الوقت- مهزلة جديدة تضاف إلى التاريخ السيْ لمجلس الأمن الدولي حيث تناقلت وسائل الإعلام أخباراً تفيد بأن مجلس الامن الدولي سيعقد اجتماعاً وزارياً لـ11 دولة للتعامل مع الجرائم المنظمة والمتطرفة ، المكان المقرر لعقد هذا الاجتماع هو العاصمة الإمارتية دبي، المصبية الكبرى حسب الاخبار المتناقلة أن الكيان الصهيوني سوف يشارك في هذا الاجتماع .
وجود الكيان الصهيوني في هذا الاجتماع أثار ردة فعل كبيرة لدى النشطاء والحقوقيين حول العالم حيث يتسأل الكثير عن وجود الكيان الصهيوني في مثل هكذا اجتماع ، فكيف يمكن أن يشارك الكيان العنصري المتطرف الذي ارتكب الجرائم البشعة بحق الأبريا خلال كل السنوات الماضية .
يؤكد الكثير من النشطاء في مجال حقوق الإنسان أن مشاركة الكيان الصهيوني في هذا الاجتماع تأتي ضمن تلميع الصورة القبيحة للكيان المحتل وهي سياسة يعمل الكيان من خلالها على الظهور بمظهر المدافع عن الحقوق والحريات .
الإرهاب الإسرائيلي ليس له مثيل
لايخفى على أحد أن الإسرائيليين الصهاينة هم سادة الإرهاب والجرائم بلا منازع، حيث إنهم مارسوا كل أنواعه وأصنافه، ولم يتوقفوا منذ الثلاثينات من القرن الماضي، يوماً واحداً عن التخطيط أو التنفيذ لعمليات إرهابية وقتل للأبرياء في الداخل الفلسطيني وفي العديد من الدول المجاورة فهم مجرد عصابات قتلة، وجرائمهم تزداد يوماص بعد اخر حيث تفاقمت وتنوعت وتمددت جرائمهم على مستوى الإقليم والعالم كله. فقد مارست إسرائيل كل أصناف الإرهاب دون استثناء، ولم يمارس احد الإرهاب مثلها، من حيث الامتداد الزمني أو الكم الهائل أو النوع، نعم إن الكيان الصهيوني مارس الاغتيالات الفردية و المجازر الجماعية و التهجير الجماعي ثم عمل على قصف المدن والقرى والمخيمات الفلسطنية فالإسرائيليون أول من فجر السيارات والشاحنات المفخخة في الأسواق الشعبية (القدس 1938) كذلك الفنادق (الملك داود 1946 وسمير أميس 1948 في القدس) والبنوك (البنك العثماني في تل أبيب و حيفا 1947) والقطارات (قطار القاهرة- حيفا 1948)!!
الصهيونية ركيزة للإرهاب
بينما يعقد مجلس الامن اجتماعاً وزارياً لـ11 دولة للتعامل مع الجرائم المنظمة والمتطرفة لاتزال إسرائيل تمارس الإرهاب الصريح بالأيدي الرسمية من خلال أجهزتها وجيشها وهي التي قامت أساساً كدولة بالإرهاب، ليس ذلك فحسب بل إن الجهات الرسمية الإسرائيلية لا تتردّد في الإعلان عن أنشطتها الإرهابية وعمليات الإغتيال الإجرامي التي تنفذّها والتباهي بها. وسلسلة الذين قتلهم الإرهاب الإسرائيلي الرسمي المنظّم داخل الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة وخارجها, تكاد لا تنتهي، بدءاً بالأوروبيين والأميركيين الذين اعتبرتهم الصهيونية مسؤولين عن قتل اليهود, وصولاً الى العرب من فلسطينيين ولبنانيين. الذين ما برح القتل الإسرائيلي المعلن ناشطاً بصددهم, من دون وازع من ضمير أو مانع من قانون. وليس مستغرباً من كيانٍ قام أساساً على الإرهاب أن يواصل ممارسته والبناء عليه ، أما عن مشاركة الكيان الصهيوني في الاجتماع الذي سيعقد في العاصمة الإماراتية دبي وظهور الكيان الغاصب مدافعاً عن الحريات وحقوق الإنسان وعن الوقوف ضد الجرائم المنظمة فليست كلها أكثر من ثوب إعلامي للكيان الصهيوني .
ممارسات إرهابية للكيان الصهيوني يجب الاتنسى
حرصت إسرائيل دائماً على تنفيذ جرائمها الأبشع في حقّ الإنسانية، تحت سحابة كثيفة من دخان التعمية، مالئة الأجواء والموجات الإعلامية بكلام معسول عن السلام وحماية حقوق الإنسان. ولعلّ أحد الأمثلة البارزة في هذا المجال العدوان الوحشي على لبنان والذي بلغ ذروته في مجزرة قانا (18/4/1996) بأوامر مباشرة من رئيس وزراء إسرائيل يومها “شيمون بيريز”, ومجزرة قانا ضدّ المدنيين اللبنانيين الملتجئين الى مخيم الأمم المتحدة, وضدّ الأمم المتحدة ذاتها وما تعبّر عنه وترمز اليه،كانت عملاً إرهابياً تاماً حتى أن صحيفة “إنديبندنت” البريطانية كتبت مطالبة بالتحقيق مع المسؤولين الإسرائيليين عن مصرع أكثر من مائة مدني لبناني، جلّهم من النساء والشيوخ والأطفال.
