الوقت-قالت وسائل إعلامية أفغانية، اليوم الجمعة، أن حركة "طالبان"، التي استولت منذ أيار/مايو على مناطق ريفية واسعة واقتربت من عدة مدن كبرى، قد دخلت مدينةَ قلعة نو التي يسكنها نحو 75 ألف نسمة، كما أعلنت سيطرتها على على مقاطعة بدغيس.
وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية مقتل 69 مسلحاً من حركة طالبان وإصابة 23 آخرين، في عمليات هجومية نفذها الجيش الأفغاني على مركز ولاية "بادغيس" غرب البلاد.
وذكرت وسائل إعلام أفغانية أن مسؤولين أمنيين أفادوا بأن هناك مناطق عدة في كابول مهددة بدخول طالبان والسيطرة عليها، مشيرة إلى أن 70 قرية من أصل 130 تخضع لسيطرة طالبان في منطقة ساروبي بإقليم كابول.
وفي ولاية غازني، ذكر الإعلام الأفغاني أن القوات الأمنية الأفغانية تخوض معركة عنيفة مع مقاتلي طالبان بعد أن شنّت الأخيرة هجوماً مساء أمس الخميس على مقاطعة شهرك.
وفي هذا السياق، أكد رئيس مصلحة الجمارك بالإنابة في مدينة هرات، نصار أحمد الناصري، أن منطقة إسلام قلعة الحدودية، إحدى بوابات التجارة الرئيسية إلى إيران، ومدينة تورغوندى الحدودية، وهي بوابة تجارية إلى تركمانستان، وكلاهما في مقاطعة هرات، قد سقطتا في يد طالبان، وفق موقع "تولو نيوز" الأفغاني.
وتأتي هذه التطورات مع إعلان الجيش الأميركي أنه أنجز انسحابه من أفغانستان بنسبة "أكثر من 90%".
وفي هذا السياق، قال الرئيس الأميركي جو بايدن أمس الخميس إن "سيطرة حركة طالبان على أفغانستان بعد سحب القوات الأميركية ليست أمراً حتمياً"، مؤكداً أن انسحاب هذه القوات سيكتمل بنهاية آب/أغسطس المقبل.
وأضاف بايدن أن "300 ألف عسكري أفغاني، مزوّدين بعتادٍ جيد ويمتلكون سلاح جو، سيكونون قادرين على مواجهة 75 ألفاً من مقاتلي طالبان"، نافياً ما نشر حول توقع الاستخبارات الأميركية سقوط الحكومة الأفغانية خلال نصف عام.
وتابع قوله للصحافيين في البيت الأبيض "لا أثق في طالبان، لكنني أثق بقدرة الجيش الأفغاني"، موضحاً أن "واشنطن لم تتدخل في أفغانستان قبل عقدين لبناء أمة، وتلك مسؤولية الأفغان".
هذا وأجرى الممثل الخاص للرئيس الروسي في أفغانستان زامير كابولوف، أمس الخميس، مشاورات مع وفد من المكتب السياسي لحركة "طالبان"، نوقش خلالها الوضع الراهن في أفغانستان وآفاق استئناف المفاوضات بين الأطراف الأفغانية، وفق بيان لوزارة الخارجية الروسية.
وأعرب الجانب الروسي خلال المشاورات عن قلقه من تصاعد التوتر في المناطق الشمالية من أفغانستان، ودعا إلى منع انتشاره خارج البلاد.
وتعهّدت حركة "طالبان"، في المقابل، "عدم انتهاك فصائلها المسلحة حدود دول آسيا الوسطى"، فضلاً عن "تقديم ضمانات بتأمين أمن البعثات الدبلوماسية والقنصلية للدول الأجنبية وسلامتها في أراضي أفغانستان".
وأكد ممثلو المكتب السياسي للحركة "اهتمامهم بتحقيق سلام مستديم في البلد، من خلال المفاوضات، مع مراعاة مصالح جميع المجموعات العرقية لسكان البلد"، فضلاً عن استعدادهم "لاحترام حقوق الإنسان، بمن في ذلك النساء، في إطار الأعراف الإسلامية والتقاليد الأفغانية".
وتم التأكيد، بصورة خاصة، بشأن "عزم الجماعة الراسخ على محاربة التهديد الذي يشكّله تنظيم داعش في أفغانستان، والقضاء على إنتاج المخدِّرات في البلاد، بعد طيّ صفحة الحرب الأهلية".