الوقت- في أعقاب الهجوم الكبير الذي وقع يوم أمس على مراكز نفطية واقتصادية إماراتية رئيسية، استهدفت طائرات تحالف العدوان السعودي الإماراتي مراراً العاصمة اليمنية صنعاء بقصف عشوائي، مما أدى إلى وقوع أضرار مادية وبشرية جسيمة. وبحسب موقع المسيرة الإخباري، فإن "عدد ضحايا الهجوم الذي شنته مقاتلات تحالف العدوان السعودي الأمريكي ليل الاثنين على الحي الليبي في مديرية معين بمحافظة صنعاء، بلغ 12 شهيداً و 11 جريحاً، بعضهم من كبار السن ومنهم من النساء والأطفال ولقد كانت آثار وأضرار عملية "إعصار اليمن" التي نفذتها قوات الجیش واللجان الشعبية اليمنية يوم الاثنين الماضي في العمق الإماراتي، قوية ومؤثرة وأصابت دويلة الاحتلال الإماراتي بالصدمة والرعب، حسب محللين سياسيين، لكن الصدى الأكبر لهذه العملية الناجحة تردد في كيان الاحتلال الصهيوني الذي بات يقرأ مضامين وأبعاد مثل هذه العمليات النوعية بعقلية أكثر إدراكا وفهما على عكس ما هو عليه حال القادة والسياسيين في نظامي "سعود زايد" واللذين يسارعان عند تلقيهما لأي صفعة إلى التقليل من شأن الخصم وينسبون الإنجاز إلى أطراف أخرى قبل أن يقدموا على الانتقام من المدنيين الأبرياء.
وحول هذا السياق، كشفت العديد من التقارير الاخبارية، أن القادة الاماراتيين قاموا بالتوسل بکیان الاحتلال الصهيوني لإنقاذهم من هذا المستنقع.
ولفتت تلك التقارير إلى أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، "نفتالي بينيت"، اعلن عن "استعداد إسرائيل لتزويد الإمارات بالمساعدة، استخبارياً وأمنياً"، بعد العملية النوعية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية في العمق الإماراتي. وبعث يوم الثلاثاء الماضي برسالة إلى ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد آل نهيان، معبراً من خلالها عن إدانته الشديدة للهجمات التي استهدفت منشآت في أبو ظبي، الاسبوع الماضي، والتي أسفرت عن مصرع 3 أشخاص. وقال "بينيت" إن "إسرائيل تقف إلى جانب الإمارات، ومع الشيخ محمد بن زايد". وتوجه إلى "بن زايد" قائلاً إن "إسرائيل ملتزمة بالعمل معكم في الكفاح المستمر ضد المتطرفين في الشرق الأوسط، وسنواصل الاتحاد معكم للعمل سوياً ضد أعدائنا المشتركين". وأعلن استعداده "لتقديم مساعدة استخباراتية وأمنية، لحماية الإمارات من اعتداءات مماثلة، ووجهت أجهزة الأمن الإسرائيلية لتزويد نظيراتها في الإمارات بأي مساعدة مطلوبة، إذا كنتم مهتمين".
وحول هذا السياق، حذر مستشار رئاسة حكومة صنعاء، "حميد عبد القادر عنتر"، من أن "الإمارات سوف تتلقى ضربات أكبر من اليمنيين إن لم تنسحب من العدوان" وفي تصريحات له، قال "حميد عبد القادر": "لليمن الحق المشروع في الرد على أي عدوان وهذا يدخل في منظومة الردع الاستراتيجي".
وأضاف "عبد القادر": "الادعاءات بأننا نستخدم أسلحة إيرانية هي ادعاءات مكررة من قبل العدو السعودي الأمريكي الذي يريد من خلالها شرعنة احتلاله لليمن وجزره وسواحله".