إضافة إلى ما قامت به العصابات الإسرائيلية وجيش الإحتلال الإسرائيلي على امتداد سنوات طويلة هو القتل إسرائيل بشكل جماعي للفلسطينيين في «صبرا وشاتيلا» وفي «قبية» و«دير ياسين» و«السموع» و«كفر قاسم» و«الحرم الإبراهيمي» وما زالت تقوم بالممارسات والجرائم الإرهابية المنظمة إلى يومنا هذا وفي الحاضر عمل الكيان الصهيوني على تحويل غزة إلى جحيمًا لا يطاق بكل نوع من العمليات غير الإنسانية، وشردت سكان القدس الشرقية الفلسطينيين بإكراه واحتلت أراضيهم وخطت خطوات واسعة نحو تهويد القدس وتداهم المسجد الأقصى من حين لآخر بقواتها.
غضب من مشاركة الكيان الصهيوني في الاجتماع
يعلم الجميع أن مشاركة إسرائيل في الاجتماع هي مجرد محاولة فاشلة منها على الإبقاء على بعض الماء في وجهها حيث أنه توجد العديد من التقارير تدين إسرائيل بالعديد من الجرائم وانتهاك حقوق الإنسان ويتساءل الكثير من النشطاء في عجب: لماذا أعطيت إسرائيل هذا الامتياز القاضي بأن تمارس أي نوع من الجرائم والاعتداءات مع أي فرد أو دولة دون أن تقابل بأي ردع يذكر؟
كيف يمكن يشارك الكيان الصهيوني في اجتماع للدفاع عن الحقوق والحريات و هو منذ أن احتل فلسطين لايزال يمارس خرق كل قانون دولي وإقليمي داخليًّا وخارجيًّا، اضافة إلى ممارسات الكيان الصهيوني لسياسات التجويع والترويع والحصار والتشريد والمطاردة والتعذيب والتدمير والنسف والقتل العشوائي؛ ، هل إن اسرائيل أصبحت بخلاف أي دولة وجهة أخرى معفاة سلفًا من تبعة أي ذنب يصدر عنها أو أي جريمة ترتكبها إزاء القانون الدولي؟ نعم لقد يتساءل البعض مدهوشاً: لماذا تعود إسرائيل بعد ممارستها لكل موقف أبشع للإرهاب معصومة بريئة من كل ذنب ؟
تحالف صهيوني استعماري
استطاعت التنظيمات الصهيونية قبل إعلان قيام الدولة اليهودية وبعده أن تقيم صلات وثيقة مع الدوائر الإستعمارية العالمية بحيث أصبحت الصهيونية مرتبطة عضوياً بالاستعمار العالمي تعيش على قوته وأمواله وتقدم غطاء وخدمات لوجوده، ما يجعل إسرائيل وأجهزتها القمعية ذراعاً طويلة وغير مباشرة للاستعمار تتيح له دوراً فعالاً وغير مباشر. وبطبيعة الحال تقوم هذه العلاقة على قناعة بهذا التحالف الاستراتيجي وفي إطار تبادل المنافع.
من جهة اخرى لايخفى على أحد أنه صار الكيان الصهيوني في نظر الدول الإستعمارية ولاسيما أميركا دور مهم، وصار من مصلحة الاستعمار أن تبقى إسرائيل ويشتدّ ساعدها لتقوم بدور البوليس الاستعماري في المنطقة حيث إن إسرائيل وضعت يدها على “كنز سياسي” هو تخويف الولايات المتحدة بالمدّ والخطر الشيوعي, وكانت تضرب حركات التحرّر الوطني العربية تحت هذا الزعم وبمباركة من الولايات المتحدة الأميركي وكان على الولايات المتحدة أن تعتمد على قوة مخلصة وأتت هذه القوة المخلصة مجسّدة بإسرائيل.
في الختام وفي ظل المهزلة القائمة والاجتماع الخادع في دبي لمجلس الامن فإنه يجب على مجلس الامن إن اراد مكافحة الإرهاب فعليه أن يبدأ بإسرائيل أولاً، أن يبدأ بالجذور دون الفروع، وبالأسباب دون النتائج. فكيف يهمل مجلس الامن مكافحة الإرهاب والجرائم المنظمة بينما إسرائيل التي ظلت تفعل الأفاعيل وتمارس أبشع أنواع الجرائم والتعذيب مع الفلسطينيين والعرب الآخرين منذ تواجدها غير الشرعي في أرض فلسطين مازالت مستمرة ولم يجرأ مجلس الامن على وصف أفعال الكيان الصهوني السيئة «إرهابًا» .