الوقت - رفض المئات من أهالي بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل زيارة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالتزامن مع تشييع آخر ضحايا الضربة الصاروخية التي طالت البلدة وأودت بحياة 12 شخصا.
حيث طرد أهالي مجدل شمس بنيامين نتنياهو أثناء زيارته لتفقد موقع سقوط الصاروخ والذي حمّلت "إسرائيل" مسؤوليته إلى "حزب الله".
وحسب فيديو منتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي فإن الأهالي طردوا نتنياهو وصرخوا في وجهه بعبارات "لا مرحبا بك" و"اذهب من هنا حسب ما ذكره موقع "روسيا اليوم".
وبشكلٍ سريع غادر نتنياهو البلدة، فيما قال عددٌ من أهالي مجدل شمس لوسائل إعلام مختلفة إنّ الزيارة لم تستمر سوى نحو ربع ساعة، وسط ضجيج وتنديد وغضب كبير من قبل الشارع الذي لم يُرحّب برئيس حكومة الاحتلال.
ووفقا لمصادر إعلامية فإن عدداً من الأهالي رفضوا صباحاً السماح لعناصر الأمن الإسرائيلي استخدام منازلهم وأسطحهم كنقاط مراقبة وتأمين لزيارة نتنياهو، علماً أنّه قيل لهم إنّ شخصية رسمية ستزور المكان، ولاحقاً تبيّن لهم أنّه نتنياهو من خلال ما كشفته وسائل إعلام إسرائيلية.
بدورها، أكّدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أنّ ممثلي بعض عائلات "الضحايا" في مجدل شمس، رفضوا الاجتماع مع نتنياهو، موضحةً أنّ رئاسة الحكومة حاولت تنسيق لقاء بين نتنياهو، وممثلي بعض عائلات "الضحايا"، الأمر الذي قوبل بالرفض.
يأتي هذا فيما واجه الوزراء الذين وصلوا إلى مجدل شمس، أمس، العديد من الإهانات من أهالي القرية، حيث طلب بعضهم من الوزراء الامتناع عن الكلام.
وصرخ سكان حضروا الجنازة في وجه الوزير بتسلئيل سموتريش: "لا نريدك في مرتفعات الجولان.. اخرج من هنا! أنت قاتل!"، كما أطلق أهالي مجدل شمس صيحات استهجان قائلين إن "وزراء حكومة نتنياهو جاؤوا للرقص على دماء أطفالنا".
وجدّد وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت اتهام حزب الله باستهداف قرية مجدل شمس حيث أصيب كذلك نحو 40 آخرين، بينهم 17 شخصًا في حالة من متوسطة إلى خطيرة و19 في حالة طفيفة، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت".
وحسب هيئة البث الإسرائيلية، قال غالانت خلال تفقده ساحة سقوط صاروخ على الملعب إن حزب الله "هو المسؤول وسيدفع الثمن".
وفي سياق متصل نفى حزب الله اللبناني الذي كثّف هجماته على مواقع عسكرية إسرائيلية خلال يوم السبت، وقوفه وراء الهجوم على ملعب لكرة القدم في قرية مجدل شمس في الجولان السوري المحتل.
ووفقا لمصادر محلية فقد حضر المسؤولون في حكومة الاحتلال رغم أن رئيس هيئة السلطات الدرزية، ياسر غضبان، توجه برسالة الى جميع الممثلين السياسيين والوزراء والضباط رفيعي المستوى بعدم الحضور للتعزية "بناءً على رغبة عائلات الضحايا المجيء إلى بيت الشعب بمجدل شمس لتقديم التعازي، بسبب حساسية الوضع وبناءً على رغبة أهالي الضحايا ورغبة القيادة الدرزية بإقامة جنازة دينية هادئة".
وفي سياق ذي صلة، أصدر رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية - وهي أعلى هيئة تمثيلية غير برلمانية لفلسطينيي الـ 48 - محمد بركة، بياناً شدد فيه على أن "إسرائيل عموماً وإسرائيل نتنياهو خصوصاً، غير مؤهلة على الإطلاق، ولا تملك الحق الأخلاقي في الحديث عن الإنسانية، ليس بسبب ما ترتكبه من جرائم في غزة وفي الضفة وحسب، إنما أيضاً بسبب الاحتلال الطويل لمرتفعات الجولان السوري المحتل منذ أكثر من 57 عاماً".
وتابع: "مجدل شمس ليست قرية درزية في شمال "إسرائيل"، تفتقر إلى الملاجئ ووسائل الحماية كحال قرانا ومدننا العربية، وإنما هي قرية شامخة، عربية سورية درزية محتلة، في جنوب سوريا".
وحمل بركة نتنياهو "المسؤولية عن عدم وقف النار والنزيف لأنه هو الذي يعاند ويتهرب ويماطل بخلاف موقف معظم العالم وحتى بخلاف رغبة أوساط إسرائيلية"، وختم بالقول إن "وقف الفظائع ومجازر الأطفال لا يمكن أن يكون بقرع طبول الحرب والقتل والموت، وإنما بوقف الحرب فوراً في كل المحاور".
أما على المقلب الآخر وفي محاولة منه لتلفيق الأكاذيب والابتذال في العواطف بكل وقاحة كما جرت العادة فقد قال نتنياهو في حسابه على منصة "إكس": "(أجرينا) تقييما للوضع في مكان الكارثة في مجدل شمس، مع الشيخ موفق طريف ورئيسي سلطات مجدل شمس وعين كينيا، للتعبير عن التعاطف العميق والصدمة العميقة إزاء الفظائع التي وقعت هنا، هذه كارثة رهيبة، مثل جميع مواطني إسرائيل، لقد صدمنا حتى النخاع بسبب هذه المذبحة الرهيبة".
وأضاف: "إن القلب لتمزقه المصيبة الثقيلة، نحن نحتضن العائلات التي تعاني الآن من معاناة لا توصف، هؤلاء الأطفال هم أطفالنا جميعا، ودولة إسرائيل لن تضع هذا على جدول الأعمال، ردنا سيأتي، وسيكون صعبا".
يذكر أن القرية وهي واحدة من خمس قُرى احتلتها "إسرائيل" عام 1967، ويرفض أهلُها السوريون الجنسيةَ الإسرائيلية، صمدت لعقود وهي تحاول الحفاظ على امتدادها العربي السوري، ورفض أهلها الاندماج في المجتمع الإسرائيلي.
فبعد احتلال الهضبة السورية وسيطرة الاحتلال الإسرائيلي على حوالي 80% من مساحتها وتهجير سكانها، تبقى منهم 6000 سوري فقط، مجمعين في الطرف الشمالي الغربي للهضبة.
ومنذ اندلاع الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في ال 7 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يتبادل حزب الله اللبناني و"إسرائيل" القصف بشكل شبه يومي عبر الحدود بين البلدين.
وأدى التصعيد بين الجانبين الى استشهاد 523 شخصا على الأقل في لبنان غالبيتهم من عناصر حزب الله، وفق تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية يستند إلى بيانات حزب الله ومصادر رسمية لبنانية، وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل22 عسكريا و24 مدنيا.