الوقت_ عقب استحواذه على شركة تويتر بقيمة 44 مليار دولار، أوضح الملياردير الأميركي إيلون ماسك، مؤخراً، أنّه يرغب بجعل موقع التواصل الاجتماعيّ تويتر أفضل مما كان عليه في السابق، الشيء الذي أثار قلق مسؤولين بإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من أن تمهد الصفقة لعودة حساب الرئيس السابق دونالد ترامب الذي طعن بشدّة في صحة الانتخابات الرئاسية على تويتر، وذلك عقب مدّة طويلة من إغلاقه واتهام ترامب موقع تويتر بالتآمر لإسكاته، والتنسيق مع الديمقراطيين واليسار الراديكالي لمنعه من نشر تصريحاته، بسبب ما وصفه تويتر بخطر حدوث مزيد من التحريض على العنف في الولايات المتحدة نتيجة التصريحات المثيرة للجدل والتي أفرزت عن حدوث أعمال شغب دامية لعدد من أنصاره اقتحموا مبنى الكونغرس لعدة ساعات في يناير/كانون الثاني 2021، في حادثة كانت غريبة من نوعها في التاريخ الأميركيّ.
في الوقت الذي يتحدث الرئيس التنفيذي لشركة تويتر باراغ أغراوال عن مستقبل ضبابي للموقع، لم يخف الملياردير الأميركي الذي يوصف بأنّه أغنى شخص بالعالم، في سلسلة تغريدات على حسابه في تويتر إنه يريد تحسين المنصة عبر إضافة مميزات جديدة، وجعل الخوارزميات مفتوحة المصدر لتعزيز الثقة بحسب تعبيره، مشيراً إلى أنّ تويتر يتمتع بإمكانيات هائلة، وأنّه يتطلع للعمل مع الشركة والمستخدمين لتطويرها، ما أثار خوف وقلق الإدارة الأمريكيّة الحاليّة من عودة تغريدات ترامب على الحساب الرئاسي الرسمي الذي حذفه تويتر الذي وُصف من قبل الرئيس الأمريكيّ السابق بأنّه "ذهب بعيدا في منع حرية التعبير".
وينبع القلق الأمريكيّ من حديث الملياردير الذي لديه أكثر من 83 مليون متابع على تويتر -وفقاً لوسائل إعلام-، أنّ "حرية التعبير" هي حجر الأساس لديمقراطيّة فاعلة، وأن تويتر هي ساحة العالم الرقميّ ل مناقشة الأمور الحيويّة لمستقبل البشريّة، وذلك يعني أنّ ترامب الذي حُظرت حملته الانتخابيّة ومؤيدوه يمكن أن يعودوا لاستخدام الموقع كمنصة للهجوم على الإدارة الحالية وربما يفضح أشياء قد تدين الإدارة الأمريكيّة أمام العالم باعتبراها تصف نفسها بـ "الديمقراطيّة"، وذلك بسبب ترويج نظريات تفضح إدارة بادين وتطعن في صحة الانتخابات الرئاسيّة.
وبالتالي، إنّ انتهاك قواعد الاستخدام المتعلقة بالنزاهة المدنية الذي اتهم به ترامب الشخصية التي فضحت المنهج الأمريكيّ في كثير من الدول والمحافل وبالأخص في قضايا كالتطبيع والاعتراف بالأراضي للمحتلين وشراء المواقف وغيرها الكثير، وفي القريب العاجل ربما يعود منبر ترامب المفضل بعد صفقة استحواذ ماسك على تويتر وانتهاء مسيرة تويتر بوصفها شركة عامة منذ طرحها العام الأوليّ عام 2013، إذ ستصبح شركة خاصة، حيث صعدت أسهم الشركة نحو 6% عقب الإعلان عن الاتفاق.
ومن الجدير بالذكر أنّ الرئيس التنفيذي لشركة تويتر باراغ أغراوال تحدث بصراحة عن الضبابية التي تحيط بمستقبل الشركة عقب الإعلان عن صفقة استحواذ ماسك على الشركة، على الرغم من أنّه أجل الجواب على الكثير من الأسئلة باعتبارها أسئلة يجب طرحها على ماسك، فيما بينت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي في تعليقها على عملية الاستحواذ أنّ الرئيس الأمريكيّ قلق منذ فترة طويلة بشأن قوة منصات التواصل الاجتماعي الكبيرة، بغض النظر عمن يمتلك منصة تويتر أو يديرها، وأضافت إنّ واشنطن تتعامل بانتظام مع جميع منصات وسائل التواصل الاجتماعي بشأن الخطوات التي يمكن اتخاذها، متحدثة عن إصلاحات محتملة للكونغرس حول منصات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك إصلاح البند 230 من قانون آداب الاتصال، والتي تنص على أن المنصات الموجودة على الإنترنت لا تتحمل مسؤولية قانونية عمّا ينشره المستخدمون على صفحاتها، كما تمنح هذه الشركات حصانة من أي تبعات لقيامها بحسن نية بحذف مواد منشورة في منصاتها، وهي المادة التي اعبر ترامب أنّها كانت أداة ضدّه.
وبالتزامن مع حديث قناة (CNBC)الأميركية عن إدارة بايدن من أن يمهد استحواذ إيلون ماسك على تويتر لعودة حساب الرئيس السابق دونالد ترامب على المنصة، قال الرئيس السابق لقناة (Fox News ) الأميركية، أنّه لا يرغب بالعودة لاستخدام تويتر رغم نجاح إيلون ماسك بشراء الموقع، وأضاف ترامب أنه سيظل يستخدم تطبيق Truth social وهو موقع التواصل الاجتماعي الذي أسسه.
من ناحية أخرى، عبّرت منظمة العفو الدولية عن قلقها بشأن اتخاذ خطوات لتقويض تطبيق السياسات، والآليات المصممة لحماية المستخدمين على تويتر الذي تأسس في الولايات المتحدة عام 2006 من قبل جاك دورسي، ونوح غلاس، وبيز ستون وإيفان ويليامز، وأشار مدير التكنولوجيا وحقوق الإنسان في المنظمة الحقوقية مايكل كلاينمان، أنّ المنظمة أصدرت عدداً من التقارير التي تتعقب استمرار عدم إحراز شركة تويتر للتقدم في قضية خطاب الكراهية، مبيناً أنّ تقرير المنظمة الأخير الصادر في أواخر العام المنصرم أبرز العديد من الخطوات الملموسة التي يجب على تويتر اتخاذها لمعالجة خطاب الكراهية والخطاب المسيء ضد النساء، والتي نفذوا منها خطوة واحدة لا أكثر.