الوقت- واهم من يعتقد أن كيان الاحتلال الإسرائيلي إرهابه يتوقف عند قتل البشر أو تدمير الحجر، لأن هذا الكيان هدفه الأول والأخير هو مسح الهوية الإسلامية في العالم وليس في فلسطين المحتلة، وإن لم تستطع أن تقوم بهذا الأمر، فيتوجه نحو تشويه الإسلام ولصق كل التهم والأكاذيب والادعاءات فيه، والترويج للإسلاموفوبيا في العالم، وفي المقابل تقوم هي باضطهاد المسلمين وقمعهم وإهانة رموزهم وتشوييها وإنشاء جيل من المستوطنين يكرهون المسلمين ويعملون على إهانتهم واهانة معتقداتهم. آخر هذه الانتهاكات كان قيام عدد من المستوطنين بحرق نسخة من المصحف الشريف في الضفة الغربية المحتلة، حيث مزقوا وأحرقوا سبع نسخ من القرآن الكريم وألقوها في القمامة بمحاذاة مسجد قيطون، قرب الحرم الإبراهيمي الشريف في البلدة القديمة وسط الخليل.
هذا العمل لا يمكن وصفه بأنه تم عن طريق مستوطنين ليس لهم علاقة بكيان الاحتلال ككيان، حيث إن وحدات من جيش الاحتلال عملت على حماية المستوطنين أثناء رقصهم وغنائهم، ولم تمنعهم من حرق المصاحف الإسلامية وتمزيقها وبالتالي يمكن اعتبار أن قيادة كيان الاحتلال راضية عن هذه التصرفات وهي من تدعو لها وتحفز المستوطنين للقيام بها، ويأتي هذا التصرف الهمجي الإجرامي في سياق حملة تقوم بها سلطات الاحتلال ضد المسلمين في فلسطين المحتلة وخصوصًا بعد إغلاق سبعة مساجد في الضفة الغربية إلى جانب أكبر حملة استيطانية تشهدها مدينة الخليل.
على الفور خرجت بيانات الإدانة ضد اعمال المستوطنين من انتهاك خطير لمقدسات المسلمين، حيث استنكر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، ما أقدم عليه المستوطنون مؤكدا أن هذه التصرفات المقيتة والبغيضة، تعبر عن خطاب عنصري ضد الإسلام؛ من شأنه إثارة مشاعر الكراهية والعنف بين الناس، وتدفع إلى حالة من الفوضى والاحتقان، مطالبًا بوضع حد لمثل هذه الاعتداءات الرعناء التي تطال أبرز مقدسات المسلمين. فيما عبّر الأزهر عن إدانته واستنكاره الشديدين للاساءة للمصحف الشريف، مؤكدًا أنه سيظل في عليائه كتابًا هاديًا للإنسانية، وموجها لها لقيم الخير والحق والجمال، لا تنال من قدسيته أحقاد الصغار، ولا تصرفات باعثي التعصب والحقد والكراهية والنفوس المريضة، من أصحاب السجلات السوداء في القتل والإرهاب، وممن تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء من الفلسطينيين.
حركة حماس كان لها موقف حازم من هذه الجريمة التي حدثت بحق الإسلام والمسلمين، حيث أكدت أن إحراق المستوطنين نسخًا من القرآن الكريم قرب مسجد في البلدة القديمة بالخليل جريمة نكراء يجب الرد عليها، وتصعيد غير مسبوق من قبل مليشيات المستوطنين. وأضافت إن هذا السلوك العنصري المشين يؤكد أن الاحتلال وقطعان مستوطنيه يريدونها حربًا دينيّة تستهدف دينُنا الإسلامي، معتبرًا أن حرق نسخ من القرآن الكريم تزامنًا مع اقتحام المسجد الأقصى يشكل استفزازًا لمشاعر المسلمين. وأشارت حماس إلى أن الأعياد اليهودية لدى الاحتلال باتت تمثل خطرًا كبيرًا على الأقصى واعتداء على شعبنا ومقدساتنا. داعية علماء المسلمين وجماهير الأُمة العربية والإسلامية إلى فضح جرائم الاحتلال وحشد الطاقات لدعم الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده في مواجهة الاحتلال.
بات من الضروري على دول العالم الإسلامي ان يكون لديها وحدة رد على جرائم الاحتلال الإسرائيلي هذه وخصوصًا أن تل أبيب بدأت تصعد بشكل خطير ضد المسلمين ومقدساتهم وتراثهم، البداية كانت بقتل الشعب الفلسطيني ثم قتله في المساجد وانتهاك حرمة المسجد الاقصى بشكل شبه يومي هو والحرم الإبراهيمي، ثم تدمير المساجد وحرقها كما حصل في المسجد الأقصى عام 1969 او مذبحة الحرم الإبراهيمي 1994 والتي راح ضحيتها 29 شهيدًا عندما اقتحم مجرم مستوطن الحرم وفتح النار على المصلين، ثم تطور الأمر حتى قام كيان الاحتلال بفرض تقسيم زماني ومكاني على المسجد الأقصى، وانتهاك حرمات المسلمين في رمضان واستباحة المسجد، فكُلما صمت المسلمون عن جريمة تمادى كيان الاحتلال بالانتهاكات، وبالتالي بات الرد ضروريًا وأن يكون ردًا موحدًا ضد هذه الجرائم، وكيان الاحتلال بدأ باهانة حلفائه أيضًا من المطبعين العرب والمسلمين للآسف، لأنه يقوم بهذه الأعمال أمام أعينهم وهم لا يُحركون ساكنًا، بل على العكس يقومون بالترحيب، ولم يصدروا أي بيانات إدانة ضد هذه الانتهاكات أو يقفون بوجه كيان الاحتلال، وبات الشارع يتساءل هل هم فعلًا مسلمون أو عرب أو حتى بشر؟ لماذا هذا الصمت صمت الأموات الذي يقومون به؟ الرد على هذه الانتهاكات وخصوصًا حرق المصحف سيكون قريبًا جدًا وخصوصًا من المقاومة التي لن تصمت أمام هذه الهمجية والإرهاب الديني الذي يمارسه الكيان الصهيوني الغاصب.