الوقت-لقد كان النظام البحريني ممثلاً بالعائلة الحاكمة أول من أظهر التأييد بشكل واضح للتطبيع مع الكيان الصهيوني، حيث ظهر ذلك التأييد لاتفاقية "التطبيع" بين الإمارات وإسرائيل، وقالت الإدارة البحرينية إنها ترى الاتفاقية الإماراتية الإسرائيلية، "خطوة تاريخية نحو السلام".بعد ذلك هرولت النظام البحريني وبشكل علني ليكون النظام الثاني في منطقة الخليج ويسجل نقطة سوداء في سجله حيث قام بخيانة القضية الفلسطينية، بعد أن قامت النظام الإماراتي بذلك.
التطبيع العلني مع الكيان الصهيوني والذي قامت به العائلة الحاكمة كان محط اهتمام الكثير من المراقبين والمحللين السياسيين فما الذي يجعل تلك الأسرة تهرول للتطبيع بهذه السرعة ليكون بصورة علنية على الرغم من وجود العلاقات بين النظام البحريني والصهاينة منذ سنوات طويلة، في هذا السياق يتبين أنَّ العائلة الحاكمة في البحرين وجهازها السياسيّ محصوران بين أمرين؛ الأول هو تبعية اقتصادية للسعودية والإمارات تفضي إلى تبعية سياسية بالتأكيد، والآخر هو سباق مع الزمن للانتهاء من تفتيت المعارضة والاستجابة - في الوقت نفسه - للضغوط الغربية بإيجاد حلول مقبولة تحسّن وضع حقوق الإنسان والحريات السياسية في البحرين الذي ارتكب فيه النظام الحاكم أبشع إنواع الجرائم والقمع ضد أبناء الشعب .وهنا يمكن القول إن العائلة الحاكمة في البحرين وجدت نفسها بين هاتين الكمّاشتين، لتقع في أحضان الصهاينة
العلاقات "القديمة الجديدة" مع الكيان الصهيوني
في الحقيقة لقد بدأت العلاقات بين النظام البحريني والاحتلال الصهيوني تتقارب منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي؛ أي بعد اتفاقية أوسلو. ففي أواخر شهر أيلول/سبتمبر من عام 1994، زار أول وفد إسرائيلي رسمي البحرين، إذ شارك وزير الحماية البيئية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي آنذاك، يوسي ساريد، في المناقشات الإقليمية بشأن القضايا البيئية التي عُقدت في المنامة. وخلال فترة زيارته، التقى وزيرَ الخارجية البحريني حينها، خالد بن أحمد آل خليفة، ووزيرَ الصحة، جواد العريض.
وووصفت الزيارة بأنها "الأولى لدولة خليجية". وفي كلمته فوق منصة كنيست الاحتلال الإسرائيلي، قال ساريد إن "الهدف من زيارتي للبحرين، أولاً وقبل كل شيء، هو فتح خط اتصال مباشر بين "إسرائيل" والبحرين، حتى نتمكن من تحقيق التفاهم المتبادَل، والعمل معاً، وإقامة علاقات بين بلدينا في نهاية المطاف"، مضيفاً: "إن وزير الخارجية البحريني طلب مني أن أنقل رسالة سلام إلى الشعب الإسرائيلي، وعزمه رؤية إنجاح عملية السلام، ورغبته في إقامة تعاون اقتصادي مع "إسرائيل"". لذا فإنه يمكن القول عقدت البحرين "ورشة المنامة" المعنية بـ"صفقة القرن" عام 2019. و "اتفاقية أبرهام"، حيث زار وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، في الـ30 من أيلول/سبتمبر 2021، البحرين من أجل افتتاح سفارة "إسرائيل" كانت نتيجة لعلاقات قديمة بين الكيان الصهيوني والنظام البحريني.
النظام البحريني يخون الشعب الفلسطيني
يوماً بعد اخر يظهر النظام البحريني بمظهر النظام الفاشل والخائن لقضايا الأمة العربية والإسلامية حيث إن هذا النظام لم يكتفِ بقمع ابناء الشعب بالداخل بل أيضاً يعمل على ظلم الشعوب الاخرى حيث إن تأييد النظام البحريني للصهاينة وإقامة العلاقات السرية والعلنية مع الكيان الصهيوني يضاعف في معاناة الشعب الفلسطيني ويشجع الكيان الصهيوني لارتكاب الجرائم ضد هذا الشعب المظلوم.
موخراً ظهرت تصريحات هزلية لما يسمى "العاهل البحريني"، حمد بن عيسى، حيث أكد المذكور لرئيس كيان الاحتلال الصهيوني، إسحاق هرتزوغ، "موقف المملكة الداعم والثابت لتحقيق السلام العادل والشامل، والمستدام الذي يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".في هذا السياق تابع من يسمى ملك البحرين لرئيس الكيان الصهيوني، خلال أول زيارة يجريها الأخير للمنامة، إن تحقيق سلام عادل وشامل للفلسطينيين "سيؤدي الى الاستقرار والنماء والازدهار للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي وجميع شعوب المنطقة"، وذلك خلال استقباله له في قصر القضيبية.
