الوقت- الاجرام والعنصرية والاضطهاد الديني في كيان الاحتلال هي امور اساسية في هذا الكيان اللقيط، الذي يعيش على اضطهاد البشر مهما اختلفت اديانهم او اعراقهم، اخر هذه الممارسات كان مع ابناء الديانة المسيحية حيث بدأ المستوطنون بالتصعيد ضدهم ورددوا شعارات مثل الموت للعرب والموت للمسيحيين والموت لجميع الأغيار.
جاء هذا خلال اعتداءات المستوطنين الذين تمت حمايتهم من قبل شرطة الاحتلال على المصلين المسيحيين في القدس، وتقييد أعدادهم، وهم في طريقهم لكنيسة القيامة للمشاركة في شعائر خاصة بسبت النور وهو طقس ديني مسيحي. وهذا التصعيد انطلق منذ تسلم حكومة الاحتلال الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو مقاليد الحكم وهي حكومة يمينية متطرفة.
شرطة الاحتلال لم تقم ابدا باي جهد لمنع مثل الاعتداءات ابدا، بل على العكس كانت تحمي المستوطنين من الفلسطينيين، وهم اساسا معروفون لدى الشرطة وهي من تحرضهم. حيث انها قبل المناسبات الدينية المسيحية لا تقوم بحماية الكنائس او الطرق التي يمشي عليها الزوار، بل انها تخفف وتقلل حمايتها بهدف السماح للمستوطنين بالوصول السهل للفلسطينيين المسيحيين، وتزعم ان من يقوم بهذه الاعتداءات هم اشخاص يعانون من مرض عقلي، وهي حجة تقولها على كل مستوطن يرتكب جريمة بحق الشعب الفلسطيني، ومذبحة الحرم الابراهيمي في عام 1994 ليست ببعيدة حيث استشهد 29 فلسطينيا واصيب 150 اخرون خلال فتح المستوطن باروخ جولدستين، النار على المصلين في الحرم، قبل ان يقتله الفلسطينيون في الحرم وادعى الاحتلال انه يعاني من ازمة عقلية، لكن التحقيقات الفلسطينية اكدت ان ما حدث كان خطة مبيتة وأن الجيش الاسرائيلي كان متورطا في المجزرة وقد أكد شهود عيان نجو من المجزرة أن أعداد الجنود الذين كانوا للحراسة قلّت بشكل ملحوظ فيما كان المتطرف جولدستين يلبس بزة عسكرية علما أنه كان جندي احتياط ولم يكن جنديا عاملا على الحراسة. وعندما اطلق النار على المصلين هرب المصلون باتجاه باب المسجد حيث وجدوه مغلقا علما بأنه لم يغلق من قبل أثناء أداء الصلاة بتاتا وعندما توالت أصوات المصلين بالنجدة كان الجنود يمنعون المواطنين الفلسطينيين من التوجه إلى داخل الحرم للقيام بإنقاذ المصلين، والمستوطنون كانوا دوما يهددون المصلين وعلى مسمع من الجنود الصهاينة قائلين (سوف نقتلكم وسوف ترون ما سنفعل) والسؤال هنا كيف يمكن لشخص واحد أن يقتل هذا العدد من غضون دقائق معدودة وكيف يستطيع شخص مثله أن يحمل كل هذه الذخيرة داخل الحرم دون مشاهدة الجنود أو علمهم.
الأوساط الفلسطينية ادانت فرض السلطات الإسرائيلية قيودا على وصول المسيحيين إلى كنيسة القيامة شرق مدينة القدس وتقليص أعداد المحتفلين بسبت النور. وقالت وزارة الخارجية والمغتربين في السلطة الفلسطينية إن إجراءات السلطات الإسرائيلية تهدف إلى الحد من الأعداد التي تستطيع الوصول إلى كنيسة القيامة وتقليصها وفقا لأهوائها ومصالحها وخاصة منع الآلاف من المشاركة في احتفال سبت النور، تحت ذرائع واهية تتكرر كل عام.
واعتبرت الوزارة أن الإجراءات عقوبات جماعية تستهدف الكل الفلسطيني في القدس ومقدساتها وهويتها، واعتداء صارخ على الوضع التاريخي والقانوني القائم. ووضعت شرطة الاحتلال في الأعوام الأخيرة قيودا على عدد المصلين لحضور قداس سبت النور المقدس في كنيسة القيامة ليصل إلى 1800 داخل كنيسة القيامة و120 في الساحة فقط. وزعمت الشرطة الإسرائيلية ان الحد من المشاركين في سبت النور جاء بناء على توصية مهندس السلامة والأمن من قبل الكنائس وليس مبادرتها، مشددة على أن الشرطة ملزمة بالسماح بحرية العبادة لكل شخص، لكنها ملتزمة أولا وقبل كل شيء بالحفاظ على حياة الإنسان ومنع وقوع كارثة جماعية، على حد زعمها.
حركة حماس اعتبرت تقليص أعداد المحتفلين في سبت النور تدخلا سافرا في ممارسة الشعائر الدينية وامتدادا للحملات العنصرية والاعتداءات التي تستهدف المسيحيين وأماكنهم المقدسة. وطالبت الحركة في بيان المجتمع الدولي بالتحرّك لوقف انتهاكات الاحتلال الفاشي ومستوطنيه بحق الأماكن المقدسة في القدس وفي عموم الأراضي الفلسطينية المحتلة. الاردن ادان ايضا التحركات الاسرائيلية واكد انها مرفوضة ومدانة. واضاف ان على تل ابيب القوة القائمة بالاحتلال، احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها ووقف جميع الإجراءات التضييقية على مسيحيي القدس المحتلة. وشدد على ضرورة الامتناع عن أي إجراءات من شأنها المساس بحرية العبادة في الأماكن المقدسة في القدس المحتلة.