الوقت- وصل يوم الاثنين الماضي وفد حكومي ليبي برئاسة دبيبة يضم 14 وزيرا ورئيس الأركان محمد الحداد، إلى أنقرة للمشاركة في الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي.
وقال الكاتب التركي، كورشات زورلو، في مقال على صحيفة "خبر ترك"، إن الزيارة الرسمية والكبيرة من الحكومة الليبية إلى تركيا، جاءت بعد الزيارة المفاجئة لرئيسي وزراء اليونان وإيطاليا إلى ليبيا، حيث كان أحد مطالب اليونان للحكومة الجديدة، هو إلغاء الاتفاق مع تركيا.
وفاز دبيبة الذي سيشغل منصبه حتى الانتخابات المقرر إجراؤها في 24 كانون الأول/ ديسمبر 2021، بنتيجة مفاجئة حيث حصل على 39 صوتا من أصل 74.
وأضاف زورلو إن اللواء المتقاعد خليفة حفتر، سيطر على طرابلس، فلن يكون هناك حل سياسي في البلاد، أو مثل هذه الزيارة إلى أنقرة، مشيراً إلى أن خطوات تركيا السياسية والعسكرية والاقتصادية من أجل استعادة الاستقرار في ليبيا بعد الحرب الأهلية التي بدأت عام 2011، ساهمت بشكل كبير في العملية التي نجمت عنها قمة جنيف.
وشدد على أنه لولا التحركات التركية في ليبيا، لما كان الحديث عن مثل هذه النتائج وعن واقع ليبي جديد ومختلف. وقال بأنه مما لا شك فيه أن أهم النتائج والإنجازات التي حققتها زيارة الاثنين، كانت التأكيد على سلامة الاتفاق الموقع بين البلدين المتعلق بترسيم الحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية الخالصة.
وأكد أن التطورات في ليبيا لها أهمية كبيرة بالنسبة للتوازنات في شرق البحر الأبيض المتوسط، لكن العملية السياسية لم تنته بعد، بسبب المصالح المعاكسة لبعض القوى المؤثرة في البلاد. وأوضح أن التطورات المتعلقة بانسحاب كل العناصر الأجنبية من ليبيا، ومسار العلاقات بين تركيا وروسيا، ستكون ذات أهمية حاسمة في تطورات العملية السياسية.
وأضاف إن الاتفاقيات الموقعة خلال زيارة دبيبة لها دلالة رمزية، في ظل المصالح العليا في العلاقات بين البلدين والتي تبرز في قطاعات عدة منها المقاولات وإعادة الإعمار، حيث تبرز الشركات التركية. وأشار إلى أنه بالإضافة إلى المصالح المتبادلة بين تركيا وليبيا، فإن هناك العلاقات التي تعود منذ مئات السنين، وهذا التراكم التاريخي هو أحد المزايا الهامة لتركيا، التي تسعى لسلامة وحدة البلد الأفريقي.
ويرى اخرون بأن هناك جانبا مهما في هذه المرحلة، وهو نجاح العملية السياسية في ليبيا، وهو أمر مهم أيضا بالنسبة لجيرانها مصر وتونس، كما أن تقدم العلاقات التركية الليبية وفق مبدأ الحل السياسي وضمان الاستقرار، يمكن أن يلعب أيضا دورا مهماً في العلاقات التركية المصرية.
الى ذلك قال الكاتب التركي، برهان الدين دوران، إن دبيبة بزيارته التي رافقه فيها 5 نواب له، و14 وزيرا، ورئيس أركان، أظهر الأهمية الخاصة التي توليها حكومته لأنقرة، في رسالة موجهة إلى قادة الاتحاد الأوروبي الذين زاروا طرابلس في الأسابيع الماضية.
وأضاف إن دبيبة يتبع سياسة فاعلة قائمة على التوازن، ويتحدث مع جميع العواصم التي لعبت دورا في زعزعة استقرار بلاده في الماضي، ويظهر أنه يولي اهتماما خاصا لأنقرة، التي تضمن الاستقرار من خلال اتفاقيات 2019.
وأشار إلى أن رئيس الوزراء الليبي، يدرك جيدا أن استبعاد تركيا من المعادلة الليبية في المفهوم العسكري، سيضع مستقبل بلاده السياسي في خطر، فخطر اللواء المتقاعد خليفة حفتر ما زال قائما.
ولفت إلى أن إيطاليا وفرنسا تريدان أن يكون لهما دور فاعل في إعادة إعمار ليبيا، بينما تسعى اليونان لإلغاء اتفاقية الاختصاص البحري مع تركيا، في الوقت الذي تحاول فيه مصر مع تونس الحد من نفوذ تركيا، إلا أن هذه الجهات الفاعلة لم تقدم مساهمات إيجابية في تشكيل الحكومة الانتقالية.
وتابع، بأن منهم من دعم حفتر، والآخر فضل الحياد غير الفعال مثل إيطاليا، والآن يسعون جميعم لإخراج تركيا من المعادلة. وأضاف إن دبيبة الذي يعد بالأساس رجل أعمال، يسعى لإقامة توازن مع أطراف الجهات الفاعلة، وإذا نجح في ذلك فيكون لديه فرصة الترشح في انتخابات كانون الأول/ ديسمبر 2021، واحتمالية إدارة ليبيا لفترة طويلة.
وأكد أنه في ظل هذه التوازنات التي يقيمها دبيبة، تتمتع أنقرة بأهمية استراتيجية لا غنى عنها في بلاده.
وأبرمت تركيا وليبيا، الاثنين، 5 اتفاقيات في مجالات مختلفة، في مراسم حضرها الرئيس أردوغان ورئيس حكومة ليبيا عبد الحميد دبيبة. ووقع مسؤولون من الجانبين الاتفاقيات وهي: بروتوكول حول إنشاء محطة كهربائية في ليبيا"، و"مذكرة تفاهم لتأسيس 3 محطات كهرباء في ليبيا"، و"مذكرة تفاهم حول بناء محطة ركاب جديدة في مطار طرابلس الدولي. إضافة إلى "مذكرة تفاهم لبناء مركز تسوق في طرابلس"، و"مذكرة تفاهم حول التعاون الاستراتيجي في مجال الإعلام".
ووقع الرئيس التركي أردوغان ودبيبة على البيان المشترك للاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين تركيا وليبيا.