الوقت - بينما تصاعدت الخلافات في حكومة الحرب التابعة للكيان الصهيوني، وخاصةً بين رئيس وزراء هذا الکيان بنيامين نتنياهو وأعضاء آخرين في الحكومة المذكورة، فقد كثرت الأخبار في وسائل الإعلام العبرية عن حل هذه الحكومة مع استقالة بيني غانتس وغادي أيزنكوت، وهما من كبار أعضاء حکومة الحرب الإسرائيلية، وقد أفاد موقع أكسيوس الأمريكي، أمس، بأن بيني غانتس قد يعلن استقالته السبت (اليوم) خلال مؤتمر صحفي.
وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في الـ18 من مايو، أعطى بيني غانتس نتنياهو 3 أسابيع لصياغة سلسلة من الخطط المتعلقة بالمفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة، وعودة الأسرى الإسرائيليين، وكذلك اليوم التالي للحرب وحالة الجبهة الشمالية، بينما لم ينتبه نتنياهو لموقف بيني غانتس.
سيناريوهات استقالة بيني غانتس من حكومة الحرب الإسرائيلية
ولذلك، ترى الأوساط الصهيونية أن الخريطة السياسية في "إسرائيل"، تشهد حالةً من التوتر حتى نهاية الليلة؛ لأن التقديرات تشير إلى أن بيني غانتس سيعلن استقالته اليوم، إلا إذا حدث شيء مفاجئ، ووافق نتنياهو على مطالب بيني غانتس.
وتتزايد احتمالات استقالة بيني غانتس من حكومة الحرب، في حين أن تهديدات "إيتمار بن غفير" وزير الأمن الداخلي الفاشي في حكومة نتنياهو، وكذلك "بتسلئيل سموتريتش" وزير المالية في هذه الحكومة التي تضم 64 عضواً، آخذة في الازدياد.
وفي الواقع، وضع وزراء الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة وبيني غانتس، نتنياهو في مأزق كبير؛ حيث اتخذ إيتمار بن غفير وسموتريتش المواقف المعاكسة تمامًا لغانتس، وهددا نتنياهو بأنهما سيحلان الحكومة إذا وافق على اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
الحل الوشيك لحكومة الحرب الإسرائيلية
يرى المحللون السياسيون الصهاينة أن حل حكومة الحرب الإسرائيلية هو سيناريو حقيقي وقابل للتطبيق، لكن في هذه الأثناء، هناك بعض الاعتبارات الداخلية والخارجية التي قد تجبر بيني غانتس على التراجع عن تهديده.
وبناءً على هذه التقديرات، وضع بيني غانتس عدة شروط للبقاء في حكومة الحرب، تتعلق بالتطورات الميدانية في حرب غزة، وكذلك الوضع على الجبهة الشمالية.
ويرى "شالوم يروشمالي"، المحلل السياسي الصهيوني، أن بيني غانتس مقتنع بانتهاء فترته في حكومة الحرب الإسرائيلية، وحجته الرئيسية، وكذلك حجة غادي أيزنكوت، وهو عضو آخر في حكومة الحرب الإسرائيلية، هي أنهما قد فقدا نفوذهما، وأصبح نتنياهو رهينةً في أيدي حكومته اليمينية المتطرفة، وتولى سموتريتش وابن غفير زمام نتنياهو.
وأضاف: في هذه الأثناء، قبل قراره بالاستقالة من حكومة الحرب، ينبغي على بيني غانتس الانتباه إلى أن "إسرائيل" في خضم حرب صعبة على جبهتين، وفي الوقت نفسه، قضية الأسرى الإسرائيليين في غزة لا تزال دون حل، ومن ناحية أخرى، يسعى بعض المسؤولين الإسرائيليين إلى توسيع الحرب على الجبهة الشمالية مع لبنان.
وقال هذا المحلل الصهيوني: بيني غانتس وغادي أيزنكوت يعلمان أن إيتمار بن غفير وسموتريتش ينتمان إلى جماعة متطرفة ليس لها اعتبارات عقلانية، وسلوكهما هو نتيجة الجنون، ومن ناحية أخرى، إذا اندلعت حرب واسعة النطاق بين "إسرائيل" ولبنان، فإن هذه الحرب سوف تستمر عدة أشهر وتتحول إلى صراع إقليمي كبير، ولذلك، الآن ليس الوقت المناسب للحرب في الشمال؛ حربٌ لا أحد يعرف كيف ومتى ستنتهي، وأيضاً ما هو الثمن الذي ستدفعه "إسرائيل" مقابلها.
وأعلن يوسي فيرتر، وهو محلل صهيوني آخر في صحيفة هآرتس العبرية، في مقال بعنوان "بعد إهانتهما والتحريض عليهما، نتنياهو خسر غانتس وأيسنكوت": في الوقت الذي تنتهي فيه مهلة بيني غانتس لنتنياهو، هناك عدة سيناريوهات سيشهدها المشهد السياسي والحزبي الإسرائيلي.
وأضاف: استقالة بيني غانتس ومعسكره من حكومة الحرب هو السيناريو الأرجح، وانسحاب غانتس ومعسكره من حكومة نتنياهو، يدمّر حصانة هذه الحكومة، التي فقدت مصداقيتها أمام المجتمع الدولي.
وتابع: إذا تنحى غانتس، فإن المشهد السياسي في "إسرائيل" سيتغير بشكل كبير، لأن دائرة الاحتجاجات ستتسع، بهدف إسقاط حكومة نتنياهو وحل الكنيست وإجراء انتخابات مبكرة.
وأعلن "طل شيلو" الخبير الصهيوني على موقع "والاه" العبري: إذا لم يحدث شيء مفاجئ في اللحظات الأخيرة، وسط الواقع الهش والفوضوي الذي تعيشه "إسرائيل"، فسيلقي بيني غانتس خطابه الأخير كوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية مساء السبت.
يأتي الاحتمال الكبير لاستقالة بيني غانتس من حكومة الحرب في الکيان الصهيوني، في ظل الوضع الذي أعلن فيه جيش هذا الکيان مؤخراً أنه يواجه نقصاً في القوات، ويسعى لتجنيد المزيد من القوات بسبب الصعوبات في عدة جبهات، وخاصةً في غزة وشمال فلسطين المحتلة.
من ناحية أخرى، أظهر استطلاع أجرته قناة 12 التلفزيونية الإسرائيلية، أن 62 بالمئة من الإسرائيليين قالوا إنهم لن يصوتوا لحزب يدعم استمرار حكومة نتنياهو، كما أكد 56% أن على الحكومة الإسرائيلية القبول باتفاقية تبادل الأسرى مع حماس.