الوقت- كان للتدريب العسكري الذي أجراه حزب الله عشية "عيد المقاومة" (25 مايو 2000، عندما طرد حزب الله الغزاة الصهاينة من جنوب لبنان)، انعكاساً واسعاً في الأوساط ووسائل الإعلام الصهيونية، إلا أن ما أقلقهم أكثر هو أن حزب الله لم يستخدم كل إمكانياته في هذا التدريب.
رداً على التمرين العسكري للمقاومة اللبنانية، أعلنت وسائل الإعلام الصهيونية: السلاح الذي لم يتم عرضه في هذا التمرين هو صواريخ حزب الله الدقيقة، ومشكلتنا أن هذا السلاح نفسه سلب النوم من أعين المؤسسات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.
وذكرت القناة 13 التابعة للنظام الصهيوني في هذا الصدد: أن حزب الله أجرى مناورة عسكرية في جنوب لبنان، كان خلالها الصحفيون الأجانب حاضرين أيضًا لتغطيتها، وبطبيعة الحال كانت هناك تهديدات ضد إسرائيل هناك، وتساءل الصحفيون عما يريده حزب الله؟
أعلن هازي سيمانتوف، مراسل الشؤون العربية في القناة 13 التابعة للنظام الصهيوني، أن حزب الله يريد أولاً أن يهدد وينقل رسالة من خلال مناورة عسكرية كبيرة واستثنائية في جنوب لبنان، حيث تم استخدام أسلحة مدرعة وعربات مصفحة، إضافة إلى طائرات دون طيار انتحارية مختلفة خاصة بحزب الله.
وأضاف: في هذه المناورة، قام حزب الله بمحاكاة هجوم على إسرائيل (فلسطين المحتلة) وخطف جنود إسرائيليين، وكذلك مواجهة الغزو الإسرائيلي الذي يعتبر نوعًا من المواجهة أو الحرب الواسعة. هذا التمرين هو في الواقع رسالة لإسرائيل مفادها بأن حزب الله هو في الواقع جيش منظم بقوات وأسلحة خاصة.
وقال هذا المراسل الصهيوني: لا بد من القول إن السلاح الذي لم يتم عرضه في مناورة حزب الله الاستثنائية هذه كان الصواريخ الدقيقة لهذا الحزب، والتي بحوزته الكثير منها، وهذه مشكلة تسرق النوم من أعين المؤسسات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية. لكن حقيقة أن حزب الله لم يستخدم صواريخ دقيقة في مناورته لا يمنع تهديده الصاروخي ضد إسرائيل.
كما أفادت القناة 12 من تلفزيون النظام الصهيوني بأن مناورة حزب الله دفعت الإسرائيليين إلى الاهتمام بعقيدة وحدة ساحات المقاومة التي تحدث عنها (السيد) حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله وإيران في الأشهر الأخيرة.
وأوضحت الشبكة: تسمية هذه المناورة بـ "سنعبر" تقول كل شيء، ولتجسيد هذه العبارة، بدأت مناورة حزب الله بمحاكاة كسر السياج الحدودي بين إسرائيل (فلسطين المحتلة) ولبنان.
وأكدت وسائل الإعلام العبرية أن هذه الصور تتفق مع سيناريوهات حزب الله الشهيرة لدخول شمال إسرائيل (فلسطين المحتلة) خلال الحرب والسيطرة على هذه المنطقة.
قال السيد هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، أمس، أثناء زيارته التدريبات العسكرية للحزب في جنوب لبنان، إننا جاهزون تمامًا لمواجهة أي هجوم وإرساء معادلة جديدة تدعم لبنان وتدافع عنه.
وقال، إذا فكر العدو في توسيع دائرة هجماته، فإن المقاومة مستعدة لإلقاء الصواريخ على العدو بشكل لا يستطيع الرد عليه. إذا ارتكب العدو حماقة لتجاوز قواعد اللعبة، فسوف يرى فعالية وتأثيرات الصواريخ الدقيقة ويجب أن يعرف العدو ما نعنيه.
وجرت هذه التدريبات العسكرية لحزب الله بعد أيام قليلة من حرب غزة الأخيرة مع جيش الاحتلال، وتحمل رسائل مهمة خاصة في مجال وحدة ساحات المقاومة.