الوقت – بالتزامن مع المسيرات التي انطلقت في ربوع إيران، هبت جماهير غفيرة من شعوب الأقطار الإسلامية والعربية، بل حتى الغربية، مؤازرةً للشعب الفلسطيني وقضيته المقدسة، وتعكس الامتدادات العالمية ليوم القدس، المكانة السامية التي تتبوؤها القضية الفلسطينية في ضمير المسلمين عبر أصقاع العالم، ولا سيما أن هذا العام يشهد - للعام الثاني على التوالي - تزامناً مع استعار نيران الحرب الضروس على غزة، وما يقترفه الكيان الصهيوني من جرائم شنعاء في هذا الشريط الساحلي المحاصر.
وكما دأبت العادة في الجمعة الختامية من شهر رمضان المبارك، يحيي المسلمون والأحرار في شتى بقاع المعمورة، يوم القدس العالمي عبر تنظيم مسيرات تضامنية مع الشعب الفلسطيني، وفي بعض الأقطار، تنبري شرائح مجتمعية متنوعة، من أساطين الفكر وفرسان الفن وغيرهم، إلى إقامة ملتقيات ثقافية ومعارض فنية وحملات خيرية، بغية ترسيخ الوعي بضرورة نيل الشعب الفلسطيني لحقوقه المسلوبة.
جامو وكشمير
انبثقت مسيرات يوم القدس العالمي في جامو وكشمير بمشاركة جماهيرية فياضة، حيث رفع المحتشدون رايات فلسطين وأعلام بيت المقدس، وأطلقوا هتافات مدوية تنادي بالحرية لفلسطين الأبية.
باكستان
شهدت عاصمة باكستان إسلام آباد مسيرةً حاشدةً بمناسبة يوم القدس، وتُظهر الصور أفواجاً من المواطنين الباكستانيين وقد اكتظت بهم شوارع العاصمة وميادينها.
البحرين
سارت مساء البارحة مسيرات مهيبة بمناسبة يوم القدس العالمي في عدة مدن بحرينية، حمل خلالها المشاركون صور الشيخ عيسى قاسم والشيخ علي سلمان والشهيد السيد حسن نصر الله، رافعين أصواتهم بالهتافات المناصرة للقضية الفلسطينية.
اليمن
حددت لجنة نصرة الأقصى في اليمن ميدان السبعين في صنعاء مركزاً للمسيرة الجماهيرية الكبرى، فيما تحولت أكثر من أربعمائة ساحة مركزية وفرعية في أربع عشرة محافظة يمنية، إلى منارات للتضامن مع فلسطين، وقد مثّل احتشاد أبناء اليمن في مسيرات يوم القدس العالمي، فرصةً سانحةً للتأكيد على دعمهم الراسخ للمقاومة ومساندتهم الثابتة لغزة في مواجهة العدوان الصهيوني الغاشم.
وفي الجمعة الأخيرة من شهر الصيام المبارك، توافد اليمنيون بالملايين إلى ميدان "السبعين" بصنعاء، مؤكدين تشبثهم بالقضية الفلسطينية، ووفقاً للمشاهد التي بثتها قناة المسيرة، تدفقت جموع هادرة في صنعاء مناديةً بتحرير القدس السليب، ويأتي هذا المحفل المليوني في خضم تصعيد الولايات المتحدة لعدوانها السافر على اليمن، رداً على مناصرة هذا البلد لفلسطين وعمليات الجيش اليمني الانتقامية ضد الأراضي المحتلة، ومصالح الكيان الصهيوني في مياه المنطقة.
وكان السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، زعيم حركة أنصار الله اليمنية، قد استنهض في خطابه مساء الخميس الشعب اليمني للتظاهر بكثافة قائلاً: "أعلن الإمام الخميني (قدس سره) الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك يوماً عالمياً للقدس، ويوماً لاستنهاض الشعوب. إن يوم القدس يستحضر في الأذهان مسؤولية الأمة تجاه المقدسات، والظلم الفادح الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني"، وخاطب السيد الحوثي أبناء اليمن قائلاً: "إن مسيراتكم يوم الجمعة تجسّد وفاءكم وثباتكم وبسالتكم وسخطكم على الأعداء الأمريكيين والصهاينة، وأملي أن تكون هذه المظاهرات طوفانيةً وعارمةً كما عهدناها دوماً".
