الوقت - بدأ السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان، زيارة رسمية إلى جمهورية مصر العربية، الأحد، على رأس وفد رفيع المستوى يضم وزراء من السلطنة ومجلس رجال الأعمال.
وتعليقا على الزيارة، قال النائب حسام العمدة، وكيل لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب المصري، إن “زيارة سلطان عمان هيثم بن طارق، التي تأتي في ظل حالة الزخم العربي والتواصل الكبير والتنسيق، تمثل أهمية كبرى من حيث التوقيت والرؤى الثنائية.
وأضاف، إن العلاقات التاريخية المتوازنة على مر التاريخ، تقوم على الاحترام المتبادل ولم يحدث لها أي انتكاسات على مر التاريخ، ما يساهم في التكامل بشكل أكبر بين البلدين وخاصة على المستويات الاقتصادية، حيث تنشد مصر زيادة الاستثمارات الأجنبية بشكل أكبر، في ظل تحسن المناخ الاستثماري.
وتابع بقوله: “تقارب الرؤى أو تطابقها في السياسة الخارجية الداعمة للحفاظ على الدولة الوطنية، يسهم بشكل كبير في تعزيز العمل المشترك، وخاصة أن مصر أكدت ذلك مرارا كما جاء في كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في القمة العربية في جدة، وهو الموقف ذاته الذي تدعمه سلطنة عمان، بما يتيح فرصا أكبر للعمل معا على حل الخلافات في العديد من الدول العربية”.
وأشار إلى أن حرص مصر على دعم الدولة الوطنية نابع من إدراك أن حل الخلافات يظل ممكنا مع وجود الدولة الوطنية، بينما يصعب بشكل أكبر مع وجود أجسام وفصائل وتيارات هدامة، كما حدث في العديد من الدول.
على المستوى الاقتصادي، لفت العمدة إلى أن البيئة الاستثمارية في مصر أصبحت ملائمة بشكل أكبر، مع توافر إرادة حقيقة من القيادة السياسة والحكومة ومجلس النواب لتهيئة المناخ بشكل أفضل لجذب الاستثمارات، متوقعا ظهور هذا التطور بشكل واضح وقوي خلال الفترة المقبلة.
وبدأ سلطان عُمان، هيثم بن طارق، زيارة إلى مصر، الأحد، تستمر يومين تلبية لدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهي الزيارة الأولى له منذ توليه السلطة عام 2020.
ويرافق سلطان عمان خلال الزيارة للقاهرة، وفد حكومي رفيع المستوى من الوزراء المعنيين بشتى القطاعات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.
وتشمل الاتفاقات المرتقب توقيعها “الازدواج الضريبي، النقل البحري” وقطاعات أخرى عدة في إطار التعاون المشترك.
وفي يونيو/ حزيران 2022، أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، زيارة إلى سلطنة عمان على مدار يومين.
وأكّد السفير عبد الله بن ناصر الرحبي سفير سلطنة عمان المعتمد لدى جمهوريّة مصر العربيّة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية على أن الزيارة الرّسميّة للسُّلطان هيثم بن طارق المعظم إلى مصر اليوم الأحد ولقاءه الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهوريّة مصر العربيّة، تفتح فصلًا جديدًا وتمثّل انطلاقة لمواصلة علاقات التعاون وتطويرها بما يعود بالمنافع المشتركة.
وقال الرحبي في مؤتمر صحفي عقده بالقاهرة بمناسبة الزيارة الرسميّةِ إن وفدًا رسميًّا رفيع المستوى يرافق السُّلطان هيثم في زيارته ولا سيما الجانب الاقتصادي حيث إن البلدين الشقيقين يسعيان إلى الدفع بالمجال الاقتصادي والتجاري والاستثماري إلى آفاق أرحب وزيادة حجم التبادل التجاري.
وأوضّح أنه سيُنظّم خلال الزيارة منتدى الأعمال العُماني المصري الذي سيعرض المقومات الاستثمارية المتاحة في سلطنة عُمان بالإضافة إلى التشريعات والنظم والبُنى الأساسية الجاذبة للاستثمار ومجالات الاستثمار العديدة من بينها مجالات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر.
وتطرّق إلى أن البلدين الشقيقين مُقبلان على التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، منها الداعمة للجوانب الاقتصادية المضافة إلى المذكرات القائمة مثل المذكرات والاتفاقيات والبرامج التنفيذية ورسائل التعاون الموقعة خلال زيارة الرئيس المصري إلى سلطنة عُمان في يونيو 2022.
ومن جانبه قال مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير رخا أحمد حسن، إن هناك عدداً من الملفات ستكون محور الاهتمام خلال الزيارة الأولى للسلطان هيثم بن طارق إلى القاهرة، محددًا إياها في عدد من الملفات، أولها العلاقات الثنائية في المقدمة، أملاً في زيادة التبادل التجاري والاستثمارات بين البلدين، فضلاً عن مناقشة شؤون الجالية المصرية في السلطنة التي تساهم في التنمية وتلقى معاملة طيبة.
