الوقت- قام 20 عنصراً من القوى الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، فجر يوم الخميس 24 يونيو، باقتحام منزل الناشط وأحد المرشحين للمجلس التشريعي نزار بنات. وبعد حوالي ساعتين تم الإعلان عن نبأ وفاته، والتي قيل إنها حدثت نتيجة تعرضه لضربات شديدة في الرأس.
وعقب إعلان هذا الخبر، اندلعت موجة من الاحتجاجات والمظاهرات، ضد السلطة الفلسطينية في جميع أنحاء فلسطين وخاصة في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي بعض الحالات تجاوز نطاق الاحتجاجات حدود فلسطين.
وهنا السؤالان المهمان اللذان يطرحان نفسهما، الأول، لماذا قامت السلطة الفلسطينية بارتكاب مثل هذا العمل الإجرامي و كبدت نفسها عبء الثمن ، والثاني، ما هو دور الكيان الصهيوني في عملية الاغتيال هذه وما هي العلاقة التي يمكن ان تكون بتشكيل حكومة ائتلافية جديدة بقيادة نفتالي بينيت إحدى الشخصيات المتطرفة واليمينية لهذا الكيان ؟
فمن ناحية قامت السلطة الفلسطينية بهذا الاغتيال بكم فم معارض عنيد فضح الفساد المالي لأعضائها. إضافة إلى ذلك، كانت السلطة مستاءة وغاضبة للغاية من أنه لا يتم التلاعب بها خلال السنوات الأخيرة من قبل الكيان الصهيوني وأمريكا كما كان في السابق. حيث تم تهميش هذه السلطة بشكل كامل في عهد ترامب، وفي الخطة التي سميت بصفقة القرن، لم يتم تحديد مكان لهذه السلطة، وبعد ترامب وعلى الرغم من تخفيف الضغط على هذه السلطة إلى حد ما، لكن اتضح للجميع مرة أخرى تهميش هذه السلطة خلال حرب 11 يوما الاخيرة، وقامت الإدارة الأمريكية الجديدة، بالتفاوض مع حماس نيابة عن فصائل المقاومة عبر مصر وقطر.
يبدو بناءً على ما سبق أن أحد أهداف السلطة الفلسطينية من الاغتيال هو تذكير الولايات المتحدة والكيان الصهيوني بدورها وموقعها في قمع واغتيال المعارضة والمناضلين الفلسطينيين.
وبالطبع يستفيد الكيان الصهيوني أيضاً من هذا الاغتيال لأنه تخلص من عدو شرس على يد السلطة الفلسطينية، كما أن هذا الاغتيال يحرض على الخلافات الداخلية بين الفلسطينيين ويمهد للإسرائيلي استغلاله، والذي يمكن أن يهيئ لهجوم جديد على غزة في ضوء حاجة الحكومة الائتلافية الجديدة.
من هنا، يمكن أن يكون وراء هذا الاغتيال خطة عسكرية جديدة من قبل الكيان الصهيوني والحكومة الائتلافية الجديدة بقيادة نفتالي بينيت، والتي لا تكون أقل من نتنياهو في معارضته للفلسطينيين والسلام، وحتى في مسألة المستوطنين، تبدو أنها أكثر حدة وأكثر خطورة.
لكن اللافت هو ما حدث أثناء حرب الـ11 يوما على غزة دعما للفلسطينيين في القدس او في قضية اغتيال نزار بنات التي تستمر تداعياتها الان في الأراضي المحتلة اذ قدم مظاهر جديدة للتضامن والوحدة بين الفلسطينيين والتي بدورها تقدم رؤية واعدة عن مستقبل فلسطين.