الوقت- أكد الناشط السياسي سليمي نامين أن لبنان أصبح قوة إقليمية بفضل محور المقاومة، وقال: "إن تشييع الشهيدين نصر الله وصفي الدين سيكون دليلاً واضحاً على قوة حزب الله وصموده، وسيظهر أن المقاومة ما زالت حية ونابضة، وهذه القضية ستكون أمام أعين الجميع". وقال عباس سليمي نامين في مقابلة صحفية له في تقييمه لرسالة تشييع شهيد المقاومة للكيان الصهيوني المجرم وأنصاره: "ما سيحدث في لبنان اليوم سيقدم ردا قويا على الكثير من أنشطة تأجيج الأجواء والحرب النفسية التي تنتهجها جبهة أنصار العنصرية هذه الأيام".
وأشار إلى أنه في هذه الأيام تنتشر شائعات حول نهاية المقاومة في لبنان أو إضعاف حركة المقاومة ومسيرتها في بلدان أخرى، وأضاف: "إن مراسم تشييع جثامين شهداء حزب الله ستكون دليلاً واضحاً على قوة وصمود المقاومة وستظهر أن المقاومة لا تزال حية ونابضة، وهذه القضية ستكون أمام أعين الجميع". وقال هذا الناشط السياسي: "اليوم ستسجل كاميرات الإعلام العالمي حقيقة لا يمكن إنكارها في لبنان، ورغم الضغوط الصهيونية الواسعة على حكومات المنطقة فإن العالم سيشهد حدثاً غير مسبوق".
وأشار سليمي نامين إلى أنه نتيجة للضغوط التي مارسها النظام الإسرائيلي على لبنان، تم تعليق الرحلات الجوية المتفق عليها بين طهران وبيروت، والتي كان من المفترض أن يتم تسييرها مرتين في الأسبوع، لبعض الوقت، وأكد: "الهدف الرئيسي من هذا الإجراء هو منع الحضور الواسع للشعب الإيراني في هذا الحفل، بحيث لا يتمكن أحد من المشاركة أو يكون عدد المشاركين محدودًا للغاية".
لن يضعف عزم الشعوب على دعم الرمز البارز لجبهة المقاومة
ويرى هذا الناشط السياسي أن إصرار الشعوب على دعم محور المقاومة والرمز البارز الذي يحترمه الجميع من مختلف التوجهات والأديان، لن يضعف بأي حال من الأحوال، ورغم كل الضغوط فإن كل الحركات ستتقدم لتكريم هذه الشخصية التي أعطت لبنان المصداقية والكرامة. وتابع مدير مكتب الدراسات والتوثيق التاريخي الإيراني: إن لبنان الذي كان في يوم من الأيام ساحة معركة للصهاينة أصبح قوة إقليمية خلال الحياة المثمرة لهذا الشهيد العظيم. بينما في الماضي القريب، كان يعتبر مكانًا للعدوان السياسي من قبل الصهاينة ومكانًا للترفيه والتسلية بالنسبة للغربيين. وأضاف سليمي نامين: "اليوم وبفضل وجود مثل هذه الشخصية أصبح لبنان قوة حاسمة ومؤثرة في المنطقة ووقف بقوة لا تصدق في وجه تجاوزات الصهاينة المغتصبين".
المقاومة تدافع عن هوية الأمم
وأكد أن كل الأحرار في العالم، بمن فيهم المسيحيون وحتى اليهود غير الصهاينة، يكنون احتراما خاصا لمثل هذه الشخصية، وقال: "الجميع سيشاركون في هذه المراسم ويظهرون أن المقاومة هي المدافع عن هوية وكرامة الأمم". بما يعيد للأوطان كرامتها ويقربها من الكرامة، بينما يحاول الإعلام الغربي نقل العكس تماماً من هذا الواقع. وتابع هذا الناشط السياسي الأصولي: "إن الأمم المستيقظة سوف تثبت للجميع في هذا الاحتفال الرائع ما إذا كانت متأثرة بآلة الدعاية القوية التي يدعمها الصهاينة أم لا". إنهم يمتلكون دائمًا تقييمهم المستقل ولا يسمحون لأنفسهم أبدًا بالتأثير عليهم.