وأضاف حسن إن الملف الثاني يتعلق بالقضايا العربية والإقليمية، وخاصة أزمات الإقليم مثل مساعي التسوية السياسية في سوريا، ومنع التصعيد في الأراضي الفلسطينية، وكذلك آخر تطورات الملف الليبي، والأزمة اليمنية وتطور مسارها للاقتراب من الحل السياسي، حيث تلعب مسقط دورا نشطا في هذا الملف.
وتابع حسن، إن الملف الثالث هو العلاقات العربية مع إيران، بالنظر لما يربط مسقط من علاقات وثيقة مع طهران، حيث تقوم بما يشبه "الدبلوماسية الصامتة"، وخاصة مع تصريح وزير الخارجية الإيراني الذي يأمل أن يكون هناك "انفتاحا جديا" في العلاقات مع مصر.
وقال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إن علاقات مصر وسلطنة عمان متميزة، مشيرا إلى أن السلطنة يمكن تسميتها بسويسرا العالم العربي لأنها تبذل جهودا دبلوماسية صامتة.
وأوضح ان زيارة سلطان عمان هيثم بن طارق إلى مصر الأحد سيكون لها شقان الأول منهما مرتبط بالعلاقات الثنائية، وخاصة أن الجالية المصرية في سلطنة عمان ليست بالصغيرة، وتساهم في عملية التنمية بالسلطنة من مهندسين ومعلمين، مشيرا إلى أنه يتم معاملتهم باحترام بالغ.
وأضاف مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق إنه يوجد بعض التبادل التجاري بين القاهرة ومسقط، ربما سيتم العمل على تعزيزه، فضلا عن بعض الموضوعات المشتركة.
وأوضح أن الزيارة ستشمل التنسيق بين مواقف الدولتين، خاصة تحديد موعد للجنة المشتركة لبحث كافة جوانب العلاقات بين البلدين.
وأشار إلى أن الشق الثاني من الزيارة سيكون خاصا بإيران، والعلاقات بين القاهرة وطهران استكمالا لجهود عودة العلاقات بين مصر وإيران إلى مستوى السفراء بين البلدين، لافتا إلى تصريحات وزير الخارجية الإيراني التي أكد خلالها وجود تفاهمات كبيرة وعلى وشك ان تستعيد البلدين العلاقات بينهما.
ونوه السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق بأن سلطنة عمان دائما لديها علاقات وثيقة مع إيران حتى في فترة انقطاع العلاقات بين معظم دول الخليج (الفارسي) وطهران، فمسقط لم تقطع علاقاتها وظلت على مستوى السفراء، لأنه يوجد تعاون مشترك بينهما في كل المجالات.
وقال الدكتور طارق فهمي، استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن العلاقات ستدخل على مستوى الشراكة الاستراتيجية وستنمو بصورة أو بأخرى ولكن القضية ليست في تطابق العلاقات ولكن هي نموذج للعلاقات العربية الخليجية فهذا الدولة تتبع استراتيجية الحياد الإيجابي بما لها من إمكانيات وقدرات كبيرة وهذا أمر مهم للغاية في إطار الحضور المصري في منطقة الخليج (الفارسي) ولكن من المبكر نقول إن الحياد الإيجابي يمكن أن يلعب دورا في ملفات أخرى تشترك فيها مصر ولكن هذه الدولة لها علاقات مع إيران وتقيم علاقات جيدة وشاركت في اتفاقيات الحوار الإيراني الخاص بالنووي ولها دور كبير في المستوي.
وأكد استاذ العلوم السياسية، أن العلاقات المصرية العمانية جيدة وهذه الزيارة سيكون لها نتائج إيجابية وسيكون لها علاقات وتأثيرات مباشرة ليست على المستوى الثنائي فقط ولكن على كل المستويات وهي ليست فقط لتطوير المنظومة الاقتصادية ولكن أيضا لتطوير العلاقات السياسية.
وقال الدكتور عاطف السعداوي، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن زيارة سلطان عُمان للقاهرة تاريخية، وهي أول زيارة للسلطان هيثم بن طارق للقاهرة، وثالث لقاء بين الزعيمين المصري والعُماني، وهناك تفاهم بين مصر وعُمان فى ملفات عدة، مضيفاً إن العلاقات بين مصر وعُمان متميزة، وهناك توافق فى الرؤى السياسية بين البلدين من جهة التوسط في السلام وتهدئة الملفات المشتعلة بالمنطقة والحفاظ على الدول، وهناك محركات واحدة لجهود الدولتين.
وأكد «السعداوي» أن الزيارة ستكون لها أهمية كبيرة فى إعادة العلاقات المصرية - الإيرانية، لأن سلطنة عُمان لها علاقات مهمة مع إيران، ولعبت دوراً مهماً فى عودة العلاقات الإيرانية - السعودية، والزيارة ستشمل مباحثات حول إعادة إعمار سوريا والحل السياسى للأزمة هناك، مشيراً إلى أن هناك توافقاً بين مصر وسلطنة عُمان في السياسة الخارجية وسيتم التباحث حول التوصل لحل دائم في اليمن، فضلاً عن الأزمة السودانية والقضية الفلسطينية.