الوقت - اندلعت مظاهرات وأعمال شغب واسعة النطاق في أجزاء مختلفة من كازاخستان يوم الأربعاء ، 5 يناير / كانون الثاني ، حيث نزل المتظاهرون إلى الشوارع للاحتجاج على ارتفاع أسعار الغاز.
في الخطوة الأولى، عزل الرئيس قاسم توكاييف رئيس الوزراء عسكر مامين وعين نائبه عليخان إسماعيلوف، كرئيس للوزراء ، لكن المتظاهرين رفضوا هذه الخطوة، ولإنهاء الاضطرابات في هذا البلد طالبوا بـ: 1. العودة إلى دستور 1993 (تقليص صلاحيات الرئيس) 2. تغيير نظام الحكم 3. انتخاب حكام محليين من قبل الشعب 4. تحرير النشطاء المدنيين 5. عدم انتخاب رئيس جديد من بين افراد النظام الحالي.
لكن لم يمض وقت طويل قبل أن تتحول المظاهرات الشعبية في الشوارع إلى أعمال شغب عنيفة ، وتخريب للممتلكات العامة ، ونهب للمراكز الحكومية والعسكرية. حيث اضرم المتظاهرون النار في مبنى مجلس مدينة ألماتا العاصمة الكازاخستانية السابقة، وسيطروا على عدة مراكز عسكرية ووزعوا أسلحة وذخيرة على المتظاهرين.
وعقب هذه الأحداث، أمر الرئيس الكازاخستاني قاسم توكاييف ، الجيش وقوات الأمن بمواجهة المتمردين وقال في خطاب متلفز: أعتزم التصرف بحزم. القضية تتعلق بأمن كازاخستان. ومهما حدث سأبقى مع الشعب وفي العاصمة حتى النهاية.
كما طلب توكاييف من الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الامن الجماعي إرسال قوات والمساعدة في الحفاظ على الأمن. وبعد إعلان طلب المساعدة، ارسلت الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تضم بيلاروسيا ؛ أرمينيا ؛ قيرغيزستان وطاجيكستان قوات إلى هذا البلد، كان ذلك مجرد تحرك سياسي لأن الأعداد منخفضة جدا ، لكن روسيا أرسلت أعدادا كبيرة من القوات والمعدات إلى كازاخستان، وتم تسجيل 74 رحلة نقل عسكرية بين البلدين حتى الآن.
وحسب المعلومات المتوافرة ، تم إرسال 3600 جندياً روسياً و 70 جنديا أرمنيا و 200 جنديا طاجيكياً إلى كازاخستان حتى الآن. كما تم إرسال عدد غير معروف من القوات البيلاروسية إلى ألماتا، وأسفر هجوم وقع الليلة الماضية على مركبة تقل هؤلاء الجنود الى مقتل جندي بيلاروسي وإصابة اثنين آخرين.
وحسب إحصاءات مصادر حكومية، قُتل 18 من جنود كازاخستان في اشتباكات مع المتظاهرين؛ لا يتوفر عدد دقيق للمدنيين الذين قتلوا ، لكن بالنظر إلى حجم الاشتباكات، ربما قُتل عشرات المتظاهرين.
هل كانت أحداث كازاخستان بمثابة هجوم مضاد من الغرب على موسكو؟
لا شك في أن الشغل الشاغل للغرب وحلف الناتو في الوقت الراهن هو تواجد تلك القوة الكبيرة من موسكو شرق أوكرانيا وإمكانية غزو كييف. ورغم أن المسؤولين الروس يتهمون الحكومة الأوكرانية بانتهاك وقف إطلاق النار ومحاولة مهاجمة الانفصاليين في منطقة دونباس ، يزعم المسؤولون الغربيون أن الجيش الروسي لديه حوالي 100 الف جندي وآلاف من المدرعات وأنظمة الدفاع والمدفعية على حدود أوكرانيا و تعتزم مهاجمة هذا البلد بكامل قوتها.
وبالتالي ، يعتقد العديد من المحللين أن الأحداث في كازاخستان هي أكثر من مجرد احتجاج شعبي على ارتفاع أسعار الوقود، وهناك أدلة كثيرة على أن الغرب متورط بشكل مباشر في تنظيم الاحتجاجات والاضطرابات العامة في البلاد.
وكتب رئيس لجنة العلاقات الخارجية لمجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشوف، في منشور على فيسبوك: "من بين المحتجين في كازاخستان مسلحون من الشرق الأوسط ، بما في ذلك أفغانستان".
وأشار هذا السناتور في منشوره إلى التدريب الاحترافي لأعضاء العصابات المسلحة. وقال كوساتشوف إن القوات المسلحة حاصرت المتظاهرين عدة مرات لكنهم واجهوا مقاومة حرفية. ولم يعتبر ما يحدث في كازاخستان احتجاجات مدنية، وقال إنها "تهديد لنا جميعا".
على أي حال، ان كازاخستان هي أكبر جمهورية استقلت عن الاتحاد السوفيتي السابق بمساحة تزيد عن مليوني كيلومتر مربع ، وهي ذات أهمية استراتيجية بالنسبة للاتحاد الروسي ، ولن تظل موسكو صامتة بأي حال من الأحوال بشأن تعريض أمنها للخطر.
كازاخستان وقاعدة بايكونور الفضائية هما المركزان الفضائيان الرئيسيان اللذان تستخدمهما روسيا وموقع إطلاق مراكبها الفضائية؛ كما ان هذا البلد من أكبر مالكي ومستخرجي اليورانيوم في العالم على مدار السبعين عاماً الماضية.
ومن وجهة نظر أكثر تشاؤمية، يعتقد بعض الخبراء أن بداية الاضطرابات في كازاخستان هي مقدمة للخطة الأمريكية الغربية لنقل الجماعات التكفيرية والإرهابية إلى دول آسيا الوسطى والحديقة الخلفية لروسيا. في السابق، كان العديد من الجماعات الإرهابية المشاركة في الحرب العراقية والسورية من الأوزبك والطاجيك والتركمان، وقد يكون زعزعة استقرار دول هذه المنطقة بنشر قوات وقادة متمرسين من سوريا والعراق بداية لتغيير حكومات هذه الدول وذريعة للتدخل الغربي بما يشبه خطة "الشرق الأوسط الكبير".