الوقت- نشرت وسائل الإعلام الفلسطينية، الأحد، قائمة شروط تتعلق بالسلطة الفلسطينية قدمتها إلى جو بايدن.
هذه القائمة هي شروط أبو مازن لاستئناف مفاوضات التسوية. مفاوضاتٌ بدأت منذ عام 1993 ولم تصل حتی الآن إلى النتيجة النهائية، أي إقامة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
قائمة شروط أبو مازن
في القائمة التي قيل إنه قدمها إلى إدارة جو بايدن من أجل استئناف محادثات التسوية، وضع أبو مازن الشروط التالية:
• إعادة فتح "بيت المشرق" ومؤسسات فلسطينية أخرى في القدس المحتلة، والتي أغلقت منذ عام 2001.
• إعادة أوضاع المسجد الأقصى والباحات المحيطة به إلى ما كانت عليه سابقاً، من حيث وجود شرطة الکيان الصهيوني واعتداءات المستوطنين المتطرفين.
• إنهاء طرد الفلسطينيين من منازلهم في القدس، كما في حي الشيخ جراح.
• إطلاق سراح المجموعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين، والتي لم تکتمل في مفاوضات 2014.
• وقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس، وإخلاء المستوطنات الصهيونية التي أقيمت في الأراضي الفلسطينية.
• إنهاء هدم منازل الفلسطينيين في وادي نهر الأردن.
• وقف اعتداءات الجيش الإسرائيلي على المدن الفلسطينية.
• إعادة أسلحة أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، والتي صادرتها اسرائيل.
• إلغاء قانون "المواطنة".
• زيادة ترخيص العمال الفلسطينيين للعمل في الأراضي المحتلة.
• عودة ضباط الشرطة والموظفين وضباط الجمارك التابعين للسلطة الفلسطينية إلى معبر النبي، كما جاء في اتفاقيات أوسلو، إعادة فتح معبر "جسر دامية" للبضائع، الموافقة على بناء مطار دولي في الضفة الغربية وإنشاء منطقة تجارة حرة بالقرب من أريحا.
• تخصيص أراض في المنطقة "ج" لبناء مصانع ومحطات توليد كهرباء ومشاريع سياحية، نقل سلطة التصميم والبناء إلى السلطة الفلسطينية وتعزيز أنشطة السلطة الفلسطينية في المنطقة "ب"، بالإضافة إلى تطوير خزانات الوقود إلى الموانئ المشتركة بين إسرائيل والأردن وتطوير السكك الحديدية في الضفة الغربية.
• تعديل اتفاقية باريس للسماح بدخول البضائع إلى الضفة الغربية من خلال جمارك السلطة الفلسطينية، وعدم تسليم الجمارك لإسرائيل.
• تطوير شبكة الهاتف المحمول في الضفة الغربية إلى الجيل الرابع (G4).
أبو مازن والهروب إلی الأمام
إن ما يقدمه أبو مازن هو مجموعة من الأمور اليومية المستحيلة، ويدرك هو نفسه استحالة تنفيذ هذه الشروط، ولا يقصد في طرح هذه الشروط إلا خداع الرأي العام.
يقوم أبو مازن بتقديم قائمة الشروط هذه للجلوس إلى طاولة المفاوضات، بينما كان يتوسل من قبل إلى الصهاينة لإجراء المفاوضات، لكن الصهاينة هم من کانوا لا يعيرونه اهتماماً. والآن ينشر هذه الشروط لعقد مفاوضات مع الصهاينة لم تسفر عن أي نتائج تذکر.
التخلي عن الشروط الأولية للسلطة الفلسطينية
أحد الشروط الأولية لأبو مازن والسلطة الفلسطينية في المفاوضات التي جرت بعد عام 2008 ومؤتمر أنابوليس، كان دائمًا بدء المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها في عام 2008.
والآن يتخلى أبو مازن عن شرطه؛ شرطٌ يعرف هو نفسه جيدًا بأنه قد تراجع عنه بسهولة خلال عامي 2010 و 2013.
عدم الاهتمام بإقامة دولة فلسطينية مستقلة
كان من المقرر أن تنتهي المفاوضات بين منظمة التحرير الفلسطينية والکيان الصهيوني بإقامة دولة فلسطينية مستقلة. لكن هذه القضية تم التخلي عنها تمامًا مع وصول ترامب إلى السلطة، كما أكد الصهاينة علی ذلك أيضًا.
والآن لا يشير أبو مازن في شروطه إلى نهاية المفاوضات، ويبدو أن إقامة دولة فلسطين المستقلة قد أزيلت من منظومته الفکرية، مثل الثوابت الوطنية للفلسطينيين.
عدم ذكر المبادئ الوطنية لفلسطين
على الرغم من أن أبو مازن ذكر القدس في شروطه لاستئناف المحادثات، إلا أنه لم يذكر اللاجئين الفلسطينيين أو قضية المياه؛ وهما قضيتان قد أزيلتا من برامجه کما يبدو.
والآن، من خلال تقديم هذه الشروط، يظهر أنه ليس فقط ليس لديه خطة لهاتين المسألتين، بل لم يشر إليهما حتی، ويتضح أنه قد أزال هذا المبدأ الفلسطيني من نظامه الفكري.
حذف قطاع غزة
حالياً، تعدّ قضية إعادة إعمار قطاع غزة، إلى جانب المسجد الأقصى ومدينة القدس، من أهم قضايا فلسطين.
لكن أبو مازن لا يذكر قطاع غزة، الذي عانى من سلسلة حروب وحصار دام 14 عاماً، في قائمة الشروط التي يعلم هو أكثر من غيره أنه لن يتم قبولها وتنفيذها، ويتجاهل بسهولة المليوني فلسطيني في قطاع غزة. بينما نهضت منظمات غير حكومية صغيرة من جميع أنحاء العالم لمساعدة قطاع غزة.
قائمة شروط أبو مازن هي شرح لخدماته المجانية للصهاينة. إنه يضع هذه القائمة بينما يقضي على جميع منافسيه المحليين، ولا يسمح لخصومه بأدنى انتقاد له، من محمد دحلان إلى "نزار بنات"، الذين اغتيلوا أو طُردوا جميعاً من فلسطين عبر سياسة الإبعاد الجسدي. هذا هو أبو مازن الذي وصفه الحاخامات الصهاينة بأنه أفضل نعمة للصهاينة.