المقاومة لها قاعدة شعبية
وأضاف سليمين: "لهذا السبب ورغم الجرائم الواسعة التي ارتكبها الصهاينة وقتل عشرات الآلاف من الأبرياء في غزة ولبنان وكبار قادة حزب الله فإن المقاومة حية وستبقى حية". لأنه يتمتع بقاعدة شعبية قوية. إن الحركة التي تحظى بالدعم الشعبي، مهما بلغت الضغوط والقمع الذي تتعرض له، ستزيد من مكانتها بين الأمم. ولذلك فإن مسيرة المقاومة ستستمر بقوة ونشاط. وأضاف: "هذه الحقيقة كانت واضحة لنا في حياة السيد حسن نصر الله، ومدى احترام القوى المسيحية والسنية في لبنان له. إن قدرة مثل هذه الشخصية على بناء قاعدة عريضة حتى في أفريقيا دليل على نفوذها ونفوذها. وباستشهاده ستتوسع هذه القاعدة بشكل كبير، والعالم سيشهد هذا التغيير بأم عينيه في بيروت اليوم".
الاعلام الصهيوني: تشييع نصر الله استعراض لقوة المقاومة
وسائل إعلام عبرية بارزة وتابعة للعدو الصهيوني، بثت لقطات مباشرة لمراسم التشييع، كما خصصت قنوات عربیة في نشراتها الإخباریة تغطیة هذه المراسم ضمن اخبارها الرئيسية. وفي هذا السياق، وصفت صحيفة یدیعوت أحرونوت التابعة للكيان الصهيوني، مراسم تشييع الشهيدين بأنها استعراض لقوة حزب الله؛ واكدت بان "أکبر صلاة الجنازة اقيمت في لبنان منذ 20 عاما". واشارت الصحيفة العبرية ذاتها، الى شعار "المعركة ضد الاستکبار لن تتوقف" کأحد أبرز الشعارات التي رفعت في مراسم التشييع؛ مؤكدة بأن ت"حلیق طائرات حربیة إسرائیلیة في سماء بیروت لم یؤثر على مشارکة الجماهيري في الجنازة.
ومن جانبها، توقعت صحيفة معاريف الصهيونية هي الاخرى، قیام القوات الجویة "الإسرائیلیة" بمهاجمة مراسم التشييع، لکنها اكدت بأن "اللبنانیین لم یهتموا بذلک وشاركوا في صلاة الجنازة". كما بثت الصحيفة العبرية لقطات مباشرة لمراسم التشييع من قناة العربي في نشرتها الإخباریة؛ وحاولت من جديد الترويج بأن "القوات الجویة الإسرائیلیة مستعدة لتنفیذ عملیات في لبنان وتعطیل المراسم". إلى ذلك، ركزت "هاآرتس" العبرية على "مشارکة سیاسین غیر لبنانیین وأجانب في الجنازة"، الى جانب مشارکة الشعب الواسعة، وبثت لقطات من المراسم مباشرة من قناة الجدید في نشرتها الإخباریة
الإعلام الغربي والتشييع التاريخي
استحوذ مشهد التشييع المهيب للأمينين العامين لحزب الله سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين على اهتمام وسائل الإعلام الغربية والأمريكية. صحيفة نيورك تايمز قالت إن حزب الله أكد من خلال الحشود الضخمة في التشييع الذين تحدوا البرد القارس وقضوا ساعات طويلة في الشارع أن المقاومة موجودة وستبقى على الرغم من كل ما تعرضت له، مؤكدا أنه قوة سياسية لا يجتهان بها. ولفتت الصحيفة إلى أن التشييع شهد إقبالا كثيفا من إيران والعراق واليمن للتأكيد على الدور الكبير الذي لعبه السيد نصر الله في توحيد الأمة في جميع أنحاء المنطقة ضد إسرائيل.
بدورها صحيفة واشنطن بوست، قالت إن حزب الله دفن قائده السيد حسن نصر الله في جنازة متقنة بمشاركة عشرات الآلاف من أنصاره. وأضافت أن تحليق أربع طائرات حربية إسرائيلية على علو منخفض جدا فوق الملعب لحظة مرور الموكب لم يخف الحاضرين. بل هتفوا لعدة دقائق بعبارات الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، وهم ينظرون بغضب نحو السماء. من جهتها أكدت مجلة بوليتيكو الأمريكية أن حزب الله استطاع من خلال مشهد التشيع الحاشد أن يثبت أنه لا يزال قوة قابلة للحياة والأكثر شعبية في لبنان. .
وبحشود غير مسبوقة ودموع صادقة وهتافات "إنا على العهد" و"لبيك يا نصر الله"، ودّع مئات الآلاف الأمينين العامين لحزب الله الشهيدين السيّدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، وسط استفزازات العدو الذي انتهك طيرانه المعادي الأجواء اللبنانية وحلق على علوّ منخفض جداً فوق مراسم التشييع في المدينة الرياضية ببيروت.