الوقت- يوماً بعد يوم تزداد معاناة الأسرى الفلسطينين في سجون الاحتلال الإسرائيلي جراء الجرائم الإنسانية التي ترتكب بحقهم، فالأسرى الفلسطينين يواجهون أوضاعاً صعبة في سجون الاحتلال نتيجة الإهمال الطبي المتعمد الذي يمارسه كيان الإحتلال ضد هؤلاء الأسرى، حيث يعاني معظم الأسرى من أمراض مزمنة، من بينها السرطان، وترفض إسرائيل الإفراج عنهم رغم مرضهم. في الاونة الأخيرة أظهرت تقارير أن مسؤولي السجون الصهيونية لم يتخذوا حتى اقل الإجراءات اللازمة للتعامل مع تفشي وباء كورنا بين السجناء. حيث لم تقدم مصلحة السجون الإسرائلية أي علاجات للمصابين ولم يقدمو لهم لقاحات فيروس كرونا اللازمة . نادي الأسير الفلسطيني ( وهو موسسة غير حكومية) حمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن صحة الأسرى الفلسطينين وطالب الإحتلال وإدارة مصلحة السجون بتحمل المسولية الكاملة عن حياة الأسرى، وحذر أيضاً من أن الفيروس قد ينتشر بشكل كبير نتيجة إصابة السجانين الإسرائلين الذين ينقلون العدوى للأسرى الفلسطينين داخل السجون . كما وكان هناك أيضا مطالبات صدرت عن عدة جهات فلسطنية حقوقية وإنسانية طالبت الجهات الدولية بالضغط على إسرائيل لوقف مايحدث داخل السجون ، حيث أكد الصليب الأحمر على أن أوضاع الاسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ينتهك القانون الدولي لحقوق الإنسان.
إن سياسة الصهاينة في التعامل مع الأسرى الفلسطينين تتنافى مع المواثيق والقوانيين الأممية لحقوق الإنسان ، والتي تكفل للأسير المعاملة المحترمة اللائقة به كإنسان، ولكن الكيان الصهيوني الذي يرزح في سجونه أكثر من 4500 أسير يتعمد وضع سجانه الفلسطنيين تحت ظروف صعبة رغم إدعاته المتكررة بالتزامه بحقوق الانسان، فالمئات منهم يعانون من أوضاع صحية صعبة، ويعاني عدد كبير منهم أمراض مزمنة بدون تقديم أي علاجات ،وكمثال يعاني بعض الاسرى من السرطان و الفشل الكلوي.
تشير التقارير إلى أنه بين نيسان / أبريل 2020 وديسمبر / كانون الأول 2020 ، أصيب ما لا يقل عن 140 أسيرًا فلسطينيًا بفيروس كوفيد -19. وهذا بسبب أن السجون الإسرائيلية لا توفر شروط الرعاية الصحية اللازمة للوقاية من الوباء، فهي عبارة عن أقبية للموت البطيء للأسرى الفلسطنيين. وفي ظل استمرار سياسة الإهمال الطبي التي تنتهجها إدارة مصلحة الإسرائيلية كشف نادي الأسير الفلسطيني عن إصابة أكثر من نصف الأسرى الفلسطينيين في سجن عوفر التابع للكيان الصهيوني بالضفة الغربية المحتلة بفيروس كوفيد -19. حيث صرح نادي الاسير الفلسطيني ان الاحتلال الصهيوني يستخدم الوباء كأداة لالحاق الأذى بالأسرى الفلسطينيين ولم يراعي أن بين الأسرى 41 إمراءةً و 160 طفلاً.
في الواقع رغم مطالبة المؤسسات الدولية ومؤسسات حقوق الانسان بالتدخل الفوري والعاجل لوقف جرائم الانسانية ضد الفلسطينين في السجون الإسرائيلية ، يضرب الكيان الصهيوني عرض الحائط كافة المعاهدات والمواثيق الأممية ويواصل جرائمه بحق الاسرى دون اي رادع.
وفي سياق متصل أوضح مركز فلسطين في تقرير لمناسبة اليوم العالمي لمكافحة مرض السرطان -الذي يصادف في الرابع من شباط/فبراير من كل عام- أنّ حياة الأسرى المصابين بالسرطان في سجون الاحتلال مهددة بالخطر، نظرًا لأوضاعهم الصحية الصعبة وعدم تلقيهم العلاج المناسب لحالتهم المرضية، وبالمقابل يرفض الاحتلال إطلاق سراحهم ولا يقدّم لهم سوى ما يبقيهم أحياء فقط، حتى لا يتحمّل مسؤولية وفاتهم داخل السجون.
في النهاية إن الانتهاكات الاسرائيلية للحقوق المدنية والسياسية للسكان الفلسطينيين بشكل عام وللأسرى في السجون على وجه الخصوص، يدل ان الكيان الغاصب يستهين بحقوق الإنسان ولا قيم وزناً لها. وبالإضافه إلى كافة الممارسات السيئة التي يقوم بها الإحتلال الإسرائيلي ضد الأسرى الفلسطنيين استغل الاحتلال جائحة "كورونا" ليفاقم معاناة الأسرى الفلسطينيين لتصبح مُعاناتهم في سجون الاحتلال الصهيوني مُركَّبة. بإلاضافة إلى الحرمان ومنع الزيارات والتنكيل فإننا اليوم نشهد استهتارا متواصلا بحياتهم بعدم توفير وسائل وقائية حقيقية لحمايتهم من فيروس كورونا.