الوقت- "يوم رعب في إسرائيل "، هكذا يمكن وصف المشهد الحالي في مدينة القدس المحتلة بعد عملية استشهادية ادت الى اصابة أكثر من 12 جريح معظمهم بحال حرجه، مشهد یفرح كل أبناء الشعب الفلسطيني المنتفض الغير الأبه بإجراءات الإحتلال و عقبات السلطة. لم تمنع كافّة الإجراءات الإسرائيلية أبناء الشعب الفلسطيني في الضفّة الغربية، و تحديداً مدينة القدس المحتلّة، من المضي قدماً في إنتفاضة جديدة تهدف لمنع تمرير مشروع نتنياهو بتقسيم الأقصى مكانياً و زمانياً، و لكن هذه المرّة ليس عبرالحجارة كما كان الحال في الإنتفاضة الاولى (إنتفاضة الحجارة) عام 1987 أو إنتفاضة الأقصى عام 2000، بل عبر الأسلحة و السكاكين و إستخدام الأليات لدهس المستوطنين.
عمليات إستشهادية
لعل التفسير الوحيد لهذه العمليات التي كان آخرها الیوم، و أدّت إلى اصابة أكثر من 14 مستوطن في عملية القدس من بينهم 6 في حالة الخطر، هو مدى اليأس من أي حل سياسي عبر المفاوضات للقضية الفلسطينية، الأمر الذي دفع بأطفال إنتفاضة الأقصى عام 2000 إلى تنفيذ "عمليات إستشهادية" في إلإنتفاضة الثالثة عام 2015.
هذا و قد اعلن إعلام الکیان الاسرائیلي إصابة 14 مستوطنين 6 منهم بحال خطرة بعمليتي طعن و دهس قرب المحطة المركزية غربي القدس المحتلة. و اشار الى استشهاد منفذ العملية برصاص الإحتلال.
و تكشف هذه العمليات النوعية عن إصرار الشباب الفسطيني المقاوم، بصرف النظر عن وجهة نظر الأفرقاء، فتح و حماس، على إستهداف المتطاولين على الأقصى و أبنائها، و لا شك في أن إصرار الشباب الفلسطيني المقاوم على المضي قدماً في إنتفاضة "العمليات الإستشهادية" ستدخل الكيان الإسرائيلي، و تحديداً رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في نفق مظلم، و ستؤثر بشكل كبير على أوضاع المستوطنين. قد يرى البعض في محاولة إنتقام أحد المستوطنين عبر قتل رجل آخر بسكين، معتقد انه فلسطيني إلا أنه تبيّن في وقت لاحق أنّه يهودي، حدثاً عابراً، إلا أن هذه القصّة تكشف عن مدى تذبذب المجتمع الإسرائيلي الذي قد يشهد وقائع مشابهة في الفترة القادمة.