الوقت- في خطوة تهدف إلى تسريع عملياتها العسكرية، قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بتحريك اللواء السابع في منطقة خان يونس جنوب قطاع غزة، وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود الجيش لتحقيق أهدافه المعلنة، والتي تشمل الوصول إلى القائد البارز لحركة حماس، يحيى السنوار، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية، وتعمل تل أبيب ضمن الـ7 ألوية في جيش الاحتلال على تحقيق أهداف الكيان وتنفيذ المهمة الرئيسية المتمثلة في الوصول إلى السنوار، يأتي هذا في سياق الاعتقاد القائم لدى الجيش بأن السنوار كان وراء هجمات أكتوبر الماضي وعملية طوفان الأقصى، وأفادت القناة 12 العبرية بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يركز جهوده في منطقة خان يونس، سواءً فوق سطح الأرض أو في الأعماق، بهدف تحقيق الوصول إلى "السنوار" وزعماء آخرين في فصائل فلسطينية، والذين فضحوا "إسرائيل" أمام العالم.
جيش الاحتلال واستماتة القبض على السنوار
يستعد لواء خان يونس بقيادة محمد السنوار، شقيق القائد يحيى السنوار، لمواجهة القوات الإسرائيلية خلال الأيام القادمة، يتبع هذا اللواء ضمن أولويات الفصائل الفلسطينية، ويشمل 6 كتائب قتالية، من بينها كتيبة النخبة، ويعتقد جيش الاحتلال الإسرائيلي أن "السنوار" يتواجد في منطقة خان يونس جنوب قطاع غزة، حيث قد انتقل مختبئًا في قافلة إنسانية من شمال غزة إلى جنوبها، في ظل استمرار القصف الإسرائيلي في تلك المنطقة، وتعززت العمليات ضمن اللواء السابع من جيش الاحتلال في جنوب قطاع غزة في نهاية الأسبوع الماضي، حيث قامت القوات بمداهمة المقر العسكري لإحدى الفصائل الفلسطينية وسط مدينة خان يونس، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وسابقا، ادعت القوات الإسرائيلية تدمير شقة تعود ليحيى السنوار، وزعموا وجود نفق استراتيجي تحت الشقة يمتد لمسافة تصل إلى 218 مترًا ويعمق 20 مترًا في الأرض، وفقًا لما نُشر في فيديو تم تداوله عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية، ويُعرف اللواء كوحدة عسكرية تتألف من 2 إلى 5 كتائب، وتتكون قوتها من حوالي 3 إلى 5 آلاف مقاتل، غالبًا ما يكون قائدها ضابطًا ذا رتبة عميد أو لواء، ومؤخرا تحدثت حركة حماس بأن تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، التي وصف فيها زعيم حركة المقاومة في قطاع غزة، يحيى السنوار، بأنها "فارغة المضمون"، وأكدت الحركة أن التهديدات التي أطلقها غالانت حول اقتراب الجيش الإسرائيلي من قتل قادة المقاومة في غزة تعتبر تهديدًا فارغ المضمون، يهدف إلى الترويج لإنجازات وهمية.
وإن تلك التهديدات تكشف عن فشل غالانت في تحقيق أهدافه في العدوان على غزة، باستثناء ارتكاب جرائم قتل ضد المدنيين وتدمير المنشآت المدنية، وقالت الحركة إن "يحيى السنوار يواجه حاليًا آثار القصف الإسرائيلي، وتصريحات غالانت تعكس فشله في تحقيق أي نجاح في الميدان، وتتناقض مع الحقائق على الأرض"، فعمليات الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية التابعة للاحتلال في شمال قطاع غزة تستمر، وتفشل في فك تشكيلات حماس وتعطيل قدراتها تحت الأرض، وخلال القصف الإسرائيلي الوحشي، أُجبرت أكثر من 308 آلاف أسرة على فقدان منازلها نتيجة استهداف المناطق المأهولة في أنحاء قطاع غزة.
هروب إسرائيلي من الأزمات
ولا شك أن احتمال اغتيال قيادات المقاومة لإفلات نتنياهو من الأزمة الداخلية مع إمكانية أن يلجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى استخدام القوة لاغتيال قادة المقاومة في قطاع غزة، بهدف تحويل انتباه الرأي العام عن الأزمات الداخلية التي يواجهها، وتُشير بعض المصادر الفلسطينية إلى أن هذا السيناريو قد يكون وسيلة لنتنياهو للتخلص من الضغوط الداخلية، وخاصةً في ظل التحديات الأمنية والاحتجاجات الشعبية ضده، وتشير هذه الفرضية أيضًا إلى تفاقم الانقسامات والتوترات الداخلية في الكيان، والتي تُعَد تهديدًا أكبر من التحديات الخارجية، ويُفترض أن تلعب العمليات العسكرية دورًا في تغطية الأزمات الداخلية وخلق نوع من الوحدة الوطنية والتضامن الداخلي، يمكن للنجاح الظاهري في الميدان العسكري أن يلعب دورًا في تحويل تفكير الجمهور وتحقيق انتصار وهمي.
