الوقت_ عقب مماطلة ما تسمى "لجان درعا المركزيّة" وممثلي أحياء درعا البلد، بعد شهر من إطلاق جهود التسوية لإنهاء سيطرة المجموعات الإرهابية المسلحة في محافظة درعا وإعطاء الأولوية لحل يحفظ دماء المدنيين ويكرس حالة الأمن والاستقرار فيها، خرجت الدفعة الأولى والثانية من المسلحين الرافضين للتسوية بالخروج من درعا البلد إلى الشمال السوريّ، بموجب الاتفاق الذي توصّل إليه المفاوض الروسيّ، وكان الخروج بسبب الضغط الذي مارسه الجيش السوريّ، حيث قام مؤخراً باستقدام تعزيزات عسكريّة بهدف إخراج المجموعات الإرهابية الرافضة لجهود التسوية جنوب البلاد، وتسليم كل أنواع الأسلحة التي بحوزتها وتكريس الاستقرار الأمنيّ في المحافظة.
لم ينجح إصرار المجموعات الإرهابية في رفض التسوية والتمسك بالسلاح بالاستناد إلى دعم سياسيّ خارجيّ لإفشال جميع الجهود التي قامت بها حكومة دمشق، وتتحدث وسائل إعلام أنّ خروج المسلحين يأتي بموجب اتفاق روسيّ سيخرج مجموعات إرهابيّة أخرى تباعاً من درعا البلد، في ظل تمسك الجيش السوريّ بحسم تلك القضيّة بعد استنفاد كافة السبل للوصول لحل سلميّ بعيداً عن العمليات العسكريّة.
وبعد أن شعر الإرهابيون المسيطرون على بعض المناطق في درعا أنّ الحسم العسكريّ السوريّ قد اقترب، بعد انتهاء المهلة التي حددتها روسيا لاستمرار المفاوضات التي فشلت مراراً، ينصّ الاتفاق على أنّه بعد خروج المسلحين الرافضين للتسوية يدخل الجيش السوري لدرعا البلد، حيث إنّ المجموعات الإرهابية المنتشرة في درعا البلد لم تعد تستطيع تعطيل جهود التسوية وتسليم السلاح لمدّة أطول، والدليل أنّها عملت على إقامة تحصينات جديدة مستغلة الهدنة السابقة للتحضير لشن اعتداءات عبر فلولها المتواجدة في بعض المناطق على المدنيين ونقاط الجيش السوريّ واستعادت أسلحتها الثقيلة المخبأة، والتي يفترض أنها سلمتها للدولة خلال المرحلة الماضية.
"خروج المجموعة الإرهابيّة كان بسبب الضغط الذي مارسه الجيش السوري مؤخراً"، وفقاً لمصادر عسكريّة سوريّة، بعد احساسها بأنّ تعنتها في تلك المسألة سيضر بها بشكل كبير، بعد أن ربطت قراراتها بالتصريحات الصادرة عن بعض الدول الغربيّة الداعمة للإرهاب وبالعدو الصهيونيّ الغاصب الذي يكرر اعتداءاته على الأراضي السوريّة في محاولة لرفع معنويات الإرهابيين، لكن قرار الجيش السوريّ لا رجعة عنه في إعادة الاستقرار إلى المحافظة الجنوبيّة التي تحول بعض أحيائها وقراها إلى بؤر ينتشر فيها بعض الإرهابيين والخارجين عن القانون.
وللحظة الأخيرة يصمّم المسلحون على عرقلة الاتفاق الروسيّ القاضي بطردهم للشمال السوريّ، في محاولة أخرى لتعطيل جميع الجهود والمبادرات التي بذلت لإنهاء الوجود الإرهابيّ في المنطقة وتسليم السلاح وإعادة الحياة الطبيعية إليها، والدليل ما ذكرته الوكالة الرسميّة السوريّة "سانا"، حول أنّه مع أول محاولة لإخراج الإرهابيين الرافضين للتسوية من أحياء درعا البلد وطريق السد والمخيم، اعتدى الإرهابيون على أحياء مدينة درعا بقذائف الهاون، وهذه ليس المرة الأولى فقد شنّ الإرهابيون المتحصنون في المناطق المحيطة بحي درعا البلد عدة اعتداءات على الأهالي وعناصر الجيش السوريّ بقذائف الهاون والعبوات الناسفة والأسلحة الرشاشة، وقد تسببت باستشهاد عدد من المدنيين والعسكريين خلال الأشهر الفائتة.
وفي الوقت الذي دخل فيه عدد من الباصات إلى منطقة درعا البلد لنقل الإرهابيين الرافضين للتسوية إلى الشمال السوريّ، احتشد آلاف المواطنين المهجرين من تلك المناطق عند حاجز "السرايا" بانتظار خروجهم ليعودوا إلى منازلهم التي هجروا منها قبل شهر تقريباً، لكن المجموعات الإرهابية المتمترسة في درعا البلد أطلقت عدّة قذائف هاون على الأحياء الآمنة في المدينة في محاولة جديدة لترهيب الأهالي وتعطيل عملية الخروج، ولهذا السبب وغيره قامت وحدات من الجيش السوريّ بالانتشار في عدد من المناطق في محافظة درعا، منذ عدّة أيام، لضبط الأمن وإنهاء معاناة الأهالي وتعزيز الأمن والاستقرار، ولا سيما في الذي يتحصن فيها المطلوبون.
نهاية القول، أفشل الجيش السوريّ محاولات المجموعات الإرهابيّة في درعا لتعطيل جهود التسوية وإبقاء السلاح والتهديد الأمنيّ، وإنّ استقدام وحدات الجيش السوري تعزيزات إلى مدينة درعا من أجل وضع حد لاعتداءات الإرهابيين وترسيخ الأمن والاستقرار في كافة أرجاء المحافظة، كان له الدور الأكبر في إنهاء ذلك الملف الهام الذي تسعى دول العدوان على سوريا لاستغلاله من خلال كافة الوسائل والتي كان من بيتها قطع الشريان الاقتصاديّ المتمثل بالأوتوستراد الدوليّ وصولاً إلى معبر نصيب - جابر الحدوديّ مع المملكة الأردنيّة، حيث حاولت الجماعات الإرهابيّة في ريف درعا الشرقيّ بشكل مكثف لقطع الطريق وترهيب المسافرين والمواطنين.