الوقت- في بيان صدر مؤخرا، أقرت حركة حماس تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، التي وصف فيها زعيم حركة المقاومة في قطاع غزة، يحيى السنوار، بأنها "فارغة المضمون"، وأكدت الحركة أن التهديدات التي أطلقها غالانت بقرب اقتراب الجيش الإسرائيلي المهزوم من قتل قادة المقاومة في غزة، تعتبر تهديداً فارغ المضمون يهدف إلى الترويج لإنجازات وهمية، وأشارت الحركة إلى أن تهديدات غالانت تعبر عن فشله البالغ في تحقيق أي من أهدافه في العدوان على غزة، باستثناء ارتكاب جرائم قتل ضد المدنيين وتدمير المنشآت المدنية، وفي تقييم للوضع الحالي، صرح وزير الحرب الإسرائيلي، يوآف غالانت، بأن "يحيى السنوار يستمع حاليًا إلى دوي جرافات الجيش الإسرائيلي فوق رأسه، وإلى قنابل سلاح الجو وعمليات الجيش الإسرائيلي، وسيواجه قريبًا قوة أسلحتنا".
تهديد إسرائيلي فارغ
بضعف، أضاف غالانت إن "عمليات الجيش والأجهزة الأمنية مستمرة، في شمال قطاع غزة، تتجه العمليات نحو استكمال الأهداف المحددة، وهي تفكيك كتائب حماس وتعطيل قدراتها تحت الأرض، كما نعمل أيضًا في منطقة خانيونس وجنوب القطاع، وسنواصل العمل في مناطق أخرى فيما بعد"، وأكمل وزير الحرب الإسرائيلي، يوآف غالانت، قائلاً: "سنعمق من عملياتنا ونكمل كل أهدافنا، وفي مقدمتها القضاء على حركة حماس وشل قدراتها العسكرية والحكومية، وإعادة المختطفين إلى إسرائيل"، وتابع: "العمليات ستكون صعبة وتتطلب صبرًا، لكننا سنقوم بإنجازها"، وتجدر الإشارة إلى أن الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أسفرت عن استشهاد أكثر من 20 ألف فلسطيني، حيث بلغ نسبة 70% منهم نساء وأطفال، وذلك وفقًا لتقارير غير نهائية، في إطار وضع إنساني كارثي نتيجة للحصار المفروض ونزوح أكثر من 90% من السكان في القطاع.
وخلال القصف الإسرائيلي الوحشي، فقدت 308 آلاف أسرة منازلها جراء استهداف المناطق المأهولة في أنحاء قطاع غزة، وفي تطور ذي صلة، صادق مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة على قرار يدعو إلى زيادة "واسعة النطاق" للمساعدات الإنسانية إلى غزة، دون الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بعد قرار مجلس الأمن، عن أن الهجوم الإسرائيلي يشكل "المشكلة الحقيقية.. وتوجد عقبات كبرى" تعيق إدخال المساعدات الإنسانية، وأشار غوتيريش إلى أن "المشكلة الحقيقية تكمن في الأسلوب الذي تنفذ به "إسرائيل" هذا الهجوم، ما يعيق بشكل كبير توزيع المساعدات الإنسانية في غزة"، وأكد أن "إقامة وقف لإطلاق النار لأسباب إنسانية تعتبر الخطوة الوحيدة لتلبية احتياجات السكان في غزة ووقف معاناتهم المستمرة".
وأعرب عن أمله في أن يكون لقرار مجلس الأمن الدولي، الذي لم يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، تأثير إيجابي يشجع على فهم الناس أهمية وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن "خيبة أمل شديدة إزاء تصريحات مسؤولين إسرائيليين كبار تشكك في حل الدولتين"، وأكد أنه "رغم التحديات الكبيرة التي نواجهها اليوم، إلا أن حل الدولتين، وفقًا لقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي والاتفاقيات السابقة، يظل السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم في المنطقة.
محاولة للإفلات من المشكلات الداخلية
لا شك أن احتمال اغتيال قيادات المقاومة لإفلات نتنياهو من الأزمة الداخلية"، هو عنوان يعكس التحليلات التي تطرح فكرة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يلجأ إلى اغتيال قادة المقاومة في قطاع غزة المحاصر والمدمر، بهدف تحويل الانتباه عن الأزمات الداخلية التي يواجهها، وتشير بعض المصادر الفلسطينية إلى أن هذا الخيار يمكن أن يشكل وسيلة لنتنياهو للهروب من الضغوط الداخلية، وخاصة في ظل التحديات الأمنية والاحتجاجات الشعبية ضده، تعكس هذه الفرضية أيضًا تفاقم الانقسامات والتوترات الداخلية في الكيان، والتي تُعَد تهديدًا أكبر من التحديات الخارجية، في سياق الهجوم الإسرائيلي الحالي على غزة، ويُفترض أن يكون للعمليات العسكرية دور في التغطية على الأزمات الداخلية وخلق نوع من الوحدة الوطنية والتضامن الداخلي، حيث يمكن للنجاح الظاهري في الميدان العسكري أن يلعب دورًا في تحويل تفكير الجمهور وتحقيق انتصار وهمي.
ويعلم العدو الإسرائيلي وقيادته بأن المساس بأي شخصية من قادة المقاومة سيكون إشارة لزلزال في المنطقة ورداً مكلفاً وغير مسبوق تماما مثلما حدث في طوفان الاقصى، وتؤكد الفصائل أنها جاهزة للرد على التهديدات الإسرائيلية باغتيال قادتها، حيث قد جربت في السابق الرد على جرائم الصهاينة، ما خلق معادلات جديدة تضر بشكل كبير بمصلحة الكيان الإسرائيلي في فلسطين، ويرى الفلسطينيون أن حملات التهديدات ضد قادة المقاومة لن تخيفهم، وسيظلون أقوياء وصامدين في وجه أي تحديات.
