الوقت - في رسالة تَحدٍّ كبيرة من المقاومة الفلسطينية، بتدشين مرحلة جديدة في مواجهة كيان الاحتلال الاسرائيلي ردا على عدوانه على قطاع غزة، قُتل إسرائيليان وأصيب اثنان آخران بجروح "خطيرة"، صباح الأحد، جراء عملية طعن نفذها فلسطيني في مدينة حولون قرب تل أبيب.
وحسب مصادر إعلامية عبرية، إن "حصيلة القتلى في عملية الطعن بحولون ارتفعت إلى 2، بعدما قتل إسرائيلي متأثرا بجراحه".
في حين قالت إذاعة الجيش: "ارتفعت حصيلة القتلى في حولون إلى 2 بعد وفاة رجل يبلغ من العمر 70 عاما" مشيرة إلى أن "هناك مصابين اثنين بجروح خطيرة يتلقيان العلاج في مستشفى ولفسون في تل أبيب".
بدوره صرح وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير من مكان الحادث في حولون: "حربنا ليست ضد إيران فحسب، بل أيضا هنا في الشوارع، ولهذا السبب بالتحديد قمنا بتسليح شعب إسرائيل بأكثر من 150 ألف رخصة سلاح" مناشدا مستوطنيه بحمل السلاح".
ووفقا لتقارير اعلامية فإن منفذ عملية الطعن هو فلسطيني يدعى عمار رزق كامل عودة، من سلفيت شمال الضفة الغربية وتمكن من دخول "إسرائيل" دون تصريح إقامة، وتم تحييده من قبل شرطي هرع إلى مكان الحادثة.
ووفقا لتلك التقارير أيضا فإن الهجوم في حولون وقع في 3 ساحات، واحدة عند مدخل الحديقة في شارع موشيه ديان، حيث أعلن عن مقتل امرأة، والثاني عند محطة للحافلات قرب محطة الوقود، والثالث عند مدخل موقف الحافلات في شارع دان شمرون.
وفي سياق متصل قالت الشرطة في حكومة الاحتلال الإسرائيلية في بيان على "إكس": إن "قوات كبيرة في حولون تقوم بعمليات مسح واسعة النطاق بطائرة هليكوبتر ووسائل أخرى خوفًا من وجود متورطين آخرين"، وناشدت الشرطة المواطنين في المدينة ب"توخّي الحذر والإبلاغ عن أي حدث مشبوه".
كما أكد القائم بأعمال مفوض عام الشرطة الإسرائيلية أن "عملية حولون صعبة ونحن في وضع أمني خطير فيه كثير من الإنذارات".
وقامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بمداهمة منزل عائلة منفذ عملية "حولون" عمار رزق عودة (34 عاماً) في مدينة سلفيت.
حيث قال مواطنون: إن قوات الاحتلال اقتحمت المدينة وفرضت طوقا أمنيا محكما في نطاق منزل عائلة الشهيد عودة، ومن ثم داهمته، واحتجزت أفراد عائلته وأخضعتهم للتحقيق الميداني داخل المنزل، كما منع الاحتلال الطواقم الصحفية من الوصول إلى المكان.
ويشار إلى أن سلطات الاحتلال قامت بإغلاق مدخلي سلفيت بالبوابة الحديدية ونصبت الحواجز.
بدورها نعت حركة حماس عمار رزق عودة منفذ عملية حولون، معتبرة ان "العملية البطولية تعد ردا طبيعيا على جرائم الاحتلال".
واكدت حماس أن "عملية الطعن البطولية في منطقة حولون وسط تل أبيب رد طبيعي على جرائم الاحتلال الفاشي المستمرة بحق شعبنا".
فيما باركت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، يوم الأحد، العملية البطولية بـ "حولون" في "تل أبيب" التي أوقعت عدداً من القتلى والجرحى في صفوف المستوطنين الغاصبين للأرض.
وقالت الحركة في بيان صحفي: "إن هذه العملية تأتي في إطار الرد الطبيعي والمشروع على جرائم الكيان واستمرار حرب الإبادة والمجازر التي ترتكب بحق شعبنا، وليس آخرها قصف خيم النازحين داخل المشافي في قطاع غزة".
وأضافت: "إن التصريحات العنصرية التي ينضح بها وزير ما يسمى الأمن القومي في الكيان، إيتمار بن غفير، ضد أصحاب الأرض، وحصار العدو لمدينة سلفيت كعقاب جماعي، هي جزء من عقلية العصابات الإجرامية التي تأسس عليها هذا الكيان".
من جهتها حيت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين العملية البطولية في “حولون”، والتي تأتي في إطار الرد الطبيعي والمطلوب على مجازر الاحتلال المتواصلة في قطاع غزة وعلى الجرائم التي ترتكب ضد أبناء شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس.
وتؤكد الجبهة بأن إجراءات الاحتلال القمعية وجرائمه المتواصلة وعنف المستوطنين وإرهابهم لن تمنع شعبنا من مواصلة نضاله ومقاومته بكل الأشكال المتاحة، وأن سياسة الاغتيالات وارتكاب الجرائم لن تزيد شعبنا ومقاومته إلا عزيمة وإصرارا على مواصلة المقاومة.
وقالت الجبهة الديمقراطية: إن هذه العملية تؤكد من جديد فشل المنظومة الأمنية الصهيونية وفشل كل سياسات وممارسات الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني، لذلك ندعو إلى إشعال الأرض الفلسطينية تحت أقدام الاحتلال ومستوطنيه، وإفهام العدوان أن المقاومة الشعبية بكل أشكالها ستبقى مستمرة ومتواصلة، ولن يستطيع الاحتلال إخماد نارها المتقدة إلا بدحره وإنجاز حقوق شعبنا الفلسطيني في الحرية والاستقلال والعودة.
جدير بالذكر أن الفدائي عودة (34 عامًا) من عائلة ميسورة الحالة، وهو أسير محرر من سجون الاحتلال وتحول منزل عائلته في سلفيت إلى قبله للمعزين، بعد نشر وسائل إعلامية عبرية صورته ومشاهد لمطاردته عقب تنفيذ العملية النوعية.
واجتاز الفدائي الفلسطيني الحواجز الإسرائيلية والمراقبة الأمنية وجدار الفصل العنصري دون أن يلاحظ من قبل أجهزة أمن السلطة أو قوات الاحتلال الإسرائيلي، ونفذ عودة عملية الطعن عند السابعة والنصف من صباح يوم الاثنين، في 3 مواقع في منطقة حولون بتل أبيب، حيث يبعد كل موقع عن الآخر 500 متر تقريبًا.
ويرى محللون أن عملية حولون تؤكد أن الأمن الشخصي للصهاينة في انهيار والشرطة في أدنى مستوياتها على الإطلاق"، وأن "الشيء الوحيد الذي يفعله بن غفير هو المقابلات والاستفزازات من الصباح إلى المساء" وأن تنفيذ العملية في ثلاثة أماكن في حولون التي تعتبر جزءًا من منطقة تل أبيب الكبرى، هو فشل كبير لابن غفير ومؤسسته الأمنية.