الوقت- قال الإعلامي المصري أحمد موسى إن الإدارة الأمريكية الحالية تشجع إثيوبيا على بناء سد النهضة وتنفيذ الملء الثاني.
وأضاف خلال برنامجه على قناة "صدى البلد": ان الإدارة الأمريكية لا تريد حل الأزمة، ويمكنها أن تجبر إثيوبيا على وقف الملء الثاني والعودة للمفاوضات لكنها تريد الضغط على مصر، وإدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كانت أقوى.
وأضاف: "ترامب قال نصاً إنه إذا ضربت مصر سد النهضة لا نستطيع أن نلومها، ومصر ألقت بالمسؤولية أمام العالم بشأن سد إثيوبيا، واستخدام مصر لغة القوة في أزمة سد إثيوبيا هو السبب الرئيسي في تحرك أمريكا والعالم لحل الأزمة".
واستطرد موسى: "هناك كلام متداول عن مباردة يقدمها رئيس الاتحاد الإفريقي لحل قضية سد النهضة خلال الأيام القادمة"، مشيرا إلى أن "رئيس الاتحاد الإفريقي يقوم بجولة في مصر والسودان وإثيوبيا لحل أزمة السد الإثيوبي”، موضحا: “هناك معلومات تتحدث عن مبادرة أطلقها رئيس جمهورية الكونغو لحل هذه القضية".
كما ان موقف مصر من أزمة المياه يعتبر قضية وجودية، وأن إثيوبيا لا تقدم على الملء الثاني دون اتفاق، وحال قيام إثيوبيا بالملء الثاني فهذا معناه التحكم في مصير 150 مليون مصري وسوداني".
وأكد الإعلامي المعروف بولائه الشديد للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن إثيوبيا لا تعترف بكل الاتفاقات الدولية السابقة، موضحا أنه إذا توقف الملء الثاني لسد إثيوبيا من جانب الإثيوبيين سيكون هناك فرصة للوصول لاتفاق.
ومنذ شهر قال الإعلامي أحمد موسى، إن انهيار سد النهضة الإثيوبي بمثابة قنبلة نووية مائية، تهدد ملايين السودانيين والمصريين. واضاف إن مخاطر انهيار سد النهضة على السودان 5 أضعاف تلك الواقعة على مصر.
وأكد موسى أن تضرر أي بيت أو مواطن سوداني هو ضرر لبيت ومواطن مصري، موضحا أن الخبراء والمتخصصين أجمعوا على أن هناك مشاكل فنية في سد النهضة.
ومن منبر قناة صدى البلد طالب الإعلامي أحمد موسى، المصريين قبل يومين بالدعاء لبلدهم في ليلة القدر، أن يحفظها الله وينصرها على كل أعدائها في الداخل والخارج، وكل من يحاول الإضرار بهذا الوطن.
وتابع: أتمنى أن يكون دور الأمريكان في أزمة سد النهضة إيجابي، وعلى قدر المسؤولية. وأضاف إنه بإمكان الولايات المتحدة الأمريكية التدخل وحث إثيوبيا على وقف الملء الثاني، لحين التوصل لاتفاق قانوني ملزم مع أطراف الأزمة مصر والسودان.
وأشار في الوقت ذاته لموقف الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة دونالد ترامب، عندما أجاز أحقية مصر في ضرب السد لما يمثله من تهديد لها.
واختتم الإعلامي أحمد موسى، لن يتم الضغط على مصر بواسطة سد الخراب، أو أي شيء آخر، لأن مصر عادت أقوى مما كانت عليه في 2011 و2013، وكل المؤسسات في أفضل حال.
هذا وتتمسك إثيوبيا بالبدء في المرحلة الثانية من ملء خزان السد في موسم الأمطار، خلال شهري يوليو/ تموز وأغسطس/ آب المقبلين، ما يهدد إمدادات المياه لمصر والسودان. وتتفاوض الدول الثلاث منذ 2011 للوصول إلى اتفاق حول ملء السد وتشغيله، لكنها رغم مرور هذه السنوات أخفقت في الوصول إلى اتفاق.
وتبني إثيوبيا السد على النيل الأزرق الذي ينضم إلى النيل الأبيض في السودان لتشكيل نهر النيل الذي يعبر مصر. وترى أنه ضروري لتحقيق التنمية الاقتصادية، في حين تعتبره مصر تهديدا حيويا لها، إذ تحصل على 90% من مياه الري والشرب من نهر النيل.
وفي اخر المستجدات في هذا الصدد أجرت وزيرة الخارجية السودانية، مريم الصادق المهدي، يوم الأحد 9 مايو/ أيار، اتصالا هاتفيا مع نظيرها الصيني، وانغ يي، لمناقشته في مسألة الضغط على إثيوبيا، بهدف التوصل لاتفاق ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة.
وأكدت وزيرة الخارجية السودانية لنظيرها الصيني ضرورة الضغط على إثيوبيا بهدف التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول سد النهضة، وذلك قبل الملء الثاني للسد المقرر في تموز المقبل.
وأوضحت وزارة الخارجية السودانية في بيان، أن المهدي أجرت اتصالا هاتفيا بوزير الخارجية الصيني وانغ يي، حيث بحثا العلاقات الثنائية وسبل دعمها، وطالبت بالضغط على إثيوبيا ومؤازرة السودان في أزمة سد النهضة.
وذكر البيان أن الجانبين استعرضا "موقف السودان الرسمي من السد والذي ينادي بضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم، مبينة رفض السودان لأي إجراء أحادي للملء ومؤكدة حرص السودان على تحقيق مصالح كل الأطراف وفقاً للالتزامات القانونية وقواعد القانون الدولي".
من جانبه أبدى وزير الخارجية الصيني "تفهمه لموقف السودان من سد النهضة"، وأشار إلي "أهمية التوصل إلي اتفاق بأعجل ما يتيسر".
وانهارت المحادثات بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن ملء وتشغيل سد النهضة في شهر نيسان الماضي، ولم تلب الأطراف دعوة وجهها السودان لعقد قمة على مستوى رؤساء الحكومات.
وفشلت حتى اليوم كل جولات المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا في التوصل لاتفاق حول قواعد ملء وتشغيل السد.
وكان أبرز تلك الجولات تلك التي عقدت برعاية أمريكية، دون توقيع اتفاق بين الدول الثلاثة، حيث رفضت أثيوبيا توقيع الاتفاق الذي توصلت إليه المفاوضات.
كما فشل الاتحاد الإفريقي على مدى ثلاث دورات برئاسة كل من مصر وجنوب أفريقيا والكونغو على التوالي، في دفع الدول الثلاث لإبرام اتفاق.