وتهديدات الاحتلال ليست جديدة، فكلّ قائد فلسطيني يتعرّض للاغتيال الصهيوني، وتثار التساؤلات حول سر تمسك السفّاح بحياته، إن لم يكن لطموحه الدائم نحو المزيد من الدماء والضحايا، على الرغم من ذلك، إذا تم شن أي هجوم على قادة المقاومة، فإن هذا سيشعل "حربًا مباشرة وممتدة" قد لا تؤدي إلى نتائج جيدة لا لغالنت ولا لنتنياهو، ويتجاوز ذلك المنطق إذا كان ينظر العدو إلى تجاربه السابقة مع الفصائل الفلسطينية ونتائج معاركه الفاشلة، وعلى الجانب الآخر، تشدّد الفصائل الفلسطينية في مثل هذه التهديدات أنّها لن تقلل من عزيمتها في الدفاع عن فلسطين، وستظل قوية في مواجهة العدو، مؤكّدة أن التهديدات تعزز إصرارها، ومن وجهة نظر أخرى، يرى البعض أن التهديدات الإسرائيلية تظهر ضعفًا كبيرًا، وكلما حاول العدو إخفاء هزائمه زاد حجم ضعفه، وخاصةً داخليًا، حيث يُعتبر أن السفّاح يحاول استغلال التهديدات لإظهار نجاحه وتحقيق أهدافه.
وفي حال تجرأت القيادات الصهيونية على الاقتراب من هذا الهاوية وارتكاب خطأ تاريخي في محاولة اغتيال أي من قادة المقاومة، فإنها ستدفع ثمن فعلتها بشكل مضاعف، وستفقد أكثر داخلياً مما تتصور، فالهروب من الانقسام لا يمكن أن يتحقق بقتل الأبرياء في غزة وإطلاق الصواريخ على رؤوسهم، وستتذوق القيادة العسكرية للكيان مرارة الهزيمة التي تعرّضت لها وما زالت وعلى كل المستويات، ووفقًا للرؤية الفلسطينية، يجب أن تعي القيادة الصهيونية الفارق بين الاحتلال وبين من هم محتلون، وتذكر أنها هي من تحتل الأرض وتغتصبها، وتصنع المكائد ضد الشعب الفلسطيني الذي يدافع عن أرضه، في الشراكة مع الفصائل الفلسطينية، سيقوم أبناء فلسطين بكل ما في وسعهم لإنهاء وحشية الاحتلال والعدوان المتصاعد، ووصول الدموية الإسرائيلية إلى "إعلان الإرهاب" يعزز إصرار الشعب الفلسطيني على الدفاع عن حقوقه وتحقيق الحرية والعدالة.
السنوار عنوان المرحلة
القائد الفلسطيني يحيى السنوار يظهر كشخصية بارزة وقائد مجاهد في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وقد أظهر قوة استثنائية وصمودًا أمام الهجمات الإسرائيلية، وُلد في مخيم خان يونس للاجئين في غزة في عام 1962، وقضى معظم حياته في السجون الإسرائيلية، حيث قضى 24 عامًا من شبابه، يُعتبر السنوار قضية الأسرى جزءًا أساسيًا من مواقفه، ويعبر بتصريحات صريحة عن قوته واستمراريته في مواجهة العدوان الإسرائيلي، وتأكدت تصريحات السنوار حول أن قضية الأسرى لن تنتهي إلا بوقف العدوان الإسرائيلي، ما يبرز تمسكه بحقوق الفلسطينيين ويظهر تفهمه العميق لأهمية هذه القضية، وفي سياق التهديدات الإسرائيلية، يظهر السنوار كشخصية قوية وتهديد صريح للكيان.
ويُظهر الواقع أن قادة المقاومة الفلسطينية، بمن في ذلك حماس بقيادة السنوار، تظل قوة رادعة للإسرائيليين، وتحقق نجاحًا في تحقيق أهدافها رغم التحديات والهجمات الإسرائيلية، والمحللون يشيرون إلى استعداد الشعب الفلسطيني للتحدي والمقاومة أمام الاعتداءات الإسرائيلية، ويستندون إلى دعوة رئيس حماس في قطاع غزة لاستعداد الشعب للتصدي لأي اعتداء، معركة "طوفان الأقصى" شهدت هزيمة عسكرية ومعنوية غير مسبوقة لـ"إسرائيل"، ولها تأثير كبير على القوات الإسرائيلية والساحة السياسية في فلسطين، وأدت الخسائر الكبيرة التي تكبدتها تل أبيب إلى تغييرات في المشهد السياسي.
وأجهزة الأمن الإسرائيلية حاولت جمع معلومات حول يحيى السنوار وزعيم كتائب "القسام"، محمد الضيف، وخططت لاعتقالهم، ولكن فشلت في ذلك، معركة "طوفان الأقصى" أظهرت قدرة حماس على مقاومة الكيان وكشفت عن ضعف الكيان الصهيوني، وأبرزت يحيى السنوار كشخصية قوية وفعالة، والسنوار يشير إلى فشل خطة الاحتلال لقطع "رأس المقاومة في غزة"، ويؤكد على استمرار النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي، والشباب الفلسطيني يُعتبر قوة مستمرة في نضالهم رغم محاولات الاحتلال إرهابهم واستخدام القوة العمياء ضدهم.