العراق
أحيا أبناء الرافدين هذا العام يوم القدس العالمي، ليؤكدوا التزام العراق وشعبه بالقدس المحتلة والقضية الفلسطينية العادلة، ويحتفي العراقيون، شأنهم شأن شعوب العالم الإسلامي، بيوم القدس العالمي الذي أطلقه الإمام روح الله الخميني (قدس سره) في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، وبمشاركتهم الحاشدة في مسيرات يوم القدس العالمي، يؤكد العراقيون على مكانة بيت المقدس ومقدساته والقضية الفلسطينية، وإبقاء هذه القضية متقدةً في ضمير الأمة ومجابهة المؤامرات الصهيونية الخبيثة.
أفغانستان
يُحتفى بيوم القدس سنوياً من قبل أبناء مختلف الأقطار الإسلامية، بما فيها أفغانستان، كيوم لتجديد العهد مع تطلعات الشعب الفلسطيني، والتنديد بالكيان الصهيوني المقيت، وفي يوم القدس، زيّن المستخدمون الأفغان صفحاتهم على منصات التواصل الاجتماعي بصور الإمام الخميني (قدس سره) وبيت المقدس، تعبيراً عن تضامنهم مع القضية الفلسطينية.
کتب رضا علي نجاد على صفحته في فيسبوك: "اليوم هو الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، يوم القدس العالمي. إن الذود عن مظلومي غزة ووحدة أحرار العالم، فريضة على المسلمين. اللهم عجل لوليك الفرج".
كما قال دل آغا قاسمي، مستخدم آخر لمنصات التواصل الاجتماعي: "إن حضور كل واحد منكم، يا أحرار العالم، في مسيرة يوم القدس، أو حتى نشر رسالة على منصات التواصل الاجتماعي نصرةً للشعب الفلسطيني المظلوم، لا يبثّ العزاء في قلوب أسر الشهداء ويبلسم جراحهم فحسب، بل يروي أيضاً شجرة الوحدة في بستان الأمة الإسلامية، ويضرم ناراً متأججةً في صدور المستكبرين العالميين".
وکتب السيد محمد جواد موسوي على صفحته في فيسبوك: "الآن ونحن في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، يوم القدس، فلنكن - كما أوصانا أمير المؤمنين علي عليه السلام - خصماً للظالم وعوناً للمظلوم". وأضاف: "في عصرنا الراهن، تضاءل الحديث عن استنكار الظالم لظلمه ومناصرة المظلوم لمظلوميته؛ بل أضحت العداوات والصداقات تدور في فلك المصالح، لا على ميزان الظلم للإنسان والإنسانية، حتى في الفضاء الإسلامي المحدود، فإن المسلمين، بفعل دسائس مستكبري العالم وكيدهم، باتوا متنائين عن بعضهم البعض، وتمزق نسيج الأمة الإسلامية الواحدة، حتى أصبحت الأمة أو الدولة لا تبدي أدنى حراك تجاه المظالم التي تنهال على إخوانهم في الدين والإنسانية في أرجاء المعمورة، وكأنهم تحللوا من كل مسؤولية إنسانية أو دينية تجاه بني البشر المستضعفين".
وأشار موسوي إلى أن "الجميع يمرون بفتور وتجاهل أمام الفظائع التي ترتكب اليوم ضد أهالي غزة وفلسطين الأبرياء، والبطش والقهر الذي يمارسه المجرمون الفطريون، الذين أراقوا دماء الآلاف من النساء والرجال الأبرياء، نعبر هذا المشهد المفجع بلامبالاة، وكأن الأمة الإسلامية قد تجردت من كل مصلحة مشتركة، ومن كل غاية سامية، ومن كل مصير متشابك".
تركيا
انبرى مئات الأتراك يوم الجمعة في مسيرات عارمة نصرةً للمقاومة الفلسطينية والإقليمية في إسطنبول، وانخرط أبناء تركيا في مدينتي إسطنبول وإيغدير في مسيرات يوم القدس، ودعم المقاومة الباسلة، ورفع المتظاهرون رايات فلسطين وحزب الله اللبناني وصور شهداء المقاومة الأبرار، مرددين هتافات مدوية: "سينال القتلة الصهاينة جزاءهم"، "كلنا حماس، كلنا حزب الله"، "تحية إلى لبنان الصامد، ستظل المقاومة شامخة"، "ألف تحية لحزب الله ولحماس وللمقاومة الباسلة"، و"أرواحنا ودماؤنا فداء للمسجد الأقصى المبارك"، كما هبّ سكان مدينة إيغدير التركية أيضاً للمشاركة في مسيرة يوم القدس، معبرين عن تضامنهم العميق مع القضية الفلسطينية.