الوقت- قال الشاب الفلسطيني البالغ من العمر 22 عاماً، والذي طلب أن يُنادى بحرف "م"، في الشهر الماضي، اعتقلتني قوات الاحتلال شرق رفح، وجاء جندي صهيوني واقتادني وأسير آخر إلى الطابق الأرضي لأحد المنازل في غزة، أخبرنا أنه سيستخدمنا لتصوير المنازل والشوارع والطرق والأنفاق، هاجمني بعقب البندقية وضربني وأجبرني على ارتداء زي الجيش الإسرائيلي ودخول منازل الفلسطينيين والتقاط الصور.
في اليوم التالي ، أخذتنا القوات الصهيونية إلى منطقة على بعد حوالي خمس دقائق، ووضع أحدهم قبعة على رأسي وأمرنا بالدخول إلى المنزل والذهاب إلى اليمين واليسار والتقاط الصور، ثم دخلوا المنزل ودمروا المحتويات.
تصوير الدبابة المدمرة
كنت في الحجز لمدة خمسة أيام واستخدمت كدرع بشري حوالي 5 مرات، لا يزال "م" يتذكر ما حدث صباح الثلاثاء الـ 6 من أغسطس، عندما جاء أحد جنود الجيش الصهيوني وطلب منه الخروج معه.
وقال : كنت وحدي هذه المرة، لذلك شعرت بالخوف لأنهم عادة ما أخذوا شخصين أو ثلاثة، لذلك رفضت الخروج، لكن هذا الصهيوني أجبرني بضربي بعقب سلاحه على ظهري، دخلت الدبابة وبعد حوالي 5 دقائق من القيادة، خرجت من الدبابة وطُلب مني التقاط صورة لدبابة مدمرة، لكنني رفضت من خوفي.
وأضاف: ولكن تحت الضرب والتهديد بإطلاق النار، وضعت الخوذة التي تحمل كاميرا تصوير خاصة واتجهت نحو الدبابة، وكانت بقية القوات على بعد حوالي مترين قبل الخزان، فجأة، شعرت بحروق من اليمين إلى صدري ورأيت أنني كنت أنزف، وسقطت وأصبحت فاقدًا للوعي.
استيقظ "م" في اليوم التالي ورأى نفسه في المستشفى، وقال عندما خرجت، رأيت التقارير الطبية التي كنت في مستشفى سوروكا وأن الرصاصة التي أصابت ظهري خرجت من صدري.
المقاطع المصورة
لقد وثقت مقاطع الفيديو التي تم الكشف عنها استخدام قوات الاحتلال للسجناء المدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية في مناطق الحرب الخطيرة.
المقاطع هي مثال على السياسة الإجرامية للجيش الإسرائيلي الذي وثق عشرات المدنيين كدروع إنسانية، وهذه جريمة حرب.
وفي تقرير لهيومن رايتس ووتش، تعد المقاطع التي انتشرت على قناة الجزيرة مثالا على السياسة الإجرامية التي ينتهجها الجيش الإسرائيلي، الذي وثق العشرات من حالات استخدام المدنيين كدروع بشرية ومنح الحصانة للقوات الإسرائيلية، وهي جريمة حرب.
واستخدم جيش الاحتلال العشرات من الدروع البشرية "المدنيين الفلسطينيين" الذين أجبروا بعضهم على اتخاذ إجراءات عسكرية من خلال التهديد المباشر لحياتهم، بما في ذلك دخول المباني أو الأنفاق أو البحث عن المتفجرات والطرق الخطرة، بالإضافة إلى دخول المنازل في مناطق الصراع، ما يعرض حياتهم لخطر مميت، وهذا يتعارض مع القانون الإنساني الدولي.
استخدام الأُسر كدرع بشري
قدمت هيومن رايتس ووتش أدلة على استخدام الجيش الصهيوني السكان الفلسطينيين كدرع إنساني، في الـ7 من يوليو، ووثق جريمة معقدة ضد عائلة فلسطينية تتكون من أم وأربعة من أطفالها ثلاث بنات وابن واحد ليس لديهم أكثر من عام ونصف، حيث أخرجوهم من منزلهم في حي الشجاعية شرق غزة، ثم جعلوهم يقفون بالقرب من الدبابات الإسرائيلية وهم مصابون بجروح، واستخدموهم كدرع بشري لأكثر من ثلاث ساعات في منطقة حرب خطيرة، ثم قتل حفيد صفية حسن موسى جمال أمام عيونها.
بعد مهاجمة منزل يحيى خليل ديبا كالي، طبيب 56 سنة، استخدم جيش الاحتلال عددًا من أفراد أسرته كدرع إنساني في 1 أبريل من هذا العام، وأجبرهم على الوقوف على الشرفة في وقت إطلاق النار والاشتباك مع مقاومين فلسطينيين.
كوارث مجمع الشفاء الطبي
خلال هجوم الاحتلال على مجمع الشفاء الطبي، تم استخدام المدنيين كدرع إنساني، حيث دخلت القوات الصهيونية إلى غرف المستشفى والمنازل والمباني السكنية في محيط المجمع الطبي بالقوة ولم تطالب السكان بإخلاء منازلهم.
اعتراف الصهاينة
من ناحية أخرى، أظهرت التحقيقات التي أجرتها الصحيفة الصهيونية هاآريتس أن جيش كيان الاحتلال يستخدم الفلسطينيين كدرع بشري للبحث عن الأنفاق والمباني في قطاع غزة.
وقال التقرير إن الحادث نفذه كبار ضباط الاحتلال، بمن فيهم رئيس الأركان العامة للجيش الصهيوني هيرتزي هاليفي.
ووفقًا للبحث الذي أجرته الصحيفة الصهيونية، أصر الجيش الصهيوني على أن حياتهم كانت أكثر أهمية من حياة الفلسطينية وقدمهم دروعاً إنسانية، وأظهرت الدراسة أنه في بعض الحالات، استخدمت القوات الإسرائيلية الأطفال والمسنين كدرع إنساني في غزة.