الوقت- الاحتلال الاسرائيلي يواصل عمليات الاعدام والقتل البطيء للاسرى الفلسطينيين في سجونه، وما جرى مع الأسير يعقوب قادري داخل السجون الإسرائيلية، يكشف عن الاجرام الصهيوني الذي يريد ان يقتل الشعب الفلسطيني باي طريقة.
في البداية من هو الاسير يعقوب قادري، هو احد ابطال محاولة الهروب الكبيرة والتي حدثت في سجن نفحة والتي باتت تعرف إعلاميًا باسم “نفق الحرية”، هذه العملية التي اسقطت جبروت كيان الاحتلال وصورته التي يحاول تصديرها بانه يمتلك اقوى منظومة امنية في المنطقة، اسقطها الشباب الفلسطيني بحفره بمعالق الطعام، وهو ما دفعه للانتقام منهم عبر حقنهم بالامراض السارية والمعدية لكي تفتك بجسدهم مثل جرثومة “البلهاريسا” التي تم حقنها في جسد الاسير يعقوب قادري، والتي بباتت تجري في دمائه ما ادى الى تفاقم حالته الصحية، وذلك في وقت لا يعلم فيه احد من أين وكيف وصلت الجرثومة الى جسده، وسط شبهات بدور خفي لكيان الاحتلال بممارسة سياسة الإعدام البطيء للأسرى من خلال زرع الجراثيم والأمراض داخل أجسادهم بطريقة سرية.
شقيق الاسير كشف ما جرى معه، حيث أبلغت عيادة سجن ريمونيم، الاسير يعقوب قادري، بإصابته بجرثومة البلهارسيا بعد أعراضٍ كانت قد ظهرت عليه وفحوصاتٍ طبية أجريت له.
واضاف شقيق الأسير ان المحامي أبلغهم بعد زيارته ليعقوب بأنه يعاني منذ عشرة أيام من آلام بكتفه الأيسر مع ظهور بعض البثور والدمامل، إضافة إلى آلام في المعدة، ليتبين لاحقاً أنها نتيجة لإصابته بجرثومة البلهارسيا. واوضح أن عيادة السجن أبلغت يعقوب بعدم وجود علاج جذري، واكتفت بتقديم المسكنات له لخمسة أيام فقط، رغم ما يعانيه من آلام تمنع نومه ليل نهار.
وأشار شقيق الاسير إلى أنه قد تحدث إلى بعض الأطباء للاستفسار حول هذه الجرثومة، ليكون ردهم بعدم وجودها في فلسطين وأنها غالباً ما تنتشر في أفريقيا والمستنقعات الراكدة، ومن المتوقع أنه حقن بها من قبل إدارة السجن، ضمن سياسة الإعدام البطيء، وخاصة أن هذه الجرثومة كثيراً ما تتسبب بالفشل الكلوي وتشمع في الكبد إضافة إلى التليف الرئوي.
عائلة الأسير قادري، طالبت المؤسسات الدولية والحقوقية والإنسانية، وخاصة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومجلس حقوق الإنسان التابع لهيئة الأمم المتحدة، بالوقوف عند مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية، للضغط على سلطات الاحتلال، وإلزامها بتقديم الرعاية الصحية وعلاجه بشكل عاجل وعلاج باقي الأسرى المرضى.
وكانت إدارة عزل سجن ريمونيم قد أبلغت قادري منذ 15 يوماً بعد خزعة أجرتها له بداية شهر شباط - فبراير الماضي ، بإصابته بورم سرطاني حميد، ووعدته باستئصالها خلال 6 أشهر.
قوات الاحتلال اعتقلت الأسير قادري بتاريخ 18 أكتوبر 2003، وحكم عليه بالسجن مدة مؤبدين و35 عاماً، على خلفية انتمائه لحركة الجهاد الإسلامي وتنفيذ عمليات عسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي، كما وحكم في مايو 2022 بالسجن لمدة خمس سنوات إضافية على خلفية عملية انتزاعه لحريته إلى جانب خمسة من رفاقه الأسرى.
ويعد يعقوب، أحد أبطال سجن “جلبوع” الذي انتزع حريته قبل عامين، مع ستة أسرى، قبل أن يتم إعادة اعتقالهم بعد ملاحقة لأيام عدة واستنفار كبير.
سلطات الاحتلال لا تزال تعتقل ما يقارب الخمسة آلاف أسير وأسيرة داخل سجونها حيث تمارس ضدهم أبشع أنواع الظلم والاضطهاد والتعذيب والإهمال الطبي والاستشفائي، وسط تجاهل لأي اعتبارات إنسانية وقانونية.
وحسب وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين الفلسطينية فإنّ ستمئة أسير فلسطيني من الأسرى يعانون المرض في سجون الاحتلال الصهيوني، إضافة إلى الظروف المأساوية والمعاملة الوحشية والتعذيب القاسي والإجرام الذي يمارسه الكيان الصهيوني بحقّ الأسرى الفلسطينيين عمومًا. وأكدت أنّ عددًا من هؤلاء الأسرى مصابٌ بأمراض خطيرة كالسرطان، ويعاني حالات صحية حرجة في ظلّ إهمال طبي متعمّد من جانب سلطات الاحتلال.
وفي المقابل المجتمع الدولي لا يعطي بالا ولا اهتماما لهذه القضية ويتجاهل التعامل معها ومع غيرها من القضايا الانسانية، حتى بيانات الادانة لم تخرج من قبل المجتمع الدولي ضد سلطات الاحتلال الاسرائيلي وطريقة تعاملها مع الاسرى، وبمعزل عن قضية الاهمال الطبي، فان سلطات الاحتلال تتعمد منع الزيارات عن بعض الاسرى وخصوصا اسرى المقاومة الفلسطينية، وتقوم بنقلهم الى مهاجع محددة لتمارس ضدهم العنف والاضطهاد والتعذيب الممنهج، إضافة الى فرض عقوبات شديدة عليهم مثل قرارات المؤبد الكبيرة، فمثلا هناك اسرى ضدهم سبعة قرارات سجن بالمؤبد اي مئة وخمسة وسبعون عاما محكومون بالسجن، ناهيك عن قرارات الاعتقال الاداري حيث ان المعتقل لا يعلم كم سيلبث بالسجن وما هي تهمته.