قد يقودنا اسم المخيم "ليبرتي" أو الحرية الذي يأوي منافقي خلق إلى المقارنة بين حادثة اطلاق الصواريخ التي استنكرتها الادارة الأمريكية وبين حدث وقع في 8 يونيو 1967عندما تعرضت المدمرة الإمريكة يو.إس.إس ليبرتي USS Liberty التابعة لأمريکا والتي كانت تبحر على بعد 13 ميلاً بحريًا قبالة العريش خارج المياه الإقليمية المصريّة لهجوم من قبل سلاح الجو وزوارق طوربيد إسرائيلية؛ وقد أدى الهجوم إلى مقتل 34 من البحارة و171 إصابة بمن فيهم قبطان السفينة. جرت الحادثة أيام حرب الستة أيام التي مني فيها العرب بخسارة مذلة مهدت لاحتلال جزء من الأراضي العربية، وتحديدا في اليوم الخامس للعدوان حيث كانت سفينة التجسس الأمريكية مع العلم الأمريكي الواضح على رأس السفينة وإسمها المكتوب بشكل واضح على البدن تسبح قريبا من المياه الاقليمية لفلسطين المحتلة للتنصت على الجيش الاسرائيلي ومعرفة مجريات الحرب، فجاء الأمر المباشر حسب التحقيقات من رئيس الوزراء آنذاك موشيه ديان بالهجوم على السفينة رغم أن الکيان الإسرائيلي ينكر ذلك ويدعي أنه اشتبه بأمرها معتقداً أنها السفينة المصرية "القصير"، الأمر الذي أثار سخرية المحققين بسبب الفرق الشاسع بين السفينتين.
اذن فحادثة السفينة الأمريكية رغم وجود تحقيقين رسميين لجهاز المخابرات "سي آي ايه" طويت باعتبار أن الحادث كان خطا من قبل حليف أمريكا وأن الجنود الذين قضوا في تلك العملية ماتوا بنيران صديقة واكتفى الكيان الاسرائيلي بالتعويض على عائلات القتلى والجرحى بستة ملايين دولار، كما حكم على طيارين من سلاح الجو الاسرائيلي بالسجن 18 عاما بتهمة عصيان أوامر القيادة. كما منعت الحكومة الأمريكية أياً من الجنود الذين نجوا من مقاضاة حكومة الکيان الاسرائيلي التي لم تتأثر العلاقة معها بعد الحادثة سوى للأحسن.
أما في ليبرتي العراق، حيث يسكن 2200 شخص من منافقي خلق، والذين وجهت لهم دعوات عدة بترك العراق في ظل التسهيلات التي تقدمها لهم الدول الغربية وخصوصا في ظل معاداتهم لنظام الجمهورية الاسلامية ما يسهل من قبول طلبات اللجوء لهم، فقد أعلنت حركة "المختار الثقفي" التي تتألف من أفراد معظمهم ممن قضت عائلاتهم في المجزرة الشعبانية التي شارك منافقو خلق فيها الى جانب النظام، مسؤوليتها عن رمي ما يقارب 80 صاروخا أدت لمقتل 25 من المنافقين وجرح حوالي المئتين منهم.
"منافقو خلق" هذه الحركة الارهابية والمسؤولة عن العديد من العمليات الارهابية التي أدت الى مقتل عشرات الأبرياء، والتي تتخذ من الدول الغربية مقرا آمنا لها وقفت بصفها الحكومة الأمريكية منذ البداية رغم تاريخها الأسود فقط لأنها تعادي مبدأ الجمهورية الاسلامية، كما لم تعلق على مشاركتها في قمع الثورة الشعبانية والتي راح ضحيتها المئات. إنها نفسها أمريكا التي غضت طرفها عن الکيان الاسرائيلي الذي دهس الناشطة الأمريكية "راشيل كوري" بدم بارد بجرافة أثناء تضامنها مع الفلسطينيين، وهي نفسها التي تدفن رأسها في التراب عندما تقع مجزرة في اليمن أو سوريا أو العراق، إنها السياسة التي تغلّبت فيها مصلحة الإرهابيين على مصلحة الشعب الأمريكي ومظلومي العالم.