الوقت- تصاعدت موجة الضربات الجوية والصاروخية اليمنية في أجزاء مختلفة من السعودية، حيث استهدفت أنصار الله مراكز اقتصادية وعسكرية في العمق السعودي مرارًا بالصواريخ والطائرات المسيرة في الأيام الأخيرة.
بعد الهجوم الصاروخي في 30 مارس على الرياض، الذي سمّي بعملية توازن الردع الخامسة، استهدف الجيش واللجان الشعبية اليمنية مجدداً، صباح الأمس(السبت)، قاعدة الملك خالد الجوية في "خميس مشيط" بالسعودية بطائرتين مسيرتين.
ووفق العميد "يحيى سريع" المتحدث باسم الجيش اليمني، فإن هذا الهجوم نفذته طائرتان دون طيار من طراز "صماد 3"، وتمكن من تدمير أهداف مهمة بنجاح. کما شهد يوم الجمعة الماضي هجوم الجيش اليمني علی هذه القاعدة عدة مرات، وكذلك مطار أبها الدولي.
وفي وقت سابق من يوم الخميس الماضي، أعلن المتحدث باسم الجيش اليمني عن هجوم ناجح على منشأة أرامكو النفطية السعودية في جدة، باستخدام صواريخ كروز "قدس 2".
ولكن فيما يحاول السعوديون منع تسرب المعلومات حول مدى الضرر الذي سببته الهجمات اليمنية الأخيرة من خلال السيطرة الشديدة والرقابة الصارمة على الأخبار، إلا أنه وفقًا لتقارير إعلامية، فقد تم إلغاء الرحلات الجوية ونقل الرحلات الأخرى من هذا المطار إلى مطارات أخرى، بعد الهجوم الأخير على مطار الملك خالد.
رسالة صنعاء الحازمة للسعودية: أوقفوا الحصار والحرب حتى لا نهاجم
إن تصاعد هجمات صنعاء على القواعد العسكرية والبنية التحتية الاقتصادية السعودية، والذي يهدف إلی رفع تكلفة استمرار الحرب للسعودية وإرغام الرياض على وقف نهجها العدواني والإجرامي تجاه الشعب اليمني المظلوم، يأتي بعد أن أضاع القادة السعوديون على مدى العامين الماضيين(بعد الهجوم الصاروخي على أرامكو في سبتمبر 2019) فرصاً متكررةً لوقف الحرب، معتبرين نوايا صنعاء الحسنة بعدم شن هجمات واسعة النطاق في عمق الأراضي السعودية، ضعفاً وعجزاً من اليمنيين الذين يعيشون تحت الحصار.
وحتى الآن، مع تصاعد الضغط الدولي على الرياض لإنهاء قتل اليمنيين في الضربات الجوية واستمرار الحصار اللاإنساني، لا يزال المسؤولون السعوديون يصرون على استمرار الحرب.
لذلك وعلى هذا الأساس، فإن أنصار الله التي أظهرت أنها إضافة إلى القدرات العسكرية المطورة، لديها إشراف استخباراتي كامل علی المراكز الاقتصادية والعسكرية السعودية ونقاط الضعف لديها، وضعت التسامح السابق جانباً وتهدد الرياض بمواجهة واسعة النطاق.
وفي هذا الصدد، قال "محمد علي الحوثي" عضو المجلس السياسي الأعلى اليمني، في تغريدة: "توقفوا عن حصار الشعب اليمني وقصفه ليتوقف قصفكم، بدلاً من مخاطبة شركائكم في العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي وحلفائه".
وأضاف: إن "فشل الإقلاع المتكرر يؤكد أن استمرار القصف والحصار لا طائل وراءه، وأن الجنوح للسلام وإيقاف إجرامكم الإرهابي أفضل من مناورات السلام الإعلاميّة".
المعنويات المنهارة للجيش السعودي... المناورة السعودية والإماراتية الصورية
لكن بينما لم يتبق رسمياً أي دولة في التحالف العسكري لمهاجمة اليمن باستثناء السعودية، بعد الإعلان عن وقف الدعم الأمريكي لاستمرار الحرب اليمنية، والسعوديون يجدون أنفسهم وحيدين أمام اليمنيين الشرسين في الحرب، وحتى مع إنفاق المبالغ الضخمة بمليارات الدولارات على المعدات الدفاعية، ما زالوا غير قادرين على صد الضربات الجوية لصنعاء، يبدو أن الرياض أجرت بعض التدريبات العسكرية المشتركة مع دول أخرى، لتظهر في وسائل الإعلام استمرار تحالفها المفكك.
وفي هذا الصدد، وصلت طائرات مقاتلة سعودية من طراز F-15C / E(الجمعة) إلى مركز الدفاع الجوي والدفاع الصاروخي المشترك بقاعدة الظفرة الجوية بدولة الإمارات للمشاركة في التمرين المشترك الذي أطلق عليه اسم "علم الصحراء 2021"، الذي من المقرر انطلاقه هذا الشهر.
كما أجرت السعودية تدريبات جوية أخرى بمشارکة الولايات المتحدة الأسبوع الماضي(1 مارس).
بالتأكيد، لن يؤثر إجراء هذه التدريبات العسكرية على معادلات المعركة في اليمن، بل هي مجرد خطوة دراماتيكية لاستعادة الصورة المشوهة للتحالف الذي شكلته السعودية في مارس 2015، في ذكرى تأسيسه.
السعودية تستعين بالقاعدة
في الأسابيع الأخيرة، كانت مدينة مأرب في قلب تطورات الحرب اليمنية.
الجيش واللجان الشعبية اليمنية وفي سياق المحاولات لتحرير هذه المحافظة من المرتزقة التابعين للسعودية وحكومة منصور هادي المستقيلة، تمكنوا في الشهر الماضي من إحراز تقدم كبير، والآن بعد السيطرة على سد مأرب، وصلوا إلى البوابات الغربية للمدينة.
وعلى مدار الـ 48 ساعة الماضية، كانت قوات صنعاء تتقدم من الغرب على الجبهة الشمالية الغربية والجنوبية الشرقية.
في غضون ذلك، كشف جهاز المخابرات في صنعاء، في تقرير صدر أمس، لأول مرة عن معلومات حول تنظيم القاعدة في مأرب وأنشطته وعناصره وهيكله التنظيمي المعروف بولاية مأرب.
وقال جهاز المخابرات في صنعاء في تقريره، إنه تمكن من رصد وتحديد أماكن الاختباء والمنازل والمزارع التي تستخدمها عناصر هذه الشبكة، والفنادق التي يترددون إليها، ومستودع الأسلحة وثكنات التدريب وما يتصل بها من استعدادات، وطرق التهريب التي يسلكونها، وعلاقتهم بقوات هادي ومسلحي حزب الإصلاح(الفرع اليمني للإخوان المسلمين)، فضلاً عن وجودهم في ساحات القتال.
قد تعني الهزيمة في مأرب خسارة جميع مناطق اليمن الشمالية، بالنسبة لحكومة هادي المستقيلة والمدعومة من السعودية في عدن.
ولذلك، فإن اقتراب السيطرة علی مأرب علی يد الجيش واللجان الشعبية اليمنية، إلی جانب استمرار هجمات صنعاء الجوية الواسعة علی العمق السعودي، قد وضعا الرياض في موقع صعب عشية دخول الحرب عامها السابع.