الوقت- شهدت صناعة السينما الإيرانية اتجاهاً متنامياً في السنوات القليلة الماضية، وتم عرض عدد كبير من الأفلام والعروض الإيرانية في العديد من المهرجانات السينمائية في الدول الغربية والأوروبية. في الآونة الأخيرة، رسخت الإنتاجات السينمائية الإيرانية حضورا فاعلا في العراق، ولهذا الغرض سافر رئيس هيئة الأفلام الإيرانية إلى العراق لتوسيع التعاون الثنائي في مجال الثقافة والسينما وتوقيع مذكرة تعاون.
وخلال زيارته إلى العراق، استقبل محمد خزاعي، رئيس الهيئة السينمائية الإيرانية، نائب وزير الثقافة والسياحة ورئيس شؤون السينما في البلاد. وفي الوقت نفسه وبناء على طلب حسن ناظم وزير الثقافة والسياحة العراقي ومحمد مهدي الاسماعيلي وزير الثقافة والارشاد الاسلامي لتوسيع التعاون الثنائي في مجال الثقافة والسينما. سافر محمد خزاعي إلى بغداد لمدة ثلاثة أيام لتوقيع مذكرة تعاون، تماشيا مع استمرارية وتوسيع وتعزيز التعاون الثقافي والسينمائي الثنائي بين البلدين. وبمناسبة أسبوع السينما الإيرانية في بغداد، تم توقيع مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال التبادل والعرض والتوريد التجاري للأعمال السينمائية "الطويلة والوثائقية والقصيرة وخاصة للأطفال والمراهقين" ما يضع الأساس لوجود المصورين السينمائيين، وإقامة أسابيع سينمائية، وتوفير المعرفة الفنية والمتخصصة من خلال قدرة السينما الشبابية الإيرانية على إرسال أساتذة ومدربين متخصصين في مجال التعليم إلى العراق. ويهدف ذلك لتعزيز شروط تنفيذ مشاريع إنتاج مشتركة على أساس المفاهيم الإقليمية والاستراتيجية والقضايا المشتركة، من أجل تبادل الأفكار في مجال عقد أسابيع الأفلام المشتركة. اقتراح تطوير البنية التحتية للسينما في العراق باستخدام خبرات معهد سينماشهر والقطاع الخاص للسينما الإيرانية وغيرها، من بين البرامج المخطط لها لهذه الرحلة.
أهمية دبلوماسية الفن
يعد تطوير دبلوماسية الفن والسينما أمرًا مهمًا للغاية لتسهيل وتقوية العلاقات السياسية بين الدول، ويمكن للسينما أن تقرب البلدان اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا. كما أن استخدام المنتج السينمائي من أجل الصداقة والتقارب بين الدول وتوسيع العلاقات الأخرى يمكن أن يكون جزءًا من البرامج الدبلوماسية والمشاورات الثقافية بين البلدان. من ناحية أخرى، تتوسع التفاعلات الثقافية والفنية الجيدة بين الشعبين الإيراني والعراقي، ويتمتع البلدان بقدرات عديدة لتوسيع التعاون بسبب قواسم مشتركة دينية وحضارية طويلة الأمد، وقد تسببت هذه القواسم المشتركة في ترحيب الشعب العراقي واستمتاعه بالمنتج السينمائي والمسلسلات الإيرانية. بوجود قضايا مشتركة مثل: شخصية سلمان الفارسي، الغدير، قصة الأربعين، وداعش، ومن بين القضايا الثقافية المشتركة بين إيران والعراق، فإن صناعة الأفلام المتعلقة بها سيكون لها تأثير إيجابي على العلاقة بين الشعبين.
أسبوع السينما الإيرانية في العراق
تم عرض فيلمين روائيين و8 أفلام قصيرة من إيران في أسبوع السينما الإيرانية ببغداد. عُرض فيلمان "هناس" و"الليلة التي اكتمل فيها القمر" يومي السبت والأحد ويوم الاثنين سيتم عرض 8 أفلام قصيرة "سور بيز" و "صمت" و "مازلت هنا" و "وفاة" و "حالة طوارئ" و "صراحي" و "ملابس بيضاء" و "شركة". من ناحية أخرى، في نفس الوقت الذي شاركت فيه غدير عيد، شاركت الأفلام الإيرانية في مهرجان غدير السينمائي في العراق، وتم اختيار الإنتاجات الإعلامية الإيرانية في عدة أقسام في مهرجان غدير الدولي للإعلام الثالث عشر في العراق.. وشارك في هذا الحدث أكثر من 180 مؤسسة إعلامية محلية وعربية وحوالي 25 دولة.
وبإعلان أسماء الفائزين تم اختيار أعمال المشاركين الإيرانيين في هذا المهرجان في عدة أقسام. وذهبت جائزة أفضل برنامج استقصائي لشبكة سحر الإيرانية، وذهبت إلى جمهورية إيران الإسلامية جائزة أفضل برنامج أطفال لشبكة هدود، وجائزة أفضل فيلم رسوم متحركة، وجائزة أفضل فيلم وثائقي، وجائزة أفضل رسومات متحركة ثلاثية الأبعاد. في غضون ذلك، تذهب جائزة أفضل فيديو موسيقي وأفضل رسوم متحركة ثلاثية الأبعاد على التوالي إلى الفيديو الموسيقي "واقفون2" للمخرج محمد باقر مفيديكيا، وفيلم الرسوم المتحركة ثلاثي الأبعاد (القرية السعيدة) للمخرج سعيد زماني أتيني ورسول شيري، والتي تم انتاجها في نادي سوره للأفلام، ومركز سوره للصور المتحركة،
ماذا يقول الخبراء عن الإنتاج السينمائي الإيراني؟
يعتقد "قاسم محمد سلمان" المدير العام السابق للمسرح والسينما العراقية، عن الإنتاج السينمائي الإيراني: "إن الشعب العراقي، وخاصة السينمائيين والفنانين العراقيين، إما نزحوا خلال سنوات الحرب والاحتلال، أو فقدوا الامل"، ولكن الحضور الإيراني فتح لهم أبواب الأمل في مهرجانات الأفلام العراقية، ويريدون توسيع التفاعل بين البلدين، ولا سيما في مجالات الثقافة والفن والمسرح والسينما. وفي إشارة إلى تاريخ الإيرانيين وحضارتهم القديمة، اعتبر المخرج العراقي المقيم في ألمانيا روين عساف السينما الإيرانية ذائعة الصيت عالميًا وقال: لقد شاهدت أيضًا في ألمانيا أن أهل هذا البلد يتابعون الأفلام الإيرانية ويستحسنوها.