ومن جهة أخرى، يُشير البيان إلى أن تل أبيب تدرك جيدًا أن المساس بقادة المقاومة سيثير تداعيات كبيرة ورداً مكلفاً، يُؤكد الفلسطينيون على جاهزيتهم للرد على التهديدات الإسرائيلية باغتيال قادتهم، مُشيرين إلى خبرتهم السابقة في التصدي لجرائم الاحتلال، ويظهر البيان أيضًا أن الفلسطينيين لا يخشون تهديدات الاحتلال وسيظلون أقوياء وصامدين في وجه أي تحديات، وتظهر التهديدات والمحاولات الإسرائيلية لاغتيال قادة المقاومة في قطاع غزة تاريخيّة، حيث يتعرض كلّ قائد فلسطيني لمحاولة الاغتيال الصهيوني، كما يُذكر أن المساس بقادة المقاومة سيثير تداعيات كبيرة ورداً مكلفاً، كما حدث في تجارب سابقة، مع جاهزية الفصائل الفلسطينية للرد على التهديدات باغتيال قادتها، وخاصة أن هذه التهديدات لا تُخفِّف من عزيمتها في الدفاع عن فلسطين.
ومن الجدير بالذكر أن الواقع يُسلط الضوء على استخدام نتنياهو للتهديدات وهذا الملف كوسيلة للتغطية على الأزمات الداخلية وللترويج لنجاحات وهمية، وفي حال تجرأت القيادة الإسرائيلية على الاقتراب من اغتيال قادة المقاومة، ويُحذّر كثيرون من أنها ستدفع ثمنًا باهظًا وستفقد أكثر مما تتصوّر داخليًا، وخاصة أن يحيى السنوار يظهر كشخصية بارزة وقائد مجاهد في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وُلد في مخيم خان يونس للاجئين في غزة في عام 1962، وقضى معظم حياته في السجون الإسرائيلية، حيث أمضى 24 عامًا من شبابه، يُعتبر السنوار قضية الأسرى جزءًا أساسيًا من مواقفه، ويعبر بتصريحات صريحة عن قوته واستمراريته في مواجهة العدوان الإسرائيلي.
وتُبرز تصريحات السنوار حول أهمية قضية الأسرى وربطها بوقف العدوان الإسرائيلي، ما يؤكد تمسّكه بحقوق الفلسطينيين، وفي سياق التهديدات الإسرائيلية، يظهر السنوار كشخصية قوية وتهديد صريح للكيان الإسرائيلي، وتظهر الوقائع أن قادة المقاومة الفلسطينية، بما في ذلك حماس بقيادة السنوار، تظل قوة رادعة للإسرائيليين، وتحقق نجاحًا في تحقيق أهدافها رغم التحديات والهجمات الإسرائيلية، ويُؤكد البيان على استعداد الشعب الفلسطيني للتحدي والمقاومة أمام الاعتداءات الإسرائيلية، لأن معركة "طوفان الأقصى" كانت نقطة تحول تُظهر قوة حماس في مواجهة الكيان، وتسلّط الضوء على ضعف الكيان الصهيوني، أظهرت هذه المعركة السنوار كشخصية قوية وفعّالة، وأثبتت فشل خطة الاحتلال لقطع "رأس المقاومة في غزة".
النهاية، معركة طوفان الأقصى بقيادة السنوار قد غيّرت ديناميات المواجهة بين حماس و"إسرائيل"، وأثبتت حماس قوتها من خلال هذه المعركة التي هزت الكيان الإسرائيلي، كما أظهرت حماس قدرتها على شن معركة فعّالة ومضادة ضد الاعتداءات الإسرائيلية واستخدمتها كوسيلة للدفاع عن حقوق الفلسطينيين، وتمكنت المقاومة من فضح الكيان على الساحة الدولية، ورئيس حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، أكد بشكل متكرر ضعف الكيان الصهيوني أمام العمليات البطولية وأشار إلى فشل خطة الاحتلال، ويستعرض السنوار دور المقاومة في النضال ضد الاحتلال وتحرير الأرض والمقدسات، مع التأكيد على استمرار النضال حتى تحقيق حرية الشعب الفلسطيني وطرد المحتل، و يُبرز السنوار دور حماس في مواجهة محاولات الاحتلال إرهابهم واستخدام القوة العمياء ضدهم، ما يجعله هدفا طبيعيا للكيان الذي أذله.