الوقت- في العام الماضي وفي أوقات مختلفة، فشلت المنظومات الدفاعية للكيان الصهيوني في عملياتها لاعتراض هجمات الطائرات من دون طيار والصواريخ وأثبتت عدم كفاءتها بشكل واضح، وأهمها عملية وعد الصادق 2، وهي العملية التي وجهت الضربة إلى جسد الصهاينة وادعاءاتهم بشأن قوة أجهزتهم الدفاعية. ولذلك، يحذر الخبراء الصهاينة من عدم فعالية وعدم قدرة الأنظمة الدفاعية على اعتراض الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة التي تشنها إيران ومحور المقاومة.
وفي هذا الصدد، يكتب إيلي باران، الخبير الصهيوني في اقتصاديات وتكنولوجيا الأسلحة، عن قوة وكفاءة الأنظمة الدفاعية لمواجهة الهجمات الصاروخية: "الحقيقة هي أن الصواريخ الدفاعية لم تعد دفاعًا جيدًا ضد أحدث التهديدات الجوية، وقال "التهديدات الجوية الجديدة تحل الآن بسرعة محل التهديدات الجوية للأجيال السابقة بالتكنولوجيا المتقدمة."
وأشار هذا الخبير إلى التهديدات الجوية التي يواجهها الصهاينة، فكتب:
وفيما يلي وصف لبعض التهديدات الحديثة:
أ: الصواريخ الموجهة التي تستخدم تكوين الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز ولها القدرة على المناورة.
ب: طائرات من دون طيار هجومية بجميع أنواعها وفي جميع أنواع المدى القصير والمتوسط والطويل، وطائرات من دون طيار يمكنها أيضًا الهجوم في مجموعات.
ج: صواريخ تكتيكية دقيقة جداً (صواريخ مضادة للدبابات سابقاً) يتم إطلاقها على ارتفاعات منخفضة.
لماذا لم تعد الأنظمة الصاروخية فعالة ضد هذه التهديدات؟ وذلك لسببين هما عدم الكفاءة الاقتصادية والتكنولوجيا المتقدمة للتهديدات الجوية، والحقيقة هي أن أنظمة الدفاع الإسرائيلية لم تعد فعالة ضد التهديدات الجوية الحديثة
تكلفة اقتصادية ضخمة
كتب هذا الخبير الصهيوني عن التكلفة الباهظة لعمليات الاعتراض التي يتحملها جيش الكيان وعدم جدواها: "تكلفة الاعتراض باستخدام الصواريخ المضادة للصواريخ مرتفعة للغاية، إن تكلفة اعتراض التهديدات تكون دائمًا أضعاف تكلفة التهديد الجوي نفسه الذي يجب اعتراضه، في المتوسط، هناك حاجة إلى أكثر من صاروخ واحد لاعتراض تهديد جوي، وأحيانًا صواريخ متعددة، وكما ثبت مرة أخرى هذه الأيام، فإن نجاح الاعتراض ليس مؤكدا على الإطلاق، هذه التكلفة مباشرة وغير مباشرة.
"مباشرة: تكلفة الصواريخ الاعتراضية مرتفعة للغاية وخلال الهجمات، غالبًا ما يتم إنفاق ملايين الدولارات لاعتراض صاروخ مهاجم".
غير مباشرة: هذه التكلفة مرتفعة للغاية، فتكلفة شراء وصيانة وتشغيل وتدريب مشغلي نظام صواريخ الدفاع تصل إلى عشرات وأحيانا مئات الملايين من الدولارات، بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة إلى أنظمة دفاع وعدة أنواع من الصواريخ الاعتراضية للدفاع عن إسرائيل بأكملها".
وفي حالة أخرى، ينبغي القول إن إنتاج هذه الصواريخ يتطلب الكثير من الوقت، فالعديد من المصانع، وليس جميعها في "إسرائيل"، عليها أن تنتج مئات وآلاف مكونات هذه الصواريخ والأنظمة، وبالتالي الصواريخ التي يتم تصنيعها تأخذ وقتا كثيرا، وقال: "لقد استغرق بناء وتسليم الأنظمة الدفاعية أشهراً"، وأضاف إن "الوضع المذكور أعلاه يسبب نقصا دائما في الصواريخ الاعتراضية في أي بلد، بما في ذلك أمريكا الغنية والقوية".
تكنولوجيا التهديد الجوي المتقدمة
وعن عدم قدرة الأنظمة الدفاعية على التعامل مع التهديدات الجديدة ذات التكنولوجيا العالية، يكتب إيلي بار:
الدقة : تتمتع جميع التهديدات الجوية الحديثة بدقة عالية، حتى أن بعضها يخطئ في نوافذ صغيرة لتتبع الهدف، ماذا يعني هذا؟ الآن يجب اعتراض كل تهديد جوي، ولم يعد من المفترض أن تصيب الصواريخ مناطق مفتوحة وغير مأهولة كما كان من قبل، وبالتالي سيكون هناك دائما نقص في العديد من الصواريخ الاعتراضية للتعامل مع التهديدات.
"أحدث مناورة للتهديدات الجوية عند اقترابها من هدفها، يستطيع بعضها الآن المناورة أثناء وجودها في الغلاف الجوي، وهنا يتم إطلاق الصاروخ الاعتراضي باستخدام الإحداثيات التي تم الحصول عليها والحسابات المحددة مسبقاً، وفي وضع معين يقفل على التهديد الجوي ويكون جاهزاً لضربه وتدميره، لكن عند إطلاق الصاروخ يكون لديه القدرة على المناورة، ومن الواضح أنه لن يكون هناك شيء اسمه نقطة تصادم، وبعبارات عامة، فإن الصاروخ الاعتراضي المطلق يعترض الريح وليس التهديد الجوي.
"فيما يتعلق بالصواريخ التكتيكية (الصواريخ المضادة للدبابات سابقًا) هناك أيضًا مشكلة عدم القدرة على اعتراضها، في الواقع لا يوجد دفاع صاروخي يمكنه اعتراض الصواريخ التكتيكية التي تحلق على ارتفاع منخفض".
تجدر الإشارة إلى أنه خلال الأشهر القليلة الماضية وأثناء الهجمات الصاروخية الواسعة لقوى المقاومة، وخاصة حزب الله اللبناني وأنصار الله اليمني، لم تتمكن المنظومات الدفاعية لهذا الكيان من التصدي لهجمات وصواريخ المقاومة، وتسببت قواته، وخاصة حزب الله اللبناني، في خسائر مالية وبشرية كبيرة لجيش هذا الكيان وشمال الأراضي المحتلة.
كما نجحت أنصار الله اليمنية في هجماتها الصاروخية الأخيرة في استهداف الأراضي المحتلة بهجماتها الصاروخية متجاوزة المنظومات الدفاعية، الأمر الذي أدى إلى سخرية الصهاينة والإشادة بالقوة الصاروخية لأنصار الله اليمنية.