل المستشفيات والمدارس.
وفي الوقت ذاته، تواجه "إسرائيل" تحديات على الصعيدين الداخلي والدولي، فإلى جانب المقاومة الفلسطينية المتزايدة التي أصبحت تهدد أمن الاحتلال، هناك تنامي في التأييد الدولي للموقف الفلسطيني، حيث يتزايد الضغط على المجتمع الدولي للتحرك ضد الجرائم الصهيونية، لكن، رغم ذلك، يبقى السقف الدبلوماسي العربي والدولي بعيداً عن تحقيق تقدم ملموس في الضغط على الكيان الصهيوني لوقف اعتداءاتها على الفلسطينيين.
هذا التخاذل الدولي يجعل التحديات التي يواجهها الفلسطينيون أكبر وأكثر تعقيداً، حيث باتت عمليات التهجير وطمس الهوية الفلسطينية جزءاً من استراتيجية الاحتلال التي لا تجد من يوقفها.
الكيان الصهيوني.. آلة قمعية في مواجهة إرادة المقاومة الفلسطينية
الكيان الصهيوني، الذي يتبنى سياسة العدوان والاحتلال، لا يزال يمثل تهديدًا حقيقيًا للوجود الفلسطيني ولحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، استمراره في ارتكاب الجرائم بحق المدنيين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية يعكس وجهه الوحشي الذي لا يتوانى عن استخدام القوة العسكرية لتدمير حياة الأبرياء، بدلاً من البحث عن حل سلمي قائم على العدالة، يسعى الكيان الصهيوني إلى قمع الشعب الفلسطيني وإجباره على الخضوع لمخططاته الاستعمارية.
في المقابل، تظل المقاومة الفلسطينية، بكل فصائلها، السد المنيع في وجه هذا الاحتلال الغاشم، إنها تواصل الدفاع عن الأراضي الفلسطينية بوسائل مشروعة، سواء عبر العمليات العسكرية أو النضال الشعبي السلمي، هذه المقاومة، التي تستمد قوتها من الحق في الدفاع عن النفس، تمثل صوت الشعب الفلسطيني في مواجهة آلة الحرب الصهيونية، وتشكل أملًا لجميع الأحرار في العالم الذين يتوقون إلى العدالة والحرية.
الكيان الصهيوني، الذي يظن أن القوة العسكرية قادرة على سحق إرادة الشعب الفلسطيني، يخطئ في فهم قوة المقاومة، فالفلسطينيون ليسوا مجرد ضحايا، بل هم مقاومون يرفضون الخضوع لاحتلال لا يعترف بحقوقهم، إن المقاومة هي الخيار الوحيد لصد هذا العدوان المستمر وتحقيق العدالة لفلسطين وشعبها.
في النهاية، إن تصريحات سامي أبو زهري تبرز الحقيقة المرة التي تواجه الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة التاريخية: الكيان الصهيوني لا يسعى فقط إلى سحق حركة حماس بل إلى إنهاء الوجود الفلسطيني بكل أشكاله، ورغم التحركات العسكرية والردود الشعبية، لا يزال التحدي الأكبر هو غياب الرد الفعّال من الدول العربية والإسلامية، وهو ما يجعل من المواجهة مع الكيان الصهيوني قضية تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم، لذا، يبقى السؤال الأهم: هل ستظل السياسات الصهيونية تجد الدعم الصامت من المجتمع الدولي، أم إن التغيرات القادمة ستكون لمصلحة الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحرية والكرامة؟