الوقت- جددت سوريا مطالبتها بالرفع الفوري والكامل وغير المشروط للتدابير القسرية أحادية الجانب غير المشروعة والحصار الأمريكي والعقوبات المفروضة على العديد من دول العالم داعية إلى إقامة نظام اقتصادي دولي جديد أكثر عدالة والنهوض بالواقع الاقتصادي والاجتماعي لدول مجموعة الـ 77 والصين بما يرضي تطلعات شعوبها للعيش برفاهية وسلام.
وخلال كلمة وفد الجمهورية العربية السورية أمام قمة دول مجموعة الـ77 والصين المنعقدة في العاصمة الكوبية هافانا نقل وزير المالية الدكتور كنان ياغي تحيات الرئيس بشار الأسد وأطيب أمنياته لرئيس وشعب جمهورية كوبا الصديقة والشكر والتقدير لدورها الإيجابي والبناء في تعزيز العمل متعدد الأطراف، ولمبادرتها لعقد هذه القمة بالغة الأهمية في تحقيق التنمية المستدامة.
ولفت ياغي إلى أن هذه القمة ستكون علامة فارقة في الجهود المشتركة في هذه الأوقات الحافلة بالتحديات على الساحة الدولية، وستسهم مخرجاتها في دعم قضايا دول الجنوب العادلة، بما فيها حقها بالوصول للتقانات والعلوم الحديثة وتوظيف التكنولوجيا والابتكار لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
كما أشاد ياغي بالعلاقات الثنائية التاريخية الوثيقة التي تربط سوريا بكوبا وباقي الدول الصديقة أعضاء هذه المجموعة الدولية، والنضال المشترك لإعلاء أحكام القانون الدولي ومبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، وفي مقدمتها مبادئ احترام السيادة والمساواة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وسلامة ووحدة التراب الوطني.
وأضاف ياغي: “إننا نغتنم هذه الفرصة لكي نؤكَّد وقوفنا إلى جانب البلد الصديق كوبا في مواجهته لكافة التحديات وإدانتنا للحصار اللاإنساني واللاشرعي الذي تفرضه الولايات المتحدة الأمريكية على كوبا وعلى الدول الأخرى الرافضة لسياسة الهيمنة والاستعمار والاستغلال”.
وتابع ياغي “نؤكد على أهمية التعاون جنوب – جنوب، وذلك من خلال تشارك دول الجنوب لتجاربها، ولخبراتها ولنتاجها العلمي، وتقديم ما أمكن من الدعم للدول الأخرى وفق أولوياتها الوطنية المتصلة بالعلم والابتكار والتكنولوجيا، والدفع بشكل مشترك لإلزام الدول المتقدمة على الوفاء بتعهداتها بنقل التكنولوجيا وبناء القدرات للدول النامية ورفض سياسة احتكار العلم كأداة لابتزاز هذه الدول”.
وبيّن وزير المالية أن سوريا تسعى لبذل كافة الجهود لتحسين واقع العلوم والابتكار والتقانة رغم الحرب الإرهابية التي شنت علينا مُنذ العام 2011 وما رافقها من حصار أمريكي أوروبي غير شرعي وغير أخلاقي طال شتى مناحي الحياة وألقى بآثاره الكارثية على حياة السوريين.
كذلك شدد ياغي على أن سوريا خاضت حربها ضد الإرهاب والتطرف نيابةً عن المجتمع الدولي لإعلاء قيم العلم والمعرفة والحفاظ على الطابع الحضاري لسوريا وشعبها، موجهاً الدعوة لأعضاء المجموعة لدعم سوريا في تجاوز آثار الحرب والحصار وتبعات الزلزال المدمر الذي أصابها قبل بضعة أشهر.
وقال ياغي: “تؤكد سوريا على دعم وتضامن المجموعة مع القضايا المشروعة لشعوب العالم بأسره، وأهمها دعم نضال الشعوب الرازحة تحت الاحتلال الأجنبي للتحرر منه، وفي مقدَّمتها الشعب الفلسطيني الشقيق وأهلنا في الجولان العربي السوري المحتل، ونطالب بإنهاء احتلال "إسرائيل" للأراضي العربية المحتلة في فلسطين والجولان العربي السوري وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، كما نؤكد على تمسكنا بخروج قوات الاحتلال الأمريكي والتركي وإنهاء تواجدهما غير المشروع في سوريا ورعايتهما للمجموعات الانفصالية والارهابية ووقف نهبهم للثروات السورية ما أثر سلباً على اقتصاد سوريا والشعب السوري”.
وأضاف ياغي: “نطالب بالدعم اللازم لبسط سلطة الدولة السورية على كامل الأراضي السورية، ونطالب بالرفع الفوري والكامل وغير المشروط للتدابير القسرية أحادية الجانب غير المشروعة والحصار الأمريكي والعقوبات التي تعاني منها شعوبنا والشعب الكوبي منذ أكثر من ستين عاماً”.
وأكد وزير المالية التزام سوريا بإنجاح أعمال هذه القمة برئاسة كوبا ودعوتها إلى تعزيز وتطوير التعاون بهدف إقامة نظام اقتصادي دولي جديد أكثر عدالة والنهوض بالواقع الاقتصادي والاجتماعي في دولنا بما يرضي تطلعات شعوبنا في العيش برفاهية وطمأنينة وسلام.
وانطلقت في العاصمة الكوبية هافانا أعمال قمة مجموعة الـ 77 والصين بمشاركة أكثر من 134 دولة من بينها سوريا.وتتولى كوبا حالياً رئاسة المجموعة حيث تنتقل الرئاسة بين الدول الأعضاء في تصويت يتم كل عام في نهاية كل دورة، كما اعتمدت المجموعة عقد قمة دورية على مستوى رؤساء دولها وحكوماتها مرة كل خمس سنوات.