الوقت - مع تزايد الحديث عن احتمالية إحياء المحادثات حول الملف النووي الإيراني، وخاصةً في ظل التطورات الأخيرة في المنطقة، ازداد قلق الصهاينة، وتشير تقارير إعلامية عبرية إلى أن الکيان الإسرائيلي يحاول عرقلة هذه المحادثات.
وحسب هذه التقارير، فإن المؤسسة السياسية الإسرائيلية قلقة من أنه بسبب التوترات الأخيرة بين حكومة هذا الکيان وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لن يكون هناك تأثير لتل أبيب في الملف النووي الإيراني في أمريكا.
تحسن الوضع الاستراتيجي لإيران بشكل مفاجئ
بالتزامن مع قلق الصهاينة هذا، أعلن فرع المخابرات العسكرية في جيش الاحتلال(أمان) في تقييمه للوضع الاستراتيجي لإيران، أن وضع إيران الاستراتيجي قد تحسن بشكل مفاجئ، وهذا أمر صادم لـ "إسرائيل".
وأعلن مراسل الشؤون الخارجية للکيان الصهيوني "ايتمار أيشنر" على موقع "واي نت": "لقد فقدت إسرائيل نفوذها في المفاوضات النووية الإيرانية، وفي ظل قلق إسرائيل من توقيع الاتفاق بين طهران وواشنطن، سيلتقي يوآف غالانت(وزير الحرب في الکيان الصهيوني) بوزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في أوروبا خلال الأيام المقبلة، وقد تكون هذه آخر محاولة إسرائيلية للتأثير على ملف إيران النووي، وعلى اتفاق محتمل بين واشنطن وطهران".
وفي هذا السياق، أعلن "عاموس هرئيل"، محلل الشؤون العسكرية للکيان الصهيوني، في صحيفة هآرتس العبرية أن المؤسسة السياسية الإسرائيلية تخشى عدم امتلاكها القدرة الحقيقية للتأثير على الولايات المتحدة فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني.
وزعم موقع والا، في تقرير، أن مفاوضات غير مباشرة بين طهران وواشنطن عقدت في سلطنة عمان في 8 مايو. وحسب تال ليف رام، محلل الشؤون العسكرية في صحيفة معاريف العبرية، فإن الأمريكيين لم يطلعوا "إسرائيل" على المفاوضات الجارية مع إيران.
وذكر هذا المحلل الصهيوني أن السياسيين الإسرائيليين توصلوا إلى استنتاج مفاده، بأن اتفاقيةً مرحليةً بين إيران والولايات المتحدة جارية، والمحادثات في هذا الصدد في مرحلة متقدمة تقريبًا. وفي هذا الوضع، يشعر المسؤولون في المؤسسات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية بقلق بالغ إزاء العلاقات الباردة بين تل أبيب وواشنطن التي علی وشك إحياء المفاوضات النووية الإيرانية.
الکيان الإسرائيلي لا يملك القدرة على التأثير في ملف إيران النووي
وقال تال ليف رام، نقلاً عن مصادر إسرائيلية مطلعة، إن قدرة "إسرائيل" على التأثير على اتفاق محتمل في القضية النووية الإيرانية أقل من أي وقت مضى.
من ناحية أخرى، أشار عاموس هرئيل، محلل الشؤون العسكرية للکيان الصهيوني، إلى تقرير فرع المخابرات العسكرية لجيش هذا الکيان، حول الأوضاع الاستراتيجية لإيران. ووفقًا لتقديرات أمان، فقد تحسن الوضع الاستراتيجي لإيران بشكل مفاجئ، وهذه ليست أخبارًا جيدةً لـ"إسرائيل" على الإطلاق.
هذا بينما أعرب فرع المخابرات العسكرية في جيش الاحتلال(أمان)، باعتباره أهم مؤسسة استخباراتية وأمنية للکيان الصهيوني، والذي تعتمد حكومة وجيش هذا الکيان على تحليلاته ومعلوماته في قراراتها، في مطلع عام 2023، عن أمله في أن تدخل إيران مع بداية العام الجديد مرحلةً حرجةً ومعقدةً، وهي مرحلة يغضب فيها الغرب وأمريكا على إيران بسبب استمرار تخصيب اليورانيوم بمستويات عالية وتشديد العقوبات عليها.
