الوقت- أكدت اثيوبيا مجدداً بان المرحلة الثانية من ملء سد النهضة ستتم بالموعد المحدد لها، وهي في شهري يوليو وأغسطس القادمين، مشيرة الى ان هذه العملية ستجري فقط في موسم الأمطار الغزيرة.
الى ذلك قال رئيس الحكومة الإثيوبية ابي احمد إن أديس أبابا تطور النيل الأزرق وفقا لاحتياجاتها، وإن بلاده لا تسعى لإلحاق الضرر بدولتي مصب نهر النيل مصر والسودان. مشيرا الى ان الأمطار الغزيرة العام الماضي اتاحت إتمام المرحلة الأولى من ملء سد النهضة بنجاح، معتبرا ان سد النهضة حال دون حدوث فيضانات عارمة في السودان العام الماضي.
وأضاف إن بلاده ستفرج قبل إطلاق المرحلة الثانية من الملء عن المزيد من المياه، التي تم تخزينها العام الماضي، عبر منافذ جديدة تم بناؤها مؤخرا، ما يضمن فوائد في الحد من الفيضانات في السودان، حسب قوله.
هذا وقال مصدر بوزارة الخارجية السودانية إن الخرطوم دفعت بخطاب إحاطة إلى مجلس الأمن الدولي بشأن التعقيدات التي تمر بها مفاوضات سد النهضة، دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل.
ووجه رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك دعوة الأسبوع الماضي إلى مصر وإثيوبيا لعقد قمة ثلاثية لبحث تداعيات ملف سد النهضة.
وتتهم القاهرة والخرطوم، أديس أبابا بالتعنت في التفاوض بعد الذي جرى في اجتماع كينشاسا الأخير، حيث رفضت إثيوبيا وضع آلية جديدة تنقذ المفاوضات من الفشل مع اقتراب موعد التعبئة الثانية لسد النهضة.
وتجري الدول الثلاث على مدار عشر سنوات مفاوضات متعثرة، فيما بدأ الاتحاد الافريقي رعاية هذه المحادثات منذ اشهر قليلة.
وفي السادس من أبريل/نيسان الجاري انتهت جولة مفاوضات في العاصمة الكونغولية كينشاسا من دون إحراز تقدم، ومع اتهامات متبادلة بالمسؤولية بين الخرطوم والقاهرة من جهة، وأديس أبابا من جهة أخرى.
وفى سياق متصل، عقدت مريم الصادق المهدى، وزيرة خارجية السودان، اجتماعا عبر تقنية «فيديو كونفرانس» لسفراء الدول الأعضاء بالاتحاد الإفريقى المعتمدين لدى الخرطوم، وشارك فى الاجتماع ياسر عباس، وزير الرى والموارد المائية السودانى، وأدار اللقاء السفير خالد فرح، مدير عام الشؤون الإفريقية بوزارة الخارجية السودانية. وقدمت الصادق شرحا مفصلًا عن مخرجات مفاوضات سد النهضة التى جرت مؤخرا فى كينشاسا، موضحةً موقف السودان الثابت بضرورة الوصول إلى اتفاق ملزم قبل المضى فى الملء الثانى للسد من الجانب الإثيوبى.
وفي إطار شرح مستجدات ملف سد النهضة والموقف المصري، توجه وزير الخارجية سامح شكري إلى العاصمة الكينية نيروبي في مستهل جولة تتضمن عدداً من الدول الإفريقية. وتشمل جولة وزير الخارجية المصري كل من كينيا وجزر القُمُر وجنوب إفريقيا والكونغو الديمقراطية والسنغال وتونس، حاملاً رسائل من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى رؤساء الدول بشأن تطورات ملف سد النهضة والموقف المصري في هذا الشأن.
وصرّح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير أحمد حافظ أن تلك الجولة تأتي انطلاقاً من حرص مصر على إطلاع دول القارة الإفريقية على حقيقة وضع المفاوضات بشأن ملف سد النهضة الإثيوبي، ودعم مسار التوصل إلى اتفاق قانوني مُلزم حول ملء وتشغيل السد على نحو يراعي مصالح الدول الثلاث، وذلك قبل الشروع في عملية الملء الثاني واتخاذ أي خطوات أحادية، فضلاً عن التأكيد على ثوابت الموقف المصري الداعي لإطلاق عملية تفاوضية جادة وفعّالة تسفر عن التوصل إلى الاتفاق المنشود.
ومنذ العام 2011، تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتّفاق بشأن ملء سدّ النهضة الذي تبنيه أديس أبابا وتخشى القاهرة والخرطوم من آثاره عليهما. ورغم مرور هذه السنوات أخفقت البلدان الثلاثة في الوصول إلى اتّفاق.
ويمثل نهر النيل أطول أنهار العالم شريان حياة يوفر الماء والكهرباء للدول العشر التي يعبرها. وتقول دولة المنبع إثيوبيا إن الطاقة الكهرومائية التي ينتجها سد النهضة ستكون حيوية لتلبية احتياجات الطاقة لسكانها البالغ عددهم 110 ملايين نسمة. فيما ترى دولة المصب مصر، التي تعتمد على النيل لتوفير نحو 97 بالمئة من مياه الري والشرب، في السد تهديدا لوجودها. ويخشى السودان التي تعد دولة مصب أيضا، أن تتعرض سدوده للخطر إذا مضت إثيوبيا في ملء سد النهضة قبل التوصل إلى اتفاق.
ورغم حضّ مصر والسودان إثيوبيا على تأجيل خططها لملء خزان السد حتى التوصل الى اتفاق شامل، أعلنت أديس أبابا في 21 حزيران(يوليو) 2020 أنها أنجزت المرحلة الأولى من ملء الخزان البالغة سعته 4.9 مليارات متر مكعب والتي تسمح باختبار أول مضختين في السد. كما أكدت عزمها على تنفيذ المرحلة الثانية من ملء بحيرة السد في (تموز) يوليو المقبل.