الوقت-أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي أن بكين لا توقع أفريقيا في فخّ الديون، وذلك أثناء جولة أفريقية يزور خلالها عدة مشاريع بنى تحتية تموّلها بلاده.
وأكد وانغ أن القروض المرتبطة بهذه المشاريع تمثل "منفعة متبادلة"، رافضاً فكرة أن بلاده تنصب فخّاً للدول الأفريقية، قائلاً "إنها قصة اختلقها أولئك الذين لا يريدون رؤية تطوّر أفريقيا، وإذا كان هناك فخّ، فهو فخّ الفقر والتخلّف".
تأتي جولة وانغ بعد وقت قصير من زيارة أجراها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تشرين الثاني/نوفمبر إلى القارة.
وحرص المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس حينها على التنويه بـ"الشراكات" التي تقدّمها بلاده للدول الأفريقية "على أساس الفرص المتبادلة والاحترام المتبادل" خلافاً، على حدّ قوله، للمشاريع الصينية.
وقال برايس للصحافيين: "نحن لا نطلب من شركائنا الاختيار بين الولايات المتّحدة ودول أخرى بما في ذلك جمهورية الصين الشعبية، لا نريد إجبارهم على الاختيار بل نريد أن نعطيهم خيارات".
وأصبحت الصين ثاني جهة دائنة لكينيا بعد البنك الدولي وقد موّلت مشاريع بنى تحتية باهظة الثمن في بلد ارتفع فيه مستوى الديون بشكل حاد في السنوات الأخيرة.
ويمثّل بناء محطة جديدة في مرفأ مومباسا استثماراً بقيمة 353 مليون دولار، كما موّلت بكين مشروع البنى التحتية الأغلى كلفةً منذ استقلال كينيا، وهو خطّ قطار بلغت تكلفته خمسة مليارات دولار.
ويوضح المحلل الاقتصادي والجيوسياسي أليخان ساتشو لوكالة فرانس برس أن كينيا كانت تواجه مستويات فائدة مرتفعة لتمويل استثمارات "لا تولّد أي عائد على الاستثمار في المستقبل القريب".
ومن المقرر أن يلتقي الوزير الرئيس أوهورو كينياتا، بعد لقاء صباح الخميس مع وزراء عديدين مع توقيع اتفاقات في مجالات التجارة والصحة والأمن وحتى نقل التقنيات الخضراء.
وكان وانغ أعلن الخميس أن بلاده ستعيّن مبعوثاً خاصاً إلى القرن الافريقي، في إشارة إلى استعداد بلاده للانخراط دبلوماسياً في هذه المنطقة التي تعاني من صراعات مختلفة.
ويتزامن الإعلان مع وصول المبعوث الخاص الأميركي إلى القرن الأفريقي جيفري فيلتمان إلى إثيوبيا التي تعاني منذ أكثر من عام بسبب الحرب بين الجيش الفدرالي ومتمردي تيغراي.
وعبّر وانغ الأربعاء في إريتريا عن معارضة الصين للعقوبات الأميركية المفروضة على الدولة شديدة الانغلاق، والتدخل في "الشؤون الداخلية للدول الأخرى بحجة الديمقراطية وحقوق الإنسان".
يذكر أن واشنطن فرضت عقوبات أيضاً على إريتريا العام الماضي بسبب مشاركتها في النزاع في إثيوبيا الذي أسفر عن مقتل آلاف الأشخاص، وطلبت من أسمرة سحب قواتها من تيغراي حيث كانت تقاتل إلى جانب الجيش الفدرالي.