الوقت-تتجه دول الاتحاد الأوروبي إلى تشكيل قوة ردع عسكرية لمواجهة التحديات الأمنية والدفاعية، وذلك بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان.
وفي اجتماع عقده وزراء دفاع الدول الأعضاء في الاتحاد، في مدينة كراني في سلوفينيا، أشار أولئك إلى ضرورة "التقدم على طريق إقامة دفاع أوروبي مشترك وتحقيق استقلاليته"، وذلك بعد التطورات التي شهدتها أفغانستان، وتداعيات الانسحاب الأميركي من ذلك البلد الذي سرعان ما سيطرت عليه حركة "طالبان".
وقال وزير دفاع سلوفينيا، ماتي تونين، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، "إن أزمة أفغانستان أظهرت أن أوروبا لا تمتلك إمكانيات عسكرية كافية".
من جهتها، طالبت ألمانيا الاتحاد الأوروبي بالسماح لتحالفات الدول من داخل التكتل بنشر سريع للقوات في حالة نشوب أي أزمة.
وقالت وزيرة الدفاع الألمانية إن "القدرات العسكرية لدى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي موجودة بالفعل لكن المعضلة الأساسية بالنسبة إلى مستقبل سياسات الأمن والدفاع الأوروبية تكمن في كيفية توحيد تلك القدرات واستغلالها"، على حد تعبيرها.
من جهته، قال الممثل الأعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد، جوزيب بوريل، إن "هناك حاجة ملحة لتشكيل قوة دفاعية أوروبية مشتركة".
وكان بوريل قال الأربعاء، إن انسحاب الغرب الفوضوي من أفغانستان سيكون على الأرجح عاملاً محفّزاً في محاولات الاتحاد الأوروبي لتطوير دفاعاته المشتركة، مضيفاً أنه يتعيّن إنشاء قوة للرد السريع في إطار ذلك.
وقال قبل اجتماع غير رسمي لوزراء دفاع الاتحاد الأوروبي، في سلوفينيا، "هناك أحياناً أحداث تُحفّز التاريخ وتُحدث انطلاقة، وأعتقد أن أفغانستان واحدة من هذه الحالات".
وأضاف للصحافيين "الحاجة إلى دفاع أوروبي أكثر قوة باتت جلية أكثر من ذي قبل".
هذا وقال جونار ويجاند، مدير شؤون آسيا والمحيط الهادي في المفوضية الأوروبية، الأربعاء الماضي، إن "الاتحاد الأوروبي سيحتاج إلى التعامل مع حركة طالبان، لكنه لن يتسرّع في الاعتراف رسمياً بالحركة باعتبارها الحاكم الجديد لأفغانستان".