الوقت-دخل ثاني أقدم أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، ماهر يونس (64 عاماً) عامه الـ 40 والأخير في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، حيث يقبع حالياً في معتقل "النقب" الصحراوي.
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الأسير يونس في 18 كانون الثاني/ يناير عام 1983 بعد اعتقال إبن عمه عميد الأسرى كريم يونس بأسبوعين، وبعد التحقيق معه ووجهت له النيابة العسكرية التابعة لدولة الاحتلال تهمة الإنتماء إلى حركة فتح، وحيازة أسلحة بطريقة غير قانونية، وقتل جندي من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأصدرت محاكم الاحتلال في بداية اعتقاله حكماً بحقه بالإعدام شنقاً برفقة الأسيرين كريم وسامي يونس بدعوى "خيانة المواطنة"، وبعد شهر عادت محكمة الاحتلال وأصدرت حكماً بتخفيض العقوبة من الإعدام إلى السجن المؤبد مدى الحياة، وبعد جهود قانونية حثيثة، حددت سلطات الاحتلال في أيلول/ سبتمبر عام 2012 حكم المؤبد 40 عاماً، لعدد من أسرى الداخل من بينهم الأسير ماهر يونس.
وجرى اعتقال الأسير يونس بعمر 23 عاماً قبل أن يتزوج، وأمضى سنين شبابه في المعتقل دون أن يؤسس عائلة، واليوم هو محروم حتى من التعرف على أبناء وبنات أشقائه، بقرار من المحكمة الاحتلال المركزية في الناصرة بحرمانه من زيارة ذويه من الدرجة الثانية، كما تم رفض التماس تقدم به الأسير عام 2008 لرؤية والده وهو على فراش الموت، ليتوفى دون أن يراه أو يقوم بوداعه بعد سنوات من الإنقطاع.
خاض الأسير يونس إضراباً مفتوحاً عن الطعام لمدة 10 أيام، منذ 25 شباط/فبراير عام 2013 خلال تواجده في معتقل "الجلبوع"، وذلك لتسليط الضوء على معاناة الأسرى في السجون الإسرائيلية خصوصا أسرى الداخل الفلسطيني الذين يحرمون من صفقات التبادل، وأوقف إضرابه بعد تدخل من الرئيس محمود عباس الذي وعد برفع قضيتهم على سلم الأولويات.
والأسير يونس هو أحد الأسرى القدامى المعتقلين ما قبل اتفاقية أوسلو، وعددهم (25) أسيراً نصفهم من فلسطين 1948، وممن تم الاتفاق مع بدء المفاوضات السياسية أواخر تموز/ يوليو من العام 2013 على إطلاق سراحهم على أربع دفعات، حيث التزمت الاحتلال بإطلاق سراح ثلاث دفعات بواقع (26) أسيراً في كل دفعة، ونكثت بالاتفاق ولم تلتزم بإطلاق سراح الدفعة الرابعة.
وتقول والدة الأسير ماهر يونس الحاجة أم نادر: "منذ اعتقال ماهر عام 1983 لم يظل سجن إلا ووقفت على أبوابه الحديدية".
وتنتظر أم نادر عودة ماهر لأحضانها، ليغمرها الفرح بعد أن نالت منها الأمراض، وأقعدها فوق كرسي متحرك، ومنعتها من زيارة ماهر منذ عامين. وتقول: "حياتي ليس لها معنى دون رؤية ماهر، وما زلت أسيرة معه، حتى يتحطم قيد السجن ونجتمع دون قضبان وسجّان".