الوقت- نظم أبناء الشعب اليمني يوم الجمعة الماضي، مسيرة حاشدة، في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات، بمناسبة "يوم القدس العالمي"، الذي يحتفل به سنوياً في آخر جمعة من شهر رمضان. وحمل المشاركون في المسيرة الكبرى التي احتضنها شارع الستين في صنعاء الأعلام اليمنية والفلسطينية وشعارات الحرية والبراءة من أعداء الأمة، وصورًا لقائد حركة أنصار الله السيد "عبدالملك بدر الدين الحوثي"، وقادة المقاومة، بالإضافة إلى لافتات وشعارات المناسبة والقدس الشريف. كما خرجت مسيرة مماثلة في عدد من المحافظات ندّد خلالها المشاركون بالانتهاكات الصهيونية بحق الفلسطينين وتحديدًا في القدس، داعين إلى انتهاج خيار المقاومة ضد المحتل الغاصب. وردد المشاركون في تلك المسيرات، التي نُظمت تحت شعار "القدس أقرب"، هتافات أكدت تمسك الشعب اليمني بالقضية الفلسطينية ونصرتها، حتى استعادة الشعب الفلسطيني أراضيه، وإقامة دولته وعاصمتها القدس.
وفي هذا السياق، قال قائد حركة "أنصار الله"، السيد "عبد الملك بدر الدين الحوثي" في خطابه يوم الجمعة، إن "الشعب اليمني سباق في حمل راية القدس والقضية الفلسطينية"، مشيراً إلى "عظمة الموقف الذي يتخذه الشعب اليمني في مناصرة القضية الفلسطينية، والتي تزعج العدو الصهيوني ويعبر عن قلقه من الشعب اليمني في مناسبات مختلفة". ولقد أكد بيان المسيرة الكبرى التي خرجت في العاصمة صنعاء في يوم القدس العالمي أن العدو الإسرائيلي يمثل خطرا حقيقيا على الأمة وتهديدا جديا وفعليا لأمن واستقرار المنطقة، وهو ما يتطلب من شعوبها النهوض بالمسؤولية ومقارعة الهيمنة .. مؤكدا أن موقف الشعب اليمني تجاه القضية الفلسطينية نابع من هويته الإيمانية وأصالته وهو مستمر على موقفه في مناصرة الفلسطينيين والسعي لتحرير فلسطين والمقدسات والأراضي العربية المحتلة.
ولفت البيان إلى أن خروج الشعب اليمني في هذا اليوم العظيم وبهذا الزخم الجماهيري الكبير، دليل على مستوى وعي الشعب اليمني بالقضية الفلسطينية وعمق ارتباطه وتمسكه بها.. ووجه تحية الاجلال والإعزاز والإكبار للشعب الفلسطيني على صموده في مواجهة الاحتلال والغطرسة الإسرائيلية. وبارك بيان المسيرة تحرك شباب فلسطين الأبطال في القدس وحي الشيخ جراح وتصديهم البطولي لجيش العدو الإسرائيلي ولقطعان المستوطنين.. مؤكدا أن القضية الفلسطينية قضية كل الأحرار في العالم، وهي تمثل جوهر الصراع بين المستكبرين والمستضعفين.. لافتا إلى أن يوم القدس هو يوم يحتشد فيه المؤمنون بانتصار منطق الحق على منطق القوة، المؤمنون بانتصار محور الخير والجهاد والمقاومة على محور الشر والاستكبار. كما أكد البيان أن الشعب اليمني يتطلع للقيام بدور أكبر في مناصرة فلسطين مع أحرار الأمة ومحور المقاومة مهما كان حجم العدوان الذي تنفذه أنظمة التطبيع ضده.. مجددا موقفه المبدئي بالقضية الفلسطينية، داعيا الشعوب العربية والإسلامية للتحرك القوي في دعم جهاد الشعب الفلسطيني.
ولفت البيان إلى أن الشعب اليمني اليوم في صدارة الشعوب الحرة الرافضة للهيمنة الأمريكية والإسرائيلية وفي التمسك بالقضية الفلسطينية. واستنكر البيان هرولة بعض الأنظمة العربية نحو التطبيع مع العدو الإسرائيلي .. معتبرا ذلك انضماما رسميا إلى صف الأعداء وخيانة علنية للأمة.. مشيرا إلى أن تأثيرات سقوط بعض الأنظمة العربية في التطبيع ستكون إيجابية على القضية الفلسطينية حيث تحررت من المتخاذلين المتواطئين. ودعا البيان القوى والفصائل الفلسطينية إلى المصالحة الوطنية ووحدة الصف وتماسك الجبهة الداخلية لمواجهة العدو الإسرائيلي.. كما دعا شعوب الأمة إلى التحرك لدعم وتعزيز خيار الجهاد والمقاومة ضد الهيمنة الأمريكية والاسرائيلية والتصدي لكل مشاريعهم التدميرية بحق الأمة. وجدد البيان موقف الشعب اليمني الثابت والداعم والمساند لحركات الجهاد والمقاومة في فلسطين ولبنان والعراق والبحرين وغيرها.. داعيا أحرار الأمة إلى مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية باعتبار ذلك سلاحا فاعلا ومؤثرا على الأعداء. كما دعا بيان مسيرة يوم القدس الأمة للعودة الصادقة إلى الله تعالى والقرآن باعتباره كتاب هداية والذي شخص فيه التحديات والمخاطر التي ستواجه الأمة قدم لها الحل والمخرج لمواجهتها.
وعلى صعيد متصل، أدان المكتب السياسي لحركة "أنصار الله" يوم أمس السبت ما يقوم به كيان الاحتلال الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني في القدس الشريف والجريمة التي ارتكبها بحق المصلين في المسجد الأقصى وحي الشيخ "جراح". ورفض بشدة في بيان له "الاعتداءات الإجرامية الصهيونية بحق المصلين الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة". وأشاد البيان "بالتحركات الشعبية الفلسطينية في التصدي للاعتداءات المستمرة التي استهدفت المؤمنين المصلين"، مشيراً إلى أن "التحركات الشعبية الفلسطينية كسرت الإجراءات العسكرية والتضييق على المصلين في موقف بطولي أرعب الصهاينة وهز كيان المحتلين. كما أكدت حركة "أنصار الله" على موقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية، وشعبها المظلوم ووقوفها الكامل مع المجاهدين وحركات المقاومة، وأكدت "نشد على أيادي المقاومة الضاغطة على الزناد في الوقوف صفاً واحداً تجاه الإجرام والغطرسة الصهيونية".
وقالت الحركة إن "ما أُخذ بالقوة لن يعود إلا بالقوة وعلى الصهاينة إدراك أننا أمة واحدة وفي موقف واحد وفلسطين، والقدس هي القضية الأولى والمركزية وهي البوصلة الحقيقية الجامعة للأمة العربية والإسلامية." وفي هذا السياق قال عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن "محمد علي الحوثي"، في تغريدة له على حسابه في "تويتر": "إن ما يجري في القدس المحتلة يؤكد حتمية توحيد الموقف العربي والإسلامي، وفضح مبررات المطبعين". وشدد على أن "الشعب اليمني بقيادته الحكيمة وكافة قواه السياسية يؤكد على مركزية القضية الفلسطينية". وبالتزامن مع هذه التصريحات، قال المتحدث باسم "أنصار الله" "محمد عبد السلام" إن "اقتحام باحات الأقصى من قبل الصهاينة والاعتداء على المصلين وتهجير العائلات من منازلهم في حي الشيخ جراح تعدٍ سافر يحتاج إلى وقفة عربية وإسلامية". وأكد عبد السلام على "ضرورة تجاوز المواقف وبيانات التنديد والشجب إلى دعم وإسناد المقاومة الفلسطينية حتى الوصول إلى استعادة الحقوق وتحرير المقدسات".
ومن جانبه، قال مفتي الديار اليمنية الشيخ "شمس الدين شرف الدين" إن "الشعب اليمني خرج للإعلان عن موقفه الثابت والدائم في الدفاع عن قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية المحورية لهذه الأمة"، مشيراً إلى أن" هذا الخروج يأتي رغم استمرار العدوان والحصار على الشعب اليمني للعام السابع على التوالي". وأوضح "شمس الدين" أن "هذا الخروج يمثل رسالة دعم من الشعب اليمني للمرابطين والمجاهدين الفلسطينيين ولكل أحرار العالم في محور المقاومة في لبنان والعراق وسوريا، بأن الشعب اليمني معهم ومساند لهم ضد مشاريع الاستكبار العالمي". ومن جانبه قال نائب رئيس مجلس النواب اليمني "عبد السلام هشول" إن "الشعب اليمني هو الغيور مع قيادته الحكيمة السيد المجاهد عبد الملك الحوثي قد استنهض جميع قواه، وخرج اليمنيون في كل الساحات لنصرة الأقصى، داعياً الجميع لمناصرة فلسطين ولو بالكلمة".
بدوره، دان مجلس التلاحم القبلي في اليمن في بيان له الإعتداءات الصهيونية بحق المصلين الفلسطينيين، مشيراً إلى أن "تحرك الفلسطينيين يوجه رسائل مهمة لشعوب وقبائل وعشائر الأمة الأحرار". وجددت قبائل اليمن تأكيد "موقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية أرضاً ومقدسات، ودعمها ووقوفها وتضامنها الكامل مع حركات المقاومة، بمختلف الوسائل والإمكانات المتاحة". وحيا البيان التحركات الشعبية الفلسطينية المقاومة "لردع صلف وإجرام كيان العدو المستمرة في القدس المحتلة، وكسرت حالة الحصار والتضييق على الشعب الفلسطيني والمصلين في موقف شجاع أرعب وهز كيان العدو الصهيوني الغاصب والمحتل". كما دعت قبائل اليمن "كل شعوب وقبائل وعشائر الأمة الاحرار لتحمل مسؤوليتهم التاريخية والعربية والانسانية والاخلاقية، في دعم حركات المقاومة، بدءاً بمقاطعة البضائع والمنتجات الصهيونية والأمريكية لاستعادة وتحرير كل الاراضي والمقدسات المحتلة".
وفي الختام يمكن القول إن موقف حركة "أنصار الله"، ومجلس التلاحم اليمني القبائلي جاء بعد مواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاتها وقمعها للمقدسيين والمسيرات الداعمة في القدس المحتلة وعدد من مدن الضفة الغربية المحتلة وبلداتها. وأصيب خلال حملات القمع أكثر من 100 فلسطيني في مواجهات مع الاحتلال في القدس المحتلة.