لكن خلافًا لتقديرات هذا الجهاز الاستخباراتي والأمني للکيان، بدأت إيران مع مطلع العام الجديد في اتخاذ إجراءات استراتيجية إيجابية، وخاصةً على مستوى العلاقات مع الدول العربية وتعزيز مكانتها في المنطقة.
تظهر تقييمات الکيان الصهيوني ومؤسساته، أن هذه التغييرات وتحسن الوضع الاستراتيجي لإيران تعود إلى ما يلي:
- تعزيز التحالف بين إيران وروسيا؛ إلى الحد الذي تفكر فيه إيران في شراء مقاتلات وأنظمة دفاع جوي حديثة من روسيا، لحماية منشآتها النووية بشكل أفضل.
- طرأت تغيرات في نهج الدول الغربية تجاه إيران، لأننا نشهد تقدماً حقيقياً في مفاوضات إيران النووية.
- توقيع اتفاقية بين إيران والسعودية لإعادة العلاقات بعد 7 سنوات بوساطة صينية. في غضون ذلك، أعادت حكومة بشار الأسد في سوريا كحليف قديم لإيران علاقاتها مع السعودية والدول العربية الأخرى، وعادت إلى جامعة الدول العربية.
إيران النووية هي تهديد وجودي للکيان الإسرائيلي
أجرت "هوديا كريش حزوني" مراسلة الشؤون الدبلوماسية في صحيفة "مكور ريشون" العبرية، محادثةً مع أفار يساخر، رئيس قسم الدراسات الأمنية في الکيان الصهيوني، حول ملف إيران النووي قبل أيام.
أعلن يساخر في هذه المحادثة أن إيران النووية هي تهديد وجودي لـ"إسرائيل"، لأنه بينما يمكن لإيران أن تحافظ على ردعها، فإنها أيضًا قادرة على الدخول في مرحلة الهجوم.
وحذر من أنه لا يمكن العمل ضد دولة نووية، ولا يمكن لـ"إسرائيل" منع إيران من امتلاك الطاقة النووية. وهذا يعني أن كل الخيارات المتاحة للکيان الإسرائيلي سيئة، والکيان بين خيار سيء وخيار أسوأ. حيث يكون التفكير بمهاجمة إيران خياراً سيئاً، وتحول إيران إلی دولة نووية هو الخيار الأسوأ للکيان الإسرائيلي.
كما أعلنت صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية في هذا السياق، أن رئيس أركان الجيش ورئيس مجلس الأمن الداخلي الإسرائيلي وصفا إيران بأنها أكبر تهديد رئيسي لتل أبيب. طبعاً، هذا التهديد ليس جديداً وهو موجود منذ الماضي. فالإيرانيون حققوا الآن ما أرادوا وأصبحوا دولةً نوويةً. والإيرانيون لديهم القدرة والمعرفة التي تسمح لهم بالتأثير في الملف النووي متى شاؤوا.
وحسب هذه الصحيفة الصهيونية، في مواجهة هذا الواقع الذي قد يستمر لأشهر أو حتى سنوات، تحتاج "إسرائيل" إلى عصب قوي ويقظة دائمة. لكن على أي حال، إذا أصبحت إيران دولةً نوويةً، فهذا أفضل بكثير من دخول الکيان الإسرائيلي في حرب شاملة. وبشكل عام، كان التحدي الإيراني لـ"إسرائيل" دائمًا، وسيستمر في إزعاج الکيان في الأشهر والسنوات المقبلة.
كما أعلنت صحيفة "مكور ريشون" العبرية في هذا الصدد: "بعد عقد من الزمن، أصبحت إيران، التي كانت معزولةً ومحاصرةً إلى حد كبير، قوةً إقليميةً عظمى قويةً ومعروفةً. كذلك، فإن تحالفات إيران مع الصين وروسيا وعلاقات طهران الجديدة مع بعض الدول العربية، مقلقة للغاية(بالنسبة للکيان الإسرائيلي).
"إسرائيل" غير مستعدة لمواجهة إيران، ولهذا السبب بدلاً من التعامل مع المخاوف الکبيرة مثل الحرب القادمة، تنشغل بأخبار الصحافة الصفراء(أطلقت مناورةً إعلاميةً).