الوقت- نداء عالمي تحت عنوان "نداء الأقصى و غزة" وجهه أكثر من 100 عالم وداعية أكدوا من خلاله دعمهم المفتوح للمقاومة الفلسطينية في غزة في وجه العدوان الصهيوني الغاشم على القطاع وأهله والمقدسات في فلسطين، فمن جانيه أكد الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عُمان دعمه لداعمي القضية من خلال تغريدة جاء فيها: "نجدد تقديرنا لشرفاء العالم الغربي إذ خرجوا في مسيرات حاشدة مساندين للقضية الفلسطينية ومعجبين بالشجاعة الفائقة التي أبداها المجاهدون في غزة وأنحاء فلسطين، كم هو الفرق الشاسع بين هؤلاء وبين شيوخٍ يُثَبِّطون عن الجهاد ويكيلون التهم للمجاهدين الأحرار!
دور علماء المسلمين
لطالما كان لعلماء الدين دور مهم في شحذ الهمم وتوعية الشعوب وحثها على الخروج في المظاهرات المنددة للاحتلال الصهيوني وكشف حجم الزيف والرياء الذي تمارسه الحكومات الغربية وكيف ينصرون الظالم على المظلوم دون رادع أخلاقي، وفي هذا السياق جاء بيان علماء المسلمين ليركز على أهمية الموالاة للمقاومة الفلسطينية الباسلة، وهم منا ونحن منهم، نوالي من والاهم ونعادي من عاداهم، وإن كل من والى اليهود والنصارى وظاهرهم على المسلمين، فهو مرتدّ عن الإسلام.
وأشار البيان إلى أن أرض فلسطين وقف لا يجوز التنازل عن شبر منها وتحرير المسجد الأقصى والعناية به عقيدة من عقائد الإسلام وشريعة من شرائع الله، وأن فلسطين كلها وقف إسلامي إلى يوم القيامة وإجماع الأمة منعقد على حرمة التنازل عن أي جزء من فلسطين بيعًا أو عطاءً لكافر.
واعتبر البيان أن التقاعس عن نصرة غزة فرار من الزحف، وتعين على جميع أفراد السكان في هذا البلد، وأصبح فرض عين في حقهم لا يستشار فيه أحد، ولا يؤخذ برأيه، فمن تولّى عنه أو تركه فهو فارُّ من الزحف، كما أن المتولي يوم الزحف يتحمل وزره بقدر ما يتسبب فيه توليه وتخليه من أضرار وأخطار.
وأوضح أن جهاد المحتلين جهاد دفع متعين على المسلمين: وعدوان اليهود على القدس والأقصى وفلسطين يستدعي أن يقوم المسلمون بجهاد الدفع، لأن العدو قد اعتدى على الدين والعرض والأرض والنفس والروح والمال، وواحدة منها كافية لوجوب النفير والجهاد على كل مستطيع.
ونبه البيان إلى أن إغلاق الحدود والمعابر خيانة لله ولرسوله، مطالباً دول الطوق بأن تفتح حدودها لعبور النفير العام، ودخول المجاهدين، وإغاثة المحتاجين، وخاصة معبر رفح فهو شريان الحياة، ولا يجوز بأي شكل من الأشكال إغلاقه في وجه هؤلاء النافرين في سبيل الله، وإن إغلاقه خيانة لله ورسوله وللمؤمنين، ومن يمت من أهل غزة دون إسعافه يعتبر سببه إغلاق المعبر ومانع المساعدة متسببًا في الموت.
أين هي الدول المطبعة
للأسف أظهرت الدول المطبعة مع الكيان الصهيوني اليوم وبكل وضوح أنهم فاقدون للنخوة والمروءة والرجولة، لا فرق بين بعض الحكّام وقادة الصهاينة الموغلين في الإجرام، من كان يعتقد بأنّ هذه الأمّة سوف تصل إلى هذا المستوى الأشدّ انحدارا في التخاذل والجبن، أمّة لا تستطيع فعل شيء يساند الأهل والمقاومة في فلسطين؟
التطبيع الذي أخرج الدول الموقعة عليه من دائرة الصراع ووضعها في دائرة المتفرج وصبّ عليها التخاذل في دعم القضية حتى بأبسط الوسائل كمقاطعة منتجات وبضائع الكيان المجرم والشركات والمصانع الداعمة له والتي أكد علماء الدين على أن مقاطعتهم صورة من صور الجهاد الاقتصادي والذين أكدوا أن كل اتفاقيات السلام والتطبيع التي عقدت مع الكيان قبل هذا الاعتداء على غزة، بما في ذلك الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، باطلة شرعًا لا اعتبار لها.
وكان قادة الدول العربية المطبعة مع كيان الاحتلال، قد روجوا لقراراتهم أمام شعوبهم، بالقول إن التطبيع هو لحماية الفلسطينيين، ولمنع ضم باقي أراضيهم من قبل "إسرائيل"، وهو ما أتى متناقضا مع التطورات الأخيرة على الأرض، وأدى من وجهة نظر كثيرين في المنطقة العربية إلى فضح وكشف مزاعم الدول العربية المطبعة حديثا.
وبعدما أخبرت تلك الحكومات شعوبها بفوائد التعاون مع كيان الاحتلال الإسرائيلي في مجالات التجارة والسياحة والبحوث الطبية والاقتصاد الأخضر والتنمية العلمية، تجد نفسها الآن في وضع محرج "مجازياً، إذ تظهر لقطات تلفزيونية على مدار 24 ساعة قصفاً ومجازر مروعة ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني بحق أهل غزة.
ويبقى السؤال الذي يجب على هذه الدول تقديم إجابات واضحة لشعوبها عنه، بعد كل هذا الإجرام ما الذي يمنعهم من التراجع عن التطبيع؟