الوقت- دائما الحوار هو السبيل الوحيد لحل النزاعات والخلافات بين الدول، فاذا بقيت الحروب و حوار ومفاوضات، ستبقى مستمرة حتى فناء البشرية، ولسبب إنهاء المأساة التي يعشها الشعب السوري، أجلس وزراء دفاع سوريا وتركيا وايران وروسيا على طاولة واحدة في موسكو، الاجتماع الرباعي الذي حضره ايضا رؤساء استخبارات الأطراف الأربعة، وتمحور حول تعزيز الأمن في دمشق وتطبيع العلاقات السورية التركية.
وزارة الدفاع الروسية قالت إنه تم إيلاء اهتمام خاص لمواجهة جميع مظاهر التهديدات الإرهابية، ومحاربة جميع الجماعات المتطرفة في سوريا، مع التأكيد على وحدة الأراضي السورية وضرورة تكثيف الجهود من أجل العودة السريعة للاجئين السوريين الى بلادهم. وبالتزامن كشفت وزارة الدفاع السورية أنه تم البحث في موضوع انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية وكذلك تطبيق الاتفاق الخاص بالطريق الدولي المعروف باسم طريق ام فور..
اما وزارة الدفاع التركية فوصفت المحادثات بالبناءة، مشيرة إلى أنه جرى بحث خطوات ملموسة تتعلق باستئناف العلاقات بين تركيا وسوريا، وهو ما نفاه مصدر سوري، وأكد أنه لا صحة للبيان الذي بثته وزارة الدفاع التركية والتي تتحدث عن خطوات ملموسة تتعلق بتطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا، وما حصل في الاجتماع بين وزراء دفاع سورية وتركيا وروسيا وإيران كان للبحث في آلية انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية ولم يتطرق الاجتماع إلى أي خطوات تطبيعية بين البلدين.
وأضاف المصدر إن التطبيع أو العلاقة الطبيعية بين تركيا وسورية تعني انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، وبغير الانسحاب لا تنشأ ولا تكون هناك علاقات طبيعية. وتابع المصدر ان الانسحاب هو أول مسألة يجب أن يتم حسمها في مباحثات عملية التطبيع. وحسب الرؤوية العامة للاجتماع فنعم تم بحث خطوات تطبيع العلاقات أو تركيا طرحت التطبيع، ولكن الوفد السوري اشترط الانسحاب قبل الحديث عن أي شيء آخر، وحديث تركيا الآن عن التطبيع يعني أن أنقرة وافقت على شروط دمشق.
وبينما تصر دمشق على انسحاب القوات التركية من اراضيها، استبق وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، عقد الاجتماع الرباعي ليؤكد ان قوات بلاده لن تنسحب من شمال سوريا والعراق في الوقت الراهن، مشيرا في الوقت ذاته الى أن احتمال اللقاء بين الرئيسين التركي والسوري لايزال قائما.
وقال مولود تشاووش أوغلو وزير الخارجية التركي:"نعم احتمال اللقاء قائم، لكن يجب أولا تحضير خريطة طريق لهذا اللقاء تتضمن عدم فرض شروط مسبقة ودراسة المرحلة السياسية ومكافحة الإرهاب وإحلال الاستقرار في سوريا، نحن لا نطمع في اقتطاع أجزاء من الأراضي السورية، ولا يمكننا الانسحاب من الشمال السوري إلا حين يستتب الأمن ويعود الاستقرار الكامل إلى تلك المناطق".
في الوقت الذي اتفق الأطراف الاربعة على استئناف المباحثات إلا أن مراقبين يرون أن أي تطبيع كامل للعلاقات السورية التركية، مرهون بتحقيق المطلب الاساسي للجانب السوري المتمثل بانسحاب القوات التركية وعدم دعم الجماعات الارهابية.
فيما يركز المطلب الاساسي من الجانب التركي على لجم الجماعات التي ترتبط بحزب العمال الكردستاني وقوات قسد، وعودة جميع اللاجئين السوريين إلى بلادهم حيث يريد اردوغان بشكل او بآخر التخلص منهم قبل موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة في تركيا.
هذا الاجتماع يعتبر خطوة جديدة على مسار المساعي الهادفة إلى إعادة العلاقات بين سوريا وتركيا، فبعد لقاءات ثنائية وثلاثية على خط موسكو وطهران، يأتي هذا الاجتماع وهذه المرة رباعي يجمع بين وزراء الدفاع في كل من سوريا وتركيا وروسيا وإيران.
وهذا القاء يفتح الباب أمام خطوات أخرى وإن كان موضوع استعادة العلاقات بين دمشق وأنقرة يحتاج إلى الوقت كما تقول مصادر.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، أنقرة تتوقع تطورات إيجابية عقب الاجتماع، وان هدفها هو حل المشاكل في موسكو من خلال المفاوضات وضمان إحلال السلام والهدوء في المنطقة بأسرع ما يمكن.
الاجتماع وإن كان أمنيا في طابعه، إلا أنه يحمل اهمية خاصة كما يقول المتابعون. فهو يأتي بعد مساع حثيثة قامت بها كل من إيران وروسيا في الأشهر الماضية، وذلك من أجل تذليل العقبات التي يمكن أن تعطل حل القضايا العالقة بين دمشق وأنقرة.
وهنا يضيف المتابعون ان اجتماع موسكو الرباعي سيساهم في حل هذه القضايا أو معظمها، ولاسيما أن أبرز الشروط التي وضعتها دمشق لعودة العلاقات هو الانسحاب التركي من الشمال السوري، ووقف دعمها للجماعات المتواجدة هناك. وبالتالي فإن الطابع العسكري للاجتماع الرباعي سيعمل على حل هذه المسألة بشكل رئيسي، وخاصة بعد كلام وزير الدفاع التركي عن ضرورة إحلال السلام في المنطقة بأسرع وقت ممكن، ما يعني أن دفعة لمساعي استعادة العلاقات السورية التركية قد يوجدها لقاء موسكو، حتى وإن كانت التقارير تشير إلى انه لا عودة للعلاقات قبل الانتخابات التركية في أيار/ مايو المقبل.