الوقت- كل الأنظار تتجه إلى أفغانستان المنكوبة بالأزمة في إقليم بنجشير، حيث اختار أحمد مسعود وقواته الدفاع عن أنفسهم ورفض قبول شروط طالبان.
حاليا، بنجشير في شمال شرق أفغانستان هي المنطقة الوحيدة التي لا تخضع لسيطرة طالبان، وتصاعدت الاشتباكات في الإقليم في الأيام الأخيرة مع فشل المفاوضات. وفي بنجشير، قرر زعماء القبائل والشيوخ وآلاف القوات الموالية لأحمد مسعود المقاومة وتكثيف الهجمات ضد طالبان وإرسال عدد من القوافل العسكرية إلى المنطقة. وبحسب آخر المعلومات، شنت طالبان هجمات من منطقتي "ده صلاح و اندراب" جنوب محافظة "بغلان" باتجاه قسم "پل حصار" وتحاول السيطرة على المنطقة. إذا تمكنت قوات طالبان من السيطرة على قسم "پل حصار"، فإنها ستقترب من المناطق الشمالية من ولاية بنجشير، بما في ذلك "حصه اول و بازارک"، وتفتح الطريق للتسلل إلى هذه المناطق التي يسيطر عليها أحمد مسعود وقواته. وبحسب مصادر ميدانية، قاومت قوات أحمد مسعود على هذا المحور، ونجحت بصد الهجمات ودفع قوات طالبان إلى مناطق "ده صلاح و اندراب" ومنعها من التقدم. وتستمر الاشتباكات حاليًا بين أحمد مسعود وطالبان بين منطقتي ده صلاح و اندراب والجزء الشمالي من منطقة پل حصار، ويبقى أن نرى الجانب الذي يمكن أن يكون له اليد العليا على هذا المحور. وأفادت أنباء من المحور الشمالي الشرقي لإقليم بنجشير أن قوات طالبان نفذت هجمات عنيفة من جنوب ولاية تخار ونجحت في إزاحة قوات احمد مسعود والاستيلاء على قسم "پریان". وفي المحور الجنوبي لإقليم بنجشير، نفذت قوات طالبان أيضًا عمليات من مناطق جبل سراج كلبهار الحدودية (على الحدود الشمالية لإقليم كابيسا) إلى منطقة "تاواخ" التي قاومتها قوات أحمد مسعود. تظهر التطورات على الأرض أن طالبان تحاول زيادة الضغط على أحمد مسعود وقواته للاستسلام في ولاية بنجشير بشن هجمات متعددة الجوانب، وفي نفس الوقت إرسال قوات ومعدات جديدة لشن عمليات واسعة النطاق. على الرغم من جهود طالبان الشاملة للسيطرة على بنجشير، شكّل أحمد مسعود وأمر الله صالح مجموعات متماسكة في الإقليم لمقاومة الهجمات وصدها، وإذا نجحت، سيصبحان قدوة لأجزاء أخرى من أفغانستان. وتعمل طالبان جاهدة للاستيلاء على السلطة في أفغانستان بشكل كامل وتغيير المعادلة في بنجشير لصالحها لأنها تعرف جيدًا أنها إذا لم تنجح ضد أحمد مسعود، فسيتعين عليها التعامل مع مجموعات جديدة أخرى في مناطق مختلفة في المستقبل. للدخول في الصراع وهذا الموضوع أرعب هذه المجموعة.
وتقع بنجشير في واد ضيق ولكنه غير سالك في شمال شرق أفغانستان، ولقوات أحمد مسعود في المحافظة، التي كانت مركز المقاومة ضد السوفييت وطالبان في الحروب السابقة، خبرة كبيرة في القتال، ما سيجعل الأمر أكثر صعوبة على طالبان.