وأكمل: "السعوديون والإماراتيون ينفذون مشاريع الأمريكي في المنطقة..إذا توقف العدوان على اليمن وتم سحب القوات الغازية من كل شبر في اليمن سيتم حينها الاتفاق بين الأطراف السياسية على حل سياسي شامل"، مؤكدا أن "الصراع في اليمن ليس له أي علاقة بالملف النووي الإيراني، وأنه لا يوجد أي علاقة بين الحرب في اليمن والملف الإيراني". وتابع مهددا: "سوف تتلقى الإمارات ضربات أكبر من اليمنيين إن لم تنسحب من العدوان، فالعين بالعين والسن بالسن، والدماء اليمنية ليست رخيصة، ودماء السعوديين والإماراتيين ليست أغلى من الدماء اليمنية".
من جهته، عرض النطاق باسم قوات صنعاء، العميد "يحيى سريع"، تغريدة احتوت على تهديد ضمني باستهداف معرض "إكسبو 2020" المقام في إمارة دبي الإماراتية، حيث دوّن سريع: "إكسبو... معنا قد تخسر... ننصح بتغير الوجهة"، ضمن إشارة جلية إلى إمكانية اللجوء إلى تهديد المعرض الدولي البارز، الذي تتواصل فعالياته حتى 31 مارس.
ووصف وزير الخارجية اليمني المهندس هشام شرف، يوم أمس الخميس، التصريحات الأخيرة لمندوبة الإمارات لدى الأمم المتحدة، وإشارتها إلى حاجة بلادها لمزيد من الدعم الأمريكي لاعتراض صواريخ صنعاء الدفاعية، بأنها استعراضية وأشبه بالصراخ المفتعل للمذنب أمام العالم. وأفادت عدد من التقارير الاخبارية، أن وزير الخارجية اعتبر أن تصريحات مندوبة الإمارات خلال مقابلة مع شبكة CNN الأمريكية، محاولة لاستباق أي تحقيق دولي سيحمل الطيران الحربي الإماراتي مسؤولية مقتل وإصابة أكثر من 300 شخص جراء استهدافه للسجن الاحتياطي بمحافظة صعدة. وذكّر الوزير "شرف"، مندوبة الإمارات أن بلدها هي من انخرطت في حرب عبثية لا ناقة لها فيها ولا جمل، سوى الرغبة في الظهور أمام العالم بمظهر أسبرطة الصغيرة كما أغواها بذلك وزير الدفاع الأمريكي السابق الجنرال "جيمس ماتيس"، وتملك قيادتها وهم إمكانية احتلال أراضي وجزر يمنية ورغبتها في الهيمنة والغطرسة بما لديها من موارد مالية.
وأوضح أن صنعاء حاولت التزام عدم إدراج الإمارات في نطاق الاستهداف الدفاعي بعد إعلانها أكثر من مرة انسحابها من التدخل في اليمن، ولكن محاولة حكومة الإمارات العودة مجددا لتحالف العدوان وفرض واقع سياسي وعسكري جديد على الساحة اليمنية، حتم على صنعاء اتخاذ الموقف المناسب وإرسال رسائل تحذيرية حتى لا تقع دولة الإمارات في مطب أوهام السيطرة وخدمة أجندات دول أخرى في المنطقة ومنها الكيان الصهيوني.
وأكد أن صنعاء بقواتها الدفاعية وكل إمكانياتها العسكرية تحتفظ بحق الدفاع عن اليمن واليمنيين بشكل كامل دفاعا وهجوما ضد أي مصادر خطر تراها السلطة السياسية وحكومة الإنقاذ الوطني. وجدد وزير الخارجية الدعوة للسلطات الحاكمة في أبوظبي والرياض، بأن لا تغويها وعود الحلفاء بالدعم من خارج حدودها وأن تحكم العقل، وألّا يكون اليمن هاجسا لديها أو خطرا عليها، وأن تعمل على انتهاج مسار سلام وعلاقات طيبة متبادلة والابتعاد عن أحلام اليقظة لدى البعض في إمكانية فرض ما يريدونه من واقع سياسي وحكم في اليمن، وترك دعم مجموعة أمراء الحرب والمنتفعين لديهم من مأساة ومعاناة اليمنيين وخاصة حاشية الرئيس المستقيل المنتهية ولايته وبقية المنتفعين من هذه الحرب التي سيذكر التاريخ من قام بها بأسوأ الصفات.