الوقت - تأتي ذكرى النكبة الفلسطينية ال (76) هذا العام في ظل تواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية، وتصاعد حرب الإبادة الجماعية والتي نجحت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في نقل حقيقتها إلى كل أنحاء العالم خلافا لما كان يحدث خلال السنوات الماضية من تعتيم على جرائم الاحتلال والتضليل الإعلامي، ما أدى إلى ازدياد الرفض لدى شعوب العالم كافة لسلوك هذا الاحتلال وحتى لوجوده.
حيث شارك آلاف الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة عام 1948 في مسيرة حاشدة اتجهت إلى أراضي قريتي هوشة والكساير المهجرتين في ذكرى النكبة الـ76.
وذكر المركز الفلسطيني للإعلام أن المشاركين انطلقوا في المسيرة حاملين الأعلام الفلسطينية وسط ترديد هتافات تدعو إلى وقف حرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة، وتطالب بحق العودة للفلسطينيين إلى وطنهم، ورفعوا لافتات بأسماء القرى الفلسطينية المهجرة وصور الأسير الشهيد وليد دقة ابن مدينة باقة الغربية، في دعوة إلى تحرير جثمانه لمواراته الثرى الفلسطيني.
فيما دعت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إلى التظاهر بمناسبة ذكرى النكبة بمختلف المدن المغربية، مع تنظيم مسيرة وطنية كبرى بالدار البيضاء يوم الأحد المقبل تنديدا بالإبادة الجماعية المقترفة بحق الشعب الفلسطيني وضد اجتياح رفح.
وجددت الجبهة في بيان لها نشرته على صفحتها الرسمية على منصة "فيسبوك"، مطالبتها الدولة المغربية بقطع كل أنواع العلاقات مع الكيان الصهيوني فورا، داعية كل القوى الداعمة للشعب الفلسطيني إلى اليقظة ومضاعفة الجهود في هذا الطور الحاسم من المعركة.
وأدانت الجبهة المغربية بأقوى العبارات إمعان الكيان الصهيوني المجرم في إبادة الشعب الفلسطيني وممارسة أقصى درجات التعذيب والسادية على الأسرى الفلسطينيين، مع التنديد بشكل خاص بالدعم الأمريكي المتنوع والواسع للصهاينة.
كما انعقد اللقاء الوطني اللبناني-الفلسطيني الموسّع، يوم الثلاثاء، في قاعة الرئيس الشهيد ياسر عرفات في سفارة دولة فلسطين في بيروت، لمناسبة الذكرى الـ 76 لنكبة فلسطين وبدعوة من الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة.
أيضا ندد آلاف المتظاهرين في العاصمة الهولندية أمستردام، بالهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، مستذكرين "النكبة الفلسطينية" عام 1948، جاء ذلك في مظاهرة للتضامن مع فلسطين وشعبها، واحتجاجا على الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على غزة منذ تشرين الأول الماضي.
حيث شارك في تلك المظاهرة قرابة 15 ألف شخص، جاؤوا تلبية لدعوات منظمات مجتمع مدني داعمة لفلسطين.
وتخللت المظاهرة كلمات نددت بالهجمات الإسرائيلية على غزة وبالدعم الأمريكي لـ"إسرائيل".
وفي سياق متصل وبدعوة من أكثر من 35 منظمة مجتمع مدني وأحزاب سياسية، وأعضاء برلمان، ولجان حقوقية وطلاب جامعات ولجنة حق العودة الفلسطينية، انطلقت فعاليات إحياء الذكرى الـ 76 للنكبة الفلسطينية، حيث احتشد عشرات الآلاف من مختلف الجنسيات يوم السبت الماضي، في العاصمة النرويجية «أوسلو» وفي مدينة «كريستيان ساند».
حيث أحيت لجنة فلسطين في النرويج "باليستينا كوميتين"، الإثنين، الذكرى الـ 76 للنكبة الفلسطينية، وذلك بتنظيم يوم وطني بعنوان "زوروا الضفة الغربية"، في العاصمة النرويجية أوسلو.
وجاء هذا اليوم الوطني الفلسطيني للعام الثالث على التوالي، لإحياء ذكرى النكبة، وفي إشارة إلى الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وحرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.
وتم خلال فعاليات اليوم الوطني، تسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال الإسرائيلي لتعريف المجتمع النرويجي بطبيعة الحياة الفلسطينية في ظل الحواجز العسكرية المنتشرة في عموم أرجاء فلسطين، التي تؤدي إلى تقييد ومنع حرية الحركة للفلسطينيين والتنقل بين مختلف المدن والمناطق، إذ تمت إقامة حاجز عسكري بوجود سواتر حديدية وجنود بزي جيش الاحتلال الإسرائيلي.
بدوره رحب تحالف المنظمات المؤيدة لفلسطين في بريطانيا بالانضمام للحراك العالمي التضامني مع غزة في ذكرى الـ 76 للنكبة في نهاية الأسبوع من الـ 17 إلى الـ 19 من أيار 2024، بمشاركة عشرات الدول ومئات المدن في القارات الست؛ حيث نتحد جميعا رفضا لاستمرار الإبادة الجماعية وسعيا لمنع مواصلة اجتياح رفح وأملا بوقف فوري لإطلاق النار.
وشدد على أن "حق الفلسطينيين بالعودة والحرية لا يسقط بالتقادم ويزداد يقينا رغم مرور 76 عاما على النكبة، وحتى لو حالوا جعل غزة مكانا غير صالح للعيش فالفلسطينيون ونحن جميعا خلفهم قادرون على إعمار غزة من جديد ودعم صمود أهلها بها، وسنبقى كذلك حتى تعود فلسطين حرة".
وتجدر الإشارة إلى أن لذكرى النكبة هذا العام أهمية قصوى، لكونها تأتي في إطار العدوان الغاشم والمستمر على الشعب الفلسطيني، وحرب الإبادة الجماعية التي تنفذها دولة الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة وسط تصاعد الحراك العالمي المؤيد للحق الفلسطيني والمندد بجرائم الإبادة، والمتوقع أن تشهد فعاليات إحياء الذكرى هذا العام مشاركات واسعة، إضافة إلى حملات تضييق ممنهجة من قبل السلطات.
وفي سياق متصل حثّت منظمة العفو الدولية يوم الجمعة السلطات الأوروبية، على احترام حق المواطنين في التظاهر السلمي خلال الفعاليات والمظاهرات المزمع إقامتها لإحياء ذكرى النكبة التي تحل ذكراها يوم الـ15 من أيار.
وعبرت منظمة العفو الدولية عن قلقها من تكرار حوادث القمع للفعاليات الفلسطينية في ذكرى النكبة، ولا سيما أنّ العديد من دول أوروبا، شهدت محاولات مقلقة من السلطات لقمع المعارضين لإقدام "إسرائيل" على قتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وتسليط الضوء على الإبادة الجماعية في القطاع، وملاحقة منتقدي سياسات الاحتلال وتوريد السلاح له الذي يستخدمه في هجماته على المدنيين.