الوقت- في الفترة المنصرمة، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الكيان الإسرائيلي قدم مقترحًا لصفقة تبادل الأسرى، ما يمثل تقدمًا كبيرًا، حسب مزاعم المتحدث باسم الوزارة، ماثيو ميلر، خلال مؤتمر صحفي، وادعى ميلر أن حركة حماس تعتبر "العائق" الرئيسي أمام تحقيق وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، في ظل تُوسط قطر ومصر، بدعم من الولايات المتحدة، في جهودها للوساطة بين الكيان الإسرائيلي وحماس، بهدف التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، وتُقدَّر الأسرى الفلسطينيين الذين يُحتجزون في سجون الاحتلال بأكثر من 8800، بينما يُقدَّر عدد الأسرى الإسرائيليين في غزة بأكثر من 125 شخصًا، وفقًا لمصادر رسمية من الجانبين.
شهدت الحرب الإسرائيلية المستمرة في غزة على مدى الستة أشهر الماضية استشهاد أكثر من 100 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وخلَّفت دمارًا هائلًا ومعاناة إنسانية كبيرة، حسب تقارير فلسطينية ومنظمات دولية، وعلى الرغم من صدور قرار من مجلس الأمن يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، ومثول الكيان الإسرائيلي لأول مرة أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية"، إلا أنها تستمر في الحرب، وأكدت حركة حماس الفلسطينية أن مصير الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة لا يمكن تحديده إلا من خلال وقف إطلاق النار.
وحماس، تشدد إلى أهمية التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن ذلك يتيح الفرصة لجمع معلومات نهائية وأكثر دقة حول الأسرى الإسرائيليين، إضافة إلى أن المحتجزين كانوا موجودين في أماكن مختلفة داخل قطاع غزة المحاصر وتحت سيطرة مجموعات متنوعة، وأن بعضهم كانوا محاصرين تحت الأنقاض بجانب الفلسطينيين الذين استشهدوا، وحول ما إذا كانت حركة حماس قد رفضت اقتراح التسوية الأمريكي الأخير بسبب عدم قدرتها على إطلاق سراح 40 محتجزًا في المرحلة الأولى من صفقة ثلاثية المراحل، أوضحت أنهم يواصلون الجهود من أجل إحراز تقدم في هذا الصدد.
ووفقًا لتقارير إعلامية، كانت المرحلة الأولى من الصفقة تشمل إطلاق سراح النساء والمجندات والرجال الذين تجاوزت أعمارهم الـ 50 عامًا، بالإضافة إلى الرجال الذين يعانون من مشاكل طبية خطيرة، ومع ذلك، في جولة المفاوضات الأخيرة، أعلنت حركة حماس أنها لا تمتلك 40 رهينة على قيد الحياة من هذه الفئات، هذا الإعلان أثار مخاوف من احتمالية وجود عدد أكبر من الأسرى الذين قد يكونون قد فقدوا نتيجة القصف الإسرائيلي الأعمى.
وكانت تل أبيب قد افترضت سابقًا أن هناك نحو 100 من بين 130 رهينة، أو ربما أقل بقليل، ما زالوا على قيد الحياة في قطاع غزة المحاصر، ووفقًا لتقارير إعلامية، قدم مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ويليام بيرنز، اقتراح التسوية الأمريكي خلال جولة المفاوضات التي جرت في العاصمة المصرية القاهرة يوم الأحد، وينص الاقتراح على إطلاق سراح حماس لأربعين من الرهائن المحتجزين، مقابل إطلاق سراح 900 سجين فلسطيني، بينهم 100 محكوم عليهم بالسجن المؤبد بتهمة قتل إسرائيليين، ويتم ذلك خلال فترة وقف إطلاق النار المتوقعة لمدة ستة أسابيع.
وفي الاقتراح، الكيان الإسرائيلي مسؤول عن السماح لما يصل إلى 150 ألف فلسطيني نازح بالعودة إلى شمال قطاع غزة، وتصرّ حركة حماس على ضرورة وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من القطاع الساحلي، بينما تبقى الحكومة الإسرائيلية مفتوحة على فكرة استمرار القتال بعد وقف إطلاق النار، وتوسطت الولايات المتحدة وقطر ومصر في المحادثات بين الكيان الإسرائيلي وحركة حماس، حيث إن الجانبين لم يتواصلا مباشرة.
النهاية، في ظل تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن الحرب ضد حركة حماس ستستمر حتى القضاء عليها وإعادة جميع الرهائن، وبينما تعتبر تل أبيب أن قطاع غزة لم يعد يشكل تهديدًا للكيان، يظهر بوضوح عدم استعدادها للتفاوض ولا يبدو أنها تعتني بحياة أسراها المهددة من قبل قواتها وقصفها، وفيما يتعلق بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس بشأن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، فإن نتنياهو لن يوافق على أي اتفاق بسرعة بسبب عدم اهتمامه بأسراه، وقد شاهدنا مرارا التقارير التي تحدثت عن عدم موافقة الكيان الإسرائيلي على إطلاق سراح عدد كبير من سجناء حماس.