وفي هذا الصدد أعرب يسمى "العاهل البحريني"، حمد بن عيسى، "عن ثقته بأن زيارة رئيس الكيان الصهيوني، إسحاق هرتزوغ، للبحرين، لها دور مهم في توطيد العلاقات بين بلديهما، ودعم تطلعاتهما المشتركة على صعيد ترسيخ السلام والتنمية المستدامة في المنطقة والعالم، كما أنها تمثل فرصة لتعرف هرتزوغ عن قرب على جمال التنوع الديني والثقافي في البحرين، وروح الود والتسامح والتعايش السلمي.
من ناحيته، قال رئيس الكيان الصهيوني، إسحاق هرتزوج، للعاهل البحريني، ، إن "هذه لحظة عظيمة وإنني أفتخر بكوني هنا في مملكة البحرين".وأضاف: "إنكم في مقدمة من صنع التاريخ في المنطقة، حيث يجتمع اليهود والمسلمون ويتقدمون معا بسلام. إنها عملية طويلة ولكنها لا تعد حلما فقط كما نرى الآن حيث يجتمع بلدانا لأجل السلام وتعد مملكة البحرين ودولة إسرائيل سباقتان لتحقيق هذا الهدف ولتجتمع مع باقي الدول التي تسعى لتحقيق ذلك. وهذا يصب في مصلحة بلدينا وشعبينا وكذلك في مصلحة دول وشعوب المنطقة والعالم أجمع".وأعرب الرئيس الإسرائيلي عن شكره للملك البحريني
النظام البحريني شريك في انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني
لا يخفى على احد أن النظام البحريني مارس أنواع الانتهاكات على الشعب البحريني في كل الأصعدة حيث لم يعد باستطاعته إخفاءها عن أنظار العالم. حيث إن التعذيب الممنهج والقتل والاعتقالات الخارجة عن القانون هي أساليب النظام في البحرين ضد الشعب الأعزل وهنا لم يكتف النظام في البحرين بقمع الشعب البحريني فقط بل إنه ومن خلال التصريحات الاخيرة لمن يسمى "العاهل البحريني" يتضح جلياً ان هذا النظام شريك أساسي في انتهاك حقوق أبناء الشعب الفلسطيني. حيث إن تطبيع العلاقات بين النظام البحريني والكيان الصهيوني يعتبر طعنة كبرى و خيانة للشعب الفلسطيني واستخفافا واضحا بمواقف الشعب البحريني الداعمة للقضية الفلسطينية وبشكل واضح يمكن القول إن تصريحات من يسمى "العاهل البحريني" هي بمثابة ضوء اخضر للاحتلال الصهيوني لارتكاب مزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.
فلسطين... بوصلة شعب البحرين
الشعب البحريني كما الشعوب العربية والإسلامية لطالما كان ولا يزال يناصر الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه المشروعة في أرضه ودولته المستقلة وعاصمتها القدس، حيث توالت ردود الفعل البحرينية الرافضة والمنددة لهذا التطبيع وهذا يعتبر دليلاً واضحاً على أن مواقف شعب البحرين ثابت تجاه القضية الفلسطينية خلافاً للموقف الذي تتخذه العائلة الحاكمة والنظام البحريني، حيث يعتبر الشعب البحريني اتفاق التطبيع مع الكيان الصهيوني و التصريحات التي تصدر من المسؤولين طعنة في قلب الشعب البحريني وخيانة لتضحيات الأمة" وفي هذا الصدد يمكن القول إن موقف الشعب البحريني الحقيقي والواقعي الرافض لأصل التطبيع مع الكيان الاسرائيلي أقلق النظام البحريني، ومن هذا المنطلق حاربت السلطة البحرينية التابعة للعائلة الحاكمة ثورة فبراير منذ نشأتها.
في النهاية إن المواقف والتصريحات التي تصدر من قبل النظام البحريني هي في الحقيقة لا تمثل الشعب البحريني على الإطلاق فالشعب البحريني يرفض التطبيع ويدعم القضية الفلسطينية بينما مواقف السلطات البحرينية تساهم وتشجع الكيان الصهيوني على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق أبناء الشعب الفلسطيني وما تجدر الإشارة اليه أنه لا يمكن لاتفاقات الخيانة ان تمر عند البحرينيين الذين يؤكدون رفضهم تطبيع سلطات بلادهم مع الكيان الاسرائيلي وطالما جدد الشعب البحريني موقفه الثابت في مناصرة القضية الفلسطينية.. وفي هذا السياق ان الشعب البحريني ما زال مستمرا في معاناته مع سلطات بلاده التي تستمر بتهميش شريحة واسعة من البحرينيين وتصادر تطلعاتهم ومطالبهم في العدالة الاجتماعية وحقوق المواطنة، وبذلك لا فرق للبحرينيين عن اخوانهم الفلسطينيين في طريقة التعامل معهم والتهميش والغطرسة كلها واحدة.