الوقت- يواجه الفلسطينيون منذ سنوات نوعين من العنف في أرضهم، العنف الأول هو جرائم الجيش والجنود الصهاينة ضد الفلسطينيين، والنوع الثاني من العنف يستخدم ضد الفلسطينيين من قبل المستوطنين المتطرفين، حيث لم تعد حياة الفلسطينيين محتملة، ويصبح كل يوم أصعب من قبله.
وفي هذا الصدد، أعلنت منظمة "بتسليم" لحقوق الإنسان ومقرها تل أبيب، في تقريرها الأخير، أن "إسرائيل" تستخدم العنف الشديد الذي يمارسه المستوطنون لنقل الفلسطينيين قسراً إلى مناطق أخرى في الضفة الغربية المحتلةـ وهو العمل الذي يعد مثالا واضحا على جرائم الحرب وفقا للقوانين الدولية.
وحسب تقرير هذه المنظمة، فقد تم تهجير السكان الفلسطينيين في ست مناطق في المنطقة (ج) بالضفة الغربية، والتي تقع تحت سيطرة قوات الاحتلال خلال العامين الماضيين، كما تم إنشاء العشرات من محطات الدعم الزراعي في السنوات الأخيرة حول الأراضي الفلسطينية وعلى أراضي الفلسطينيين.
وعلى الرغم من أنه حتى بموجب القوانين الإسرائيلية، فإن هذه المحطات غير قانونية في الأراضي التي لا تزال مملوكة للفلسطينيين، ولكن بدعم من تل أبيب، حصلت هذه المحطات على تسهيلات مثل التوصيل بالمياه والكهرباء والبنية التحتية للطرق، وحصانة من التدمير وحتى الإعانات.
تهجير ألف شخص في عام واحد
وحسب تقرير معهد بتسليم، فإن عنف المستوطنين الصهاينة منذ عام 2022، أي في العام الماضي، أدى إلى تهجير أكثر من 1100 فلسطيني في الضفة الغربية، وتسبب هذا العنف في إخلاء بعض القرى الفلسطينية بشكل كامل.
هذا هو أسلوب وخطة وسياسة الكيان الإسرائيلي، ويتم تنفيذ أعمال العنف هذه بدعم من الجيش، وقال درور سادوت، المتحدث باسم بتسليم، لـ”العربي الجديد”، إن “ما يفعله المستوطنون مدعوم من الحكومة، وتموله الحكومة، والجيش يحميه ويسمح بالعنف ضد الفلسطينيين”.
وتشير بيتسيلم إلى أنه مع إنشاء هذه المحطات الزراعية، ازدادت حدة العنف ضد القرى الفلسطينية المجاورة بشكل ملحوظ، ويهاجم المستوطنون السكان الفلسطينيين، ويداهمون المنازل ليلاً، ويدمرون المنتجات الزراعية، ويغلقون الطرق، ويسوقون قطعان الأغنام إلى المراعي الفلسطينية.
كما نشرت الأمم المتحدة تقريرا الأسبوع الماضي قيل فيه إن عنف المستوطنين الإسرائيليين أدى إلى نزوح أكثر من ألف فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة منذ عام 2022.
من ناحية أخرى، يتم تسجيل ما معدله ثلاث حوادث عنف تتعلق بالمستوطنين يوميا، وقالت الأمم المتحدة إن "هذا هو أعلى معدل يومي للحوادث المتعلقة بالمستوطنين يتم تسجيله منذ عام 2006".
وفي حزيران 2023، هاجم المستوطنون الإسرائيليون أيضًا مستوطنة الألبان الشرقية الفلسطينية بالقرب من نابلس، وأحرقوا الحقول، ورشقوا المنازل بالحجارة، وأحرقوا العشرات من السيارات والممتلكات الفلسطينية، لكن لم يفعل الجيش ولا الشرطة شيئا.
تفاقم الوضع
ووفقا لتقرير العربي الجديد، فإن المدافعين عن حقوق الإنسان يتفقون أيضا على أن الوضع في الضفة الغربية قد تفاقم في ظل الحكومة المتطرفة الحالية بقيادة نتنياهو، وبالطبع هذه هي سياسة تل أبيب، ويتم تنفيذ هذا العنف بدعم من سلطات تل أبيب.
وفي الشهر الماضي، حذرت الأمم المتحدة من زيادة كبيرة في هجمات المستوطنين الإسرائيليين على الشعب الفلسطيني وممتلكاته في الضفة الغربية المحتلة، وقالت إنه تم تسجيل ما يقرب من 600 هجوم من هذا القبيل هذا العام.
أعلنت منظمة "هيومن رايتس ووتش" التابعة للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، بالتوقيت المحلي، أنها سجلت خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2023، نحو 591 هجمة شنها مستوطنون في الضفة الغربية المحتلة، وأسفرت هذه الهجمات عن سقوط ضحايا في صفوف الفلسطينيين، أو أضرار في الممتلكات، أو كليهما.
وقال ينس ليركه المتحدث باسم هذه المنظمة للصحفيين: تظهر هذه الإحصائية متوسط 99 هجوما شهريا، وبالمقارنة مع المتوسط الشهري لعام 2022 بأكمله، وهو 71 حالة، فهي زيادة بنسبة 39%.
تحذير المقاومة الفلسطينية
وواجه تكثيف هجمات المستوطنين تحذيرات فصائل المقاومة الفلسطينية، بما فيها حماس والجهاد الإسلامي، وبالتزامن مع الأعمال غير القانونية والاستفزازية التي يقوم بها المستوطنون المتطرفون بدعم من جيش الكيان الصهيوني داخل المسجد الأقصى بذريعة رأس السنة اليهودية، حذرت لجان المقاومة الفلسطينية من هذه الأعمال، وأكدت أن هذا الإجراء من قبل الصهاينة سيواجه بالرد الميداني من المقاومة .
وسبق أن حذر الناطق باسم حركة حماس في القدس المحتلة من تدنيس المستوطنين الصهاينة للمسجد الأقصى خلال الأعياد العبرية وطالب الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس والأراضي المحتلة بحماية هذا المسجد خلال الأيام المقبلة، مع وجود كبير في المسجد الأقصى دعما ضد اعتداءات المستوطنين.
وقال الناطق باسم حماس: إن كيان احتلال القدس ترك للمستوطنين المتطرفين الحرية في إحداث الخراب في القدس والمسجد الأقصى من خلال أداء الطقوس التلمودية.