الوقت- في الأيام الأخيرة، نشطت وسائل الإعلام الرسمية في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة إلى جانب وسائل الإعلام الصهيونية ضد جبهة المقاومة في لبنان وساحات القتال الأخرى مع الكيان الصهيوني.
الخط الإعلامي السعودي والإماراتي الذي تبلور في وسائل إعلام مثل العربية وسكاي نيوز والشرق الأوسط والعرب، ينقلون جميع تحركات الكيان العسكرية ولم يعبروا عن حزنهم باستشهاد السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله.
وتتماشى وسائل الإعلام هذه مع سياسات حكومة أبوظبي والرياض في مشروع السلام مع الكيان الصهيوني ومتابعة عملية تطبيع العلاقات مع هذا الكيان.
ولم تعر وسائل الإعلام هذه اهتماما خاصاً بالهجوم الصاروخي الناجح "الوعد الصادق 2" ووصفت الهجوم بأنه فاشل تماشياً مع إعلام الكيان الصهيوني بحجة أن هجمات إيران قد فشلت بسبب عدم وقوع ضحايا، وبذلك فقد تحركوا بشكل يشابه السياسة الإعلامية للصهاينة، يحدث هذا في حين أن الجمهورية الإسلامية استهدفت عمدا القوة العسكرية للكيان، ولا مكان لقتل المدنيين بشكل أساسي في الاستراتيجية العسكرية للجمهورية الإسلامية.
وهذا الخط الإعلامي السعودي والإماراتي هو أنه من وجهة نظر العديد من الخبراء العسكريين الإقليميين والدوليين، فإن دقة وقدرة الصواريخ الإيرانية على إصابة المنشآت العسكرية للكيان الصهيوني بشكل دقيق هي علامة على قوة ودقة القدرات العسكرية إيران.
كان النهج الذي اتبعته وسائل الإعلام السعودية والإماراتية في دعم الكيان الصهيوني في العام الماضي مثيرًا للاشمئزاز لدرجة أن الكثير من الناس في الدول العربية فوجئوا بالدعم المفتوح الذي تقدمه وسائل الإعلام هذه للصهاينة في الوقت نفسه الذي قُتل فيه العرب المسلمون.
وأطلق الرأي العام في العالم العربي في الأيام الأخيرة على المسؤولين في السعودية والإمارات الداعمين لـ"إسرائيل" لقب الصهاينة العرب (صهاينة العرب) واعتبرهم امتدادا للكيان الصهيوني في منطقة الخليج الفارسي.
وفي هذا الصدد، زعمت بعض وسائل الإعلام الصهيونية أن مسؤولين سعوديين كبار أعربوا في محادثاتهم الأخيرة مع المسؤولين الأمريكيين عن أن أهم عقبة أمام تسريع عملية تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب هو الخوف من رد فعل الشباب السعودي على ذلك، وهذا يظهر بوضوح أنه حتى كبار المسؤولين السعوديين يدركون النهج السلبي الذي تتبعه بلادهم تجاه أي خطوات نحو تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني.