الوقت - تعرضت أربع سفن أمريكية على الأقل، كان من المفترض أن تقوم بتسليم بعض المساعدات البحرية الأمريكية المزعومة إلى غزة من الميناء البحري، لأضرار بالغة.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أيضًا، أن أمواج البحر جرفت جزءًا من الرصيف الأمريكي العائم في قطاع غزة إلى شواطئ أسدود، وفي الوقت نفسه، تم نشر مقطع فيديو تظهر فيه مجموعة من الجنود الأمريكيين والقوات البحرية الإسرائيلية الأخرى، وهي تحاول ربط الجزء المتضرر والمفصل من السفن والرصيف بقارب أمريكي، لإعادته إلى شواطئ غزة.
في الـ16 من مايو/أيار، أي قبل حوالي أسبوعين، أعلنت القيادة المركزية للولايات المتحدة، المعروفة باسم سنتکوم، عن الانتهاء من بناء رصيف عائم على ساحل غزة، ومنذ البداية انتقد الكثيرون بناء هذا الرصيف.
بعد الإعلان عن انکسار الرصيف البحري، كثرت ردود الفعل عليه، حيث أشار "عبد الباري عطوان"، المحلل العربي الشهير إلى تدمير الرصيف البحري الذي أنشأته الولايات المتحدة بسبب العاصفة، وقال: وقفت مياه غزة إلى جانب الشعب الفلسطيني، وأظهرت غضبها وتضامنها مع هذا الشعب، وطغت أمواجها العنيفة على الرصيف.
320 مليون دولار تكلفة البناء
ذكرت "روسيا اليوم" نقلاً عن مصادر أمريكية، أن تكلفة بناء الرصيف البحري الذي تعتزم الولايات المتحدة إرسال المساعدات إلى غزة عبره، تبلغ 320 مليون دولار، لكن السؤال المطروح هو، هل سيكون لهذه الـ 320 مليون دولار أي نتيجة بالنسبة للاجئين المتضررين من الحرب في غزة أم لا؟
يظهر الانكسار والأضرار الجسيمة التي لحقت بأجزاء من الرصيف البحري، وهو ما أكدته مصادر عربية وإسرائيلية أيضاً، أن مبلغ الـ 320 مليون دولار الذي تم إنفاقه لم يكن فعالاً، على الأقل من الناحية العملية حتى الآن.
عدم كفاءة الرصيف البحري
حسب تقرير نشره محمد شهادة، الناشط الإعلامي والخبير في المركز الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، فإن غزة تحتاج إلى أكثر من 500 شاحنة مساعدات يومياً.
إلا أن كمية المساعدات الإغاثية التي تدخل غزة عبر الميناء البحري، تقل عن 20 شاحنة يومياً في المتوسط، وهو عدد محدود للغاية، ولن يلبي الحد الأدنى من احتياجات سكان غزة تحت أي ظرف من الظروف.
كما شكك كريغ مخيبر، وهو مسؤول كبير سابق في مجال حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، في خطة الولايات المتحدة لإرسال مساعدات إنسانية إلى غزة عبر ميناء مؤقت.
وفي منشور له على شبكة التواصل الاجتماعي إکس، وصف مخيبر الذي استقال من الأمم المتحدة العام الماضي، هذا الرصيف البحري بأنه "ورقة التوت للتغطية على التواطؤ الأمريكي في الإبادة الجماعية، وتدمير الأونروا.
ووفقاً لتقرير رويترز، ذكر مخيبر أيضاً أن الرصيف "لم يكن له تأثير كبير على المساعدات المقدمة للأزمة الإنسانية في غزة"، وأن "إسرائيل تواصل منع المساعدات على جميع المعابر".
دعاية انتخابية لبايدن
هناك انتقادات جدية لقرار بايدن بناء رصيف بحري، وقد شكك العديد من الخبراء في قرار بايدن:
إجراء انتخابي: وصف الكثيرون قرار بايدن "بناء رصيف بحري" بأنه إجراء انتخابي من جانبه لتقليل الضغوط والانتقادات الموجهة لجماعات حقوق الإنسان من البيت الأبيض.
في الواقع، كان هناك الكثير من الانتقادات لبايدن والديمقراطيين لدعمهم نتنياهو في حرب غزة، وقد وصف الكثيرون بايدن بأنه شريك في جرائم الحرب في غزة.
وفي هذا الوضع، يبدو أن بايدن حاول إظهار وجه إنساني من نفسه من خلال بناء رصيف بحري، بينما كان يمكن لبايدن، حسب المنتقدين، أن يطلب وقف الحرب ورفع الحصار عن غزة، بدلاً من بناء رصيف بحري.
تلميع صورة نتنياهو: جزء آخر من الانتقادات الموجهة لبناء الرصيف البحري، هو أن الولايات المتحدة بررت حصارها على غزة بهذا الإجراء، هذا في حين أن الحصار المفروض على غزة، هو عمل غير قانوني وغير إنساني من قبل الکيان الصهيوني، وحتى محكمة لاهاي طالبت برفع الحصار عن غزة في حكمها الأخير.
کما طلب الطلاب الأمريكيون المحتجون في الجامعات رفع الحصار عن غزة عدة مرات، لكن يبدو أن إدارة بايدن لا تولي اهتماماً لطلب المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في الولايات المتحدة.