الوقت- في الأيام الأخيرة، نفذت العناصر الإرهابية التي تحكم دمشق هجمات واسعة النطاق ضد الشيعة والعلويين السوريين في محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص وغيرها، وتم ارتكاب مجازر بحق عدد كبير من المواطنين، وقد أثارت هذه الجرائم غضباً شعبياً.
وقد دفعت عمليات إعدام المدنيين في الميدان مجموعة من الشباب في هذه المناطق برفقة عناصر سابقين من الجيش السوري إلى تشكيل مقاومة شعبية لمواجهة الإرهابيين، وقد باتوا يعرفون بمجموعات المقاومة في الساحل، وأبرزوا ميولهم هذه بقوة السلاح في الخطوة الأولى.
ونظمت مجموعة مقاومة الساحل التي أعلنت عن وجودها في العاشر من كانون الثاني/يناير أولى عملياتها في الثاني عشر من الشهر الجاري في منطقة الحمدانية بمدينة حلب ضد إرهابيي هيئة تحرير الشام، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد منهم.
رصدت مجموعة المقاومة الشعبية، الأحد الـ 6 من كانون الثاني/يناير، قافلة للإرهابيين في حي العوينة بمدينة اللاذقية، وأوقعت العشرات منهم بين قتيل وجريح في عملية مباغتة، كانت بمثابة ضربة قاضية لمجموعة هيئة تحرير الشام الإرهابية.
وبلغت كثافة عمليات قوات المقاومة الشعبية في اللاذقية حداً دفع وسائل الإعلام الإرهابية إلى الاعتراف بمقتل عدد من عناصرها، بينهم محي الدين تركي قائد لواء خطاب ونائبه عبد الرحمن قزعلى أبو العز الذي يعتبر من المقربين للجولاني.
تعتبر كتيبة خطاب من أهم وأبرز العناصر الإرهابية في هيئة تحرير الشام، وهم في الغالب من أصول شيشانية وتركية، تم إرسال عناصر من هذه الكتيبة إلى محافظة اللاذقية لقمع العلويين، إلا أنهم تلقوا ضربة قاسية وفقدوا زعيمهم.
وتشير تطورات الأحداث على الأرض إلى أن الاشتباكات بين قوات المقاومة الشعبية والإرهابيين ستستمر في مناطق مختلفة من اللاذقية، ومن المتوقع فقدان السيطرة على هذه المحافظة من يد هيئة تحرير الشام الإرهابية، وكذلك محافظة طرطوس، لمصلحة جماعة المعارضة المسلحة.
ويشكل العلويون حاليا نحو 10 في المئة من سكان سوريا (حوالي 3 ملايين شخص اعتبارا من عام 2016)؛ وتعتبر محافظة طرطوس، و95 بالمئة من محافظة اللاذقية، ومحافظة إدلب شمال غرب البلاد، ووسط وشمال غرب وغرب محافظة حماة، وشمال غرب محافظة حمص، وأجزاء من غرب دمشق، الأماكن التي يتواجد فيها العلويون بكثافة